أبرز صاحب "حكاية"، كادير الجابوني خصوصيات لون الراي في تطوير الأغنية الشبانية بالجزائر مستدلا بتجارب من سبقوه وساهموا في التشهير له خارج الوطن، وهو يتأهب لملاقاة جمهوره بتيمقاد الذي يعرفه جيد المعرفة، استدرجته "المساء" في هذا الحوار لنقل انشغالاته من خلال رسالة الفن إلى جانب الحديث عن مهرجان تيمقاد وأمور لها علاقة بعالم الفن. مجددا، تنزل ضيفا على الأوراس في طبعة مميزة بنهكة خاصة فماذا يمثل لك مهرجان في حجم تيمقاد؟ بالطبع هي طبعة خاصة دائما ومميزة بالنظر لقيمة المهرجان في حد ذاته، وعليه فأنا سعيد للمشاركة مرة أخرى كما أحمل أجمل رسالة إنسانية بمهرجان اعتبره محطة فنية ننتظرها سنويا لما لها من خصوصيات، فبالنسبة لي مثل هذا المهرجان يعدّ مرحلة مهمة في حياة الفنان. اعتمادا على تجربتك، هل تعتقد بأن مهرجان تيمقاد بإمكانه الارتقاء للعالمية؟ — أكيد، فانا كلما أمر على تيمقاد استرجع طاقة وحيوية تشجعني على المواصلة باستغلال خصوصيات هذا المهرجان الذي بإمكانه إدراك العالمية. ما رأيك في اختيار الفنانين؟ —بالطبع، فبالمناسبة أحيي جهود الديوان الوطني للإعلام والثقافة الذي عمل ما في وسعه لاستقطاب أكبر عدد من الفنانين الأجانب فضلا عن السمعة التي اكتسبها مؤخّرا والطلب يزداد عليه من سنة لأخرى، إلاّ أن التشهير له إعلاميا أصبح أكثر من ضرورة. بعدما ربطتك علاقة جيدة بجمهور تيمقاد، ألا تعتقد أنّه من الواجب تقديم الجديد له؟ — هذا مطلب الجمهور الذي أكن له كل الاحترام وقد حضرت ما يروق ذوقه من باكورة أعمالي، وأنا حاليا بصدد إنجاز أعمال جديدة ستكتسح السوق، و«حكاية" هي حكاية الجديد دوما. ألا يقلقك انتشار ما يسمى بالأغنية الشبابية والى ماذا ترجع سر نجاح لون الراي ؟ "الراي" كلون جزائري له رواده وخصوصياته، يعتمد على الموسيقى الخفيفة، فهو يعاصر التطوّر الحاصل في المجال الفني، وبخصوص الظاهرة الجديدة في الغناء فهي أصبحت واقعا معيشا وتمثّل تعبيرا عن حاجات بداخل(أنا) الشباب الذي يعيش مشاكل اجتماعية، ومع ذلك يشغلني أمر التفكير في الخلف واستغلال الطاقات الشابة لمواصلة المشوار، وأنا منشغل بما اصطلح عليه بالراي الاجتماعي، اللون الذي يأخذ في الحسبان وظائف التربية التي تسهم في صناعة الفن وتهذيب الأذواق ردا على من يعمدون الخوض في الفن العفن. هل يؤدي الإعلام الجزائري دوره في خدمة الفن؟ — هذا دون أدنى شك يؤدي واجباته وأنا أثمن ما يقوم به الإعلام الجزائري في تطوير وترويج الفن الجزائري، شأنه شأن الفنانين وكلاهما يحمل رسالة واحدة، وبخصوص دور المهرجان فهو قائم ينقل كل صورة معبرة ليس فقط الفن بل ينقل صورة الجزائر عبر رسالة الفن الخالدة . هل تعتقد بضرورة وجود تنظيم يحمي الفنان؟ أكيد ونحن واثقون في جهود الوزارة الوصية ليس فقط في استحداث تنظيم لأنّ الفنان في حاجة إلى قانون أساسي يحمي مساره الفني ويؤمن له المستقبل، مشاكل الفنانين كثيرة منها ما له علاقة بالسرقة الفنية التي أصبحت ظاهرة مقلقة على حساب جهود الفنان الذي تسرق منه الأحاسيس التي يتغنى بها، وهنا يكمن دور الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف الذي يواجه مشاكل السرقة الفنية والقرصنة وغيرها من الأمور التي لا تخدم الفن. هل الموسيقى الإليكترونية نعمة أم نقمة على الفن الجزائري؟ هذا النوع من الموسيقى الذي انتشر عبر العالم يجب التعاطي معه بالطريقة التي تمكننا من المحافظة على تراثنا المميز شأنها شأن الإعلام فهي سلاح ذو حدين.