لا تزال بلدية ذراع قبيلة، الواقعة بالجهة الشمالية لولاية سطيف، تعاني نقصا في بعض المنشآت والمرافق، لاسيما ما تعلق منها بقطاع الصحة في ظل ارتفاع عدد السكان والتوسع العمراني الذي تشهده المنطقة. مما يجبر غالبية السكان على نقل مرضاهم إلى مصحات البلديات والمناطق المجاورة لها، وما يترتب عنها من معاناة وتكاليف إضافية، خصوصا بالنسبة للفئات الضعيفة. أكد عدد من سكان المنطقة أن العيادة متعددة الخدمات المتواجدة بالمنطقة، رغم حداثتها إلا أنها عبارة عن شبه مصحة صغيرة أو قاعة للعلاج لا توفر أدنى الخدمات، بحيث تقتصر على الفحوص الطبية أو تقديم بعض الإسعافات الأولية الخفيفة، كونها لا تتوفر على المعدات والتجهيزات الطبية التي من شأنها التكفل التام بالمريض. هذا الوضع جعل سكان ذراع قبيلة يناشدون المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية من أجل أخذ انشغالهم ومطلبهم بعين الاعتبار، واتخاذ قرار يقضي بمطالبة القائمين على قطاع الصحة بفتح قاعة ولادة على مستوى العيادة المتواجدة بالمنطقة. مؤكدين بأن هذا المرفق الصحي الذي فتح أبوابه منذ ثلاثة سنوات، لم يرافقه وضع قاعة الولادة حيز الخدمة، كما اشتكوا من تنقلهم المستمر إلى بلديات مجاورة، على غرار مستشفى "بوقاعة" من أجل القيام بالفحوصات الطبية أو عمليات الولادة المعقدة، خاصة أن منطقتهم تتميز بصعوبة الطرق المتميزة بالمنعرجات وتتعرض للغلق لفترات طويلة عند سوء الأحوال الجوية. وجه السكان مراسلة إلى المجلس الشعبي البلدي وإلى مديرية الصحة للولاية مطالبين من الجهتين الالتزام بوعودهما القاضية بفتح قاعة الولادة مباشرة بعد فتح العيادة الصحية، مؤكدين أن العديد من الحوامل تعقدت حالتهن الصحية بعد نقلهن إلى العيادات المجاورة، خاصة مع طول المسافة التي تبلغ 30 كلم، إضافة إلى النقص الفادح في سيارات الإسعاف وكذا التأطير شبه الطبي لمرافقة المرضى. ذكر السكان في رسالتهم أن بعض النساء اضطررن إلى التنقل بشكل دوري من أجل القيام بفحوصات طبية متخصصة في تلك العيادات البعيدة، وأن فتح قاعة للولادة بالعيادة متعددة الخدمات بات من الضروريات لأنها ستخلصهم من مشقة السفر والتنقل في كل مرة بسيارة الإسعاف أو الاستنجاد بسيارات "الفرود" وسيارات الأجرة التي تكلفهم أحيانا مبالغ تصل إلى 3000 دج للرحلة الواحدة.