توجت فعاليات أشغال المنتدى المحلي الأول للشباب والتنمية بالعديد من التوصيات، أهمها تفعيل دور كل من الأسرة والمسجد في مواجهة ظاهرة العنف بكل أشكاله، لضمان التربية السليمة، مع أهمية تكثيف عملية التحسيس بمخاطر العنف والعمل على إنشاء خلية إصغاء للتكفل بانشغال ضحايا العنف والبحث عن سبل معالجته بتوظيف مراكز خاصة تعتمد على خبرات مختصين في الميدان. تم تثمين دور الجمعيات في عملية التحسيس ضد مظاهر العنف مع إبراز دورها الكامل في محاربة هذه الآفة، بتكثيف البرامج الإعلامية التي تعالج ظاهرة العنف ضد الأطفال وعرضها في المدارس، المتوسطات، الثانويات وتفعيل دور الظاهرة الاتصالية لإرساء ثقافة التسامح ونبذ العنف بكل أشكاله. كما ناقش مختصون أهم محاور هذا الملتقى الذي دأبت على تنظيمه جمعية أصدقاء بلدية باتنة، بالتنسيق مع رئيس المجلس الشعبي البلدي ظاهرة العنف ضد الأطفال، الذي حضره العديد من الأطراف الفاعلة في حماية الطفولة إلى جانب طلبة ثانويين، حيث يندرج هذا المنتدى في برنامج دعم العمل القطاعي المشترك بين السلطات المحلية وحركة المجتمع المدني لمحاربة الآفات الاجتماعية. وقد عكف المتدخلون على إبراز خصوصيات التقنيات الحديثة في المجال، التي تساعد على تحسين المعارف وتوظيفها في الحالات التي يصادفها المختصون خلال مسارهم المهني، بالمراهنة على تفعيل الظاهرة الاتصالية في الوسط الشباني. تهدف المبادرة، حسب السيد عبد الكريم ماروك، رئيس المجلس الشعبي البلدي، إلى تفعيل دور الشباب للمساهمة في محاربة كل أنواع الآفات الاجتماعية بتنويع طرق البحث على كيفيات تغيير السلوك السلبي، مضيفا أن المنتدى أدرك غاياته، خصوصا أنه يبحث عن تقويم الكفاءات، مما سيسمح بتحديد الإستراتيجية الجديدة لمحاربة العنف ضد الأطفال وتحديد الأهداف المستقبلية التي تأخذ في الحسبان سياسة التكوين لاجتياز مراحل الخطاب البيداغوجي. كما تم إبراز أهمية مثل هذه اللقاءات الرامية بالأساس إلى نبذ ظاهرة العنف بكافة أشكاله، موضحا في نفس السياق دور التنشئة الأسرية ودور المؤسسات التعليمية في بناء جيل واع. وحرص المتحدث في تدخله على ضرورة تكثيف عمليات التوعية والإرشاد والتوجيه وتفعيل دور الرقابة في مواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع، مضيفا أن لدور الفن وظيفة في إرساء تلك الأهداف، مؤكدا أن بلدية باتنة ستواصل عملية متابعة هذا الملف الحساس للقضاء على هذه الآفة التي تنخر جسد المجتمع. وقد تم استحضار خلال الملتقي نموذج احترافية التدخل الناجح لعناصر الأمن وسكان حي دوار الديس، في إحباط محاولة اختطاف طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، وهي الحادثة التي هزت الشارع الباتني، أين تجمهرت مجموعة من المواطنين أمام مقر الأمن الحضري التاسع، مطالبين الدولة بتنفيذ إجراءات صارمة ضد الجاني. كما تناول المحاضرون الموضوع من جميع الجوانب بتحليل وتشريح الظاهرة التي استفحلت في الآونة الأخيرة وتجند لها المجتمع والجهات الأمنية المختصة، من خلال العديد من المحاور التي تناولت الموضوع بحثا عن مصدر العنف وأشكاله، واستجلاء الحقائق التي ساهمت في تفشي الظاهرة، مع توضيح أنواع العنف الممارس في المجتمع الجزائري. للإشارة، تعتزم جمعية أصدقاء بلدية باتنة بالتنسيق مع البلدية والعديد من الجمعيات تكثيف الأنشطة التي ستشمل، حسب رئيس الجمعية السيد سمير بوراس، تدشين جدارية خاصة بالسلم والتسامح بمقر بلدية باتنة وتوزيع الملصقات المناهضة للعنف وترسيخ السلم بطريق بسكرة وممرات مصطفى بن بولعيد، مع نقل النشاط التحسيسي للمدارس والمؤسسات التربوية تحسيس مختلف فئات المجتمع حول خطورة السلوك العنيف وتداعياته، إضافة إلى لفت انتباه المؤسسات الاجتماعية إلى ضرورة تكاتف الجهود للتصدي لظاهرة العنف والبحث في سبل الوقاية منه.