تنطلق يوم غد بقصر المؤتمرات بالعاصمة الموريتانية، نواقشوط أشغال "قمة الأمل العربية" العادية بحضور ملوك ورؤساء مختلف الدول العربية لبحث قضايا الراهن العربي والتطورات المتسارعة التي تعرفها المنطقة العربية منذ اندلاع ما عرف ب«ثورات الربيع العربي" بداية سنة 2011. وكشف أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن كل القضايا التي تعرفها الأمة العربية وانعكاساتها الأمنية ستكون على طاولة القمة العربية العادية التي تعقد في ظروف استثنائية على أمل التوصل إلى مقاربة تحظى بالإجماع وإيجاد أرضية توافقية لإنهاء الوضع "غير الطبيعي" الذي تعرفه مختلف البلدان العربية. ويفهم من تصريحات بن حلي أن الأوضاع الأمنية التي تعيشها عدة بلدان عربية ومعها تنامي الظاهرة الإرهابية في مختلف البلدان العربية، ستكون القضية الأكثر إثارة على طاولة النقاش خاصة أن كل الدول أصبحت معنية بطريقة أو بأخرى بتهديدات مختلف التنظيمات الإرهابية التي لم تعد تخص دولة دون أخرى. وحسب تسريبات من داخل الاجتماعات التحضيرية لقمة نواقشوط، فإن مسألة تشكيل قوة تدخل عربية سيعاد طرحها للنقاش خلال قمة العاصمة الموريتانية بعد أن تعذر التوصل إلى اجماع بشأنها بعد أن أبدت عدة دول تحفظات بشأنها وأيدتها أخرى، وخاصة حول طبيعة هذه القوة وتشكيلتها والآليات ذات الصلة بإنشائها، وهي قضايا حالت دون الاتفاق بشأنها في قمة منتجع شرم الشيخ المصري شهر مارس من العام الماضي. وإذا كان الإجماع قائم بخصوص رفض الإرهاب ومحاربته، فإن الأمر غير ذلك بالنسبة للأزمات الداخلية التي تعرفها العديد من الدول العربية، حيث ينتظر أن تلقي الحروب الأهلية في ليبيا والعراق واليمن وسوريا والصومال بكل ثقلها على أشغال القمة العربية وخاصة في ظل التباين في مواقف الدول الأعضاء ومقارباتها بخصوص كيفية التعاطي مع هذه الأزمة أو تلك. وهو ما جعل أحمد بن حلي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية يؤكد أن تحقيق الأمن في الوطن العربي يمر حتما عبر رد قوي مشترك ضد الإرهاب من خلال تشكيل حكومة قوية عسكرية مشتركة. وكانت هذه المسائل محور النقاشات التي دارت أمس بين وزراء خارجية الدول العربية برئاسة وزير الخارجية الموريتاني، اسلكو ولد أحمد أزيد بيه وحضره عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية لوضع آخر اللمسات على جدول أعمال قمة الرؤساء يوم غد الاثنين، وفي مقدمتها تطوير العمل العربي المشترك والأوضاع في بعض الدول العربية، إضافة إلى مسألة تفعيل آليات صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب. كما يناقش الوزراء اليوم العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية وخاصة تلك التي عرفت تأخيرا كبيرا في تجسيدها وعلى رأسها إنشاء السوق العربية المشتركة والاتحاد الجمركي العربي والتي تبقى من القضايا ذات الأولوية لتعزيز التجارة والاستثمارات البينية بين مختلف البلدان العربية. وكان الوزير عبد القادر مساهل قد أكد بعد لقاء جمعه بالأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط أن القمة الحالية "تعقد في ظروف جد صعبة ومرحلة حرجة يعيشها العالم العربي نتيجة الأزمات التي تعرفها العديد من الدول العربية كليبيا وسوريا واليمن والصومال والتحديات الأمنية ومخاطر التهديدات الإرهابية التي تواجهها دول المنطقة والتي تستدعي جهود وتنسيق كافة الأطراف لمجابهتها وصيانة أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة". "القضية الفلسطينية في الصدارة" وستكون القضية الفلسطينية بكافة جوانبها وتطوراتها ضمن أولويات القضايا المطروحة على الاجتماع الوزاري باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية وما يرتبط بذلك من تفعيل لمبادرة السلام العربية على ضوء المبادرة الفرنسية وإعادة تنشيط الآليات التابعة للأمم المتحدة بهذا الخصوص. وعبّر ممثل موريتانيا لدى جامعة الدول العربية السفير ودادي ولد سيدي هيبة عن أمله في أن يصادق بيان قمة نواقشوط على موقف يوحد العرب بدلا من أن يعمق الشرخ بينهم". مساهل يلتقي وزير الخارجية الليبي وتباحث عبد القادر مساهل على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالعاصمة الموريتانية مع وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة حول العلاقات الثنائية بين البلدين وكذا تطورات الأزمة الليبية والمساعي الجزائرية المستمرة لحلها بالطرق السلمية. وجدد مساهل التأكيد على موقف الجزائر الداعم لكل الجهود الهادفة إلى استقرار الوضع في ليبيا سواء من خلال اللقاءات والتنسيق الثنائي أو في إطار اجتماعات دول الجوار والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بهذا البلد الشقيق. وقال الوزير الليبي إن المباحثات تمت في إطار المشاورات وتنسيق اللقاءات المستمرة بين البلدين خدمة لمصلحة البلدين والقضايا التي تهم القضايا العربية. وجدد المسؤول الليبي بخصوص مستجدات الوضع الليبي في بلاده وخاصة بعد مصرع جنود فرنسيين بالجنوب الليبي وطلب بلاده لمساعدات أجنبية، التأكيد أن بلاده ترفض التدخل الأجنبي أيا كان نوعه و«لا يمكن للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني أن يقبلا بتواجد أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية". كما التقى مساهل بوزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف الذي استعرض معه المسائل المطروحة على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب إضافة إلى مواضيع ونتائج اجتماع القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي التي عقدت بالعاصمة الرواندية.