نظم المكتب الولائي لحركة الإصلاح بدار الثقافة محمد العيد أل خليفة بقسنطينة زوال يوم الخميس ندوة سياسية تحت شعار التعددية في الجزائر...واقع وأفاق، بمشاركة الأمين العام لحركة الإصلاح الدكتور محمد جهيد يونسي وبعض النقابين. السيد جهيد يونسي أول المتدخلين عرف التعددية على أنها مظهر من مظاهر النظام الديمقراطي وشكل من أشكال تسيير خلافات الناس حول الحكم، كما اعتبر أن التعددية مبدأ إسلامي أقره الله في قوله:"وأمرهم شورى بينهم" والرسول في قوله: "ما خاب من استشار". لكن وحسب نفس المتدخل فإن المشكل في العالم الإسلامي هو أن موضوع الشورى بقي صورة فقط ولم يتم التفصيل فيه ولم يمكن له من الإمكانيات التي تجسده على أرض الواقع، على عكس الغرب الذي قرر التداول على الحكم في نظام ديمقراطي يعتمد حاليا ويعتبر أرقى نظام لفض النزاعات والتداول السلمي على السلطة. ليعرج الأمين العام لحركة الإصلاح على التجربة التعددية بالجزائر، حيث قال الجزائر بعد أحداث أكتوبر 1988 أرادت أن تؤسس لنظام ديمقراطي بفضل دستور 1989 ، نظام ديمقراطي مبني على تعددية في كل أشكالها من حرية التعبير وحرية التجمهر وغيرها، غير أن أول مفارقة رآها الدكتور يونسي هي بداية مرحلة التعددية بعقلية الحزب الواحد، إضافة إلى وقوع تردد في انتهاج المنهج الديمقراطي، وبذلك لم يتخذ النظام الديمقراطي كآلية بل أخذت ايجابياته وسلبياته معا، خاصة ما تعلق منها بالجانب الرأسمالي المتطرف وسياسة إقصاء البعد التاريخي والديني للمجتمعات حيث ربطت الديمقراطية بالعلمانية الفرنسية المتطرفة. واعتبر أن التيارات السياسية التي ظهرت بدءا بالتيار الإسلامي والتيار التعريبي وكذا التيار الديمقراطي العلماني، والتي كانت تنشط في الخفاء قبل فتح باب التعددية، لها مسؤولية في تدهور الوضع، حيث ورغم اشتراكها في مطلب واحد وهو فتح الباب أمام الحرية والديمقراطية، إلا أنها وحسب نفس المتحدث ساهمت بشكل أو بأخر في إفشال وصول التعددية إلى هدفها المنشود بسبب شراسة التجاذب بين هذه التيارات السياسية الموجودة وقتها، ونتج عن ذلك حسب يونسي غياب علاقة التنافس في البرامج وسيطرة علاقة التنافس بروح استأصالية بين الفرقاء السياسيين مع بداية الانفتاح السياسي، ما أحدث التمزق في المجتمع الجزائري خاصة مع دخول أطراف من وراء البحر لتغذية هذا الصراع. يونسي أضاف أنه ومن بين ما ساهم في مراوحة الديمقراطية مكانها، هي عقلية تغليب الكم على الكيف داخل التنظيمات والأحزاب السياسية، حيث أصبح استقطاب الأنصار مبني على الإغراءات المادية والنفعية في غياب القناعة والنضال الشريف. الدكتور محمد جهيد يونسي وقف خلال تحليله لمراحل التعددية بالجزائر على واقع التشرذم الذي وقع داخل كل التيارات بسبب الأنانية على حساب المشروع الوطني وكذا حداثة التجربة التعددية.