جندت الدولة في ظرف قياسي وسائل ضخمة للتكفل وإزالة الآثار التي خلفتها الفيضانات التي شهدتها ولاية غرداية في الفاتح من أكتوبر الجاري، والتي خلفت مقتل 33 شخصا وإصابة 48 آخرين بجروح، مع تسجيل خسائر مادية معتبرة في المنشآت والبنايات، حيث تم تشكيل فرق مختصة للقيام بعملية تقييم شاملة للأضرار التي أصابت السكنات والمنشآت القاعدية. وشملت الوسائل المجندة من قبل المصالح المركزية للدولة وكذا الولايات والمؤسسات الوطنية تهيئة الهياكل والمرافق الأساسية لإيواء العائلات المنكوبة، حيث تم لهذا الغرض تخصيص قاعتين متعددة الرياضات وقاعة المعارض ودار الشباب والمركز الجواري والمقر المحلي للهلال الأحمر الجزائر، علاوة على توفير 890 خيمة 12250 غطاء و1500 سرير. كما استلمت مصالح الولاية 412 طنا من المواد الغذائية منها 370,6 طن مرسلة من الولايات و41,5 من وزارة التضامن الوطني وكذا 62 ألف قارورة مياه معدنية، و4000 كيس من الماء الصالح للشرب، مع إعادة تشغيل الطاقة الكهربائية بالنسبة ل37 موقع حفر من بين 42 موقع وإرسال 18 ألف كيس من الماء من طرف مؤسسة الجزائرية للمياه بوهران وكذا 37 شاحنة صهريج من مختلف وحدات هذه المؤسسة القادمة من الولايات، حيث تم توزيع 11 شاحنة صهريج على بلديتي غرداية وبونورة. بينما تم ضمان التموين بالخبز انطلاقا من المخبزة الميدانية للجيش الوطني الشعبي بورقلة التي زودت الولاية ب4500 خبزة وأرسلت شركة "كوليتال" ببئر خادم 15360 لترا من الحليب المبستر. وعلى صعيد التكفل النفسي بالمنكوبين أشار بيان وزارة الداخلية والجماعات المحلية إلى تجنيد أربعة فرق من النشاط الإجتماعي الجواري، مع تشكيل خلية جوارية تتكون من طبيب وطبيب إجتماعي وطبيب نفساني وتخصيص سيارة رباعية الدفع، للتنقل عبر مناطق تواجد المنكوبين. وهذا في الوقت الذي تواصل فيه فرق الحماية المدنية عمليات ضخ المياه من مختلف أحياء غرداية ومتليلي وبريان وبونورة والعاطف وزلفانة وضاية بن ضحوة، مع استمرارها في عمليات البحث وانتشال الضحايا وتقديم المساعدة للسكان المتضررين، بدعم من الجيش الوطني الشعبي، الذي جند حوامات لعمليات الإنقاذ و427 عنصرا لعمليات الردم وتسريح الطرقات والمنافد. فيما تتابع مصالح الأمن الوطني والدرك الوطني نشاطاتها لضمان الأمن في المناطق المنكوبة وحماية الممتلكات والأفراد وإيصال المساعدات والإنقاذ وتنظيم حركة المرور والحفاظ على الأمن. ومن ضمن الوسائل الضرورية التي وضعها تحت تصرف الولاية، وسائل المعتمدية وعتاد الأشغال العمومية، الذي شمل جرافات، ومحامل وحاملات مضيئة ومضخات آلية، وخزانات للوقود ومولدات كهربائية. وقد مكنت عمليات الدعم والتدخل للتكفل بالمنكوبين من إعادة تموين المناطق المتضررة بالكهرباء والغاز، حيث تم تسجيل إعادة ربط 34 ألف مشترك من بين 40 ألف مشترك (85 بالمائة) بالشبكة الكهربائية، وإعادة ربط 15 ألف مشترك من بين 25 ألف مشترك (60 بالمائة) بشبكة الغاز، مع دعم الولاية بمولدين كهربائيين بشدة 250 و350 كيلو فولط، تابعة المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية. وتسهر فرق تابعة لوزارة الصحة والسكان على متابعة عمليات التزويد بالمياه، ومراقبة عتاد التطهير، حيث تم وضع جهاز صحي وقائي من الأمراض المنتقلة ونظام اليقظة الصحية والحراسة الوبائية، وجهاز استعجالي لضمان توفر وتغطية الحاجة إلى الأدوية واللقاحات والأمصال والدم والمواد المخبرية والكواشف، وتم تسجيل وصول فريق علاج متكون من 11 طبيبا و29 عون شبه طبي من الولايات، مدعمين بالإمكانيات المادية الضرورية، منها 14 سيارة إسعاف وعيادة متنقلة و3 مركبات رباعية الدفع و3 شاحنات محملة بالمواد الصيدلانية. في حين تسهر مصالح قطاع النقل على مواصلة عمليات فتح خطوط النقل الحضري ومابين الولايات، وتخصيص حافلات للنقل المدرسي، ويواصل تقنيو قطاع الاتصالات عمليات إعادة تشغيل كامل خطوط البث والخطوط الهاتفية نحو الشمال والجنوب. للإشارة تواصل الخلية الوطنية للأزمة التي أنشأتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية تعداد العائلات المنكوبة، وتقييم الخسائر المسجلة على مستوى السكنات والمنشآت، حيث تم لهذا الغرض تجنيد 70 مهندسا ومهندسا معماريا تابعين لمصالح المراقبة التقنية للبنايات.