70% من الاستعجالات الطبية خلال أيام عيد الأضحى يمثلها مرضى السكري، تليها أمراض الإسهال والتعب العام ب30%. هي إحصائيات صرح بها ل«المساء" فيصل أوحدة، رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر في لقاء خاص، حيث جدد دعوته إلى أهمية الحفاظ على تغذية متوازنة وسليمة خالية من المشروبات الغازية والسكريات حفاظا على الصحة العمومية. نفى مختصون خلال يوم إعلامي بالعاصمة، عدم إمكانية المرضى المزمنين، خاصة المصابين بالسكري وارتفاع الضغط، من التمتع من إتيان السنة النبوية في أكل الهَدْي، مشيرين إلى أنه لا إفراط ولا تفريط ونصحوا المواطنين كافة بضرورة التحلي بثقافة تغذية سليمة خالية من المشروبات الغازية والعصائر والسكريات حفاظا على الصحة العمومية بشكل عام. نصح خليل حكيم، المرشد الصحي بالجمعية كل مرضى السكري تحديدا، بالأخذ بنصائح الطبيب المعالج من جهة، والعودة إلى النمط الغذائي للأجداد القائم على الكثير من الخضر والتقليل من السكريات من جهة أخرى. وأشار المختص إلى مناسبة عيد الأضحى التي لها خصوصية لدى الجزائريين، خاصة كبار السن، علما أن 70% من هذه الفئة تعاني مرضا مزمنا، داعيا إياهم إلى عدم حرمان أنفسهم من الأطباق التقليدية المعروفة خلال هذه المناسبة والتي عادة ما تكون دسمة، مما يؤثر على نسبة الكولستيرول لديهم، وقال بأن الرسالة هنا واضحة، فلا إفراط ولا تفريط. من جهته قال كريم مسوس، المختص في التغذية، بأنه من غير المنصف منع المريض من خصوصية عيد الأضحى بأطباقه التقليدية وحتى تناول اللحم غداء أو عشاء، "وإنما نحن نشدد على أهمية إتباع مرق اللحم بالخضر الموسمية، مثلا البدء بطبق السلطة المتنوع الذي يحضر بأنواع الخضر النيئة من جزر وطماطم وبسباس وغيره، مع الابتعاد نهائيا عن المشروبات الغازية والعصائر وتعويضها بالماء"، يقول كريم، مضيفا أن هذه النصائح تفيد الجميع من المرضى أو الأصحاء، لأن ثقافة التغذية السليمة مهمة جدا حفاظا على الصحة العمومية. كما لفت مسوس إلى أهمية التقيد بتعليمات الطبيب، خاصة بالنسبة لفطور الصباح، فالاقتداء بالسنة النبوية تفيد بالصوم والإفطار على كبد الأضحية بعد النحر، "ولكننا هنا نوضح أن المريض له رخصة، فعليه الإفطار جيدا لأن الذبح والسلخ عملية متعبة ويمكن تسجيل مضاعفات لدى المريض". كما يرخص للمرضى، بمن فيهم مرضى الضغط الدموي، أن يأكلوا اللحم وكل الأطباق التقليدية ولكن بقَدَرْ، كما يرخص لهم أيضا أكل العجائن المرتبطة بهذه المناسبة، ومنه الكسكسي و«تيكربابين" و«الشخشوخة" وغيرها، لكن أيضا بقدر شريطة إتباعها بالخضر والسلطة المتنوعة. يشار إلى أن المختصون شددوا على تنامي الوعي في المجتمع، خاصة لدى المرضى بجملة النصائح المقدمة لهم، بالمقابل تأسفوا لتزايد عدد المصابين بالسكري من الفئة الثانية، خصوصا وسط الشباب الأقل من 40 سنة، بسبب الأكل السريع والمشروبات الغازية وقلة الحركة. نشير أخيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية أخطرت الجزائر مؤخرا بأهمية إنقاص نسبة السكر في المنتوجات المصنعة ومنها المشروبات، وهو ما تم فعلا، حسب أوحدة فيصل، الذي أكد أن جمعيته وجمعية حماية المستهلك دقتا نواقيس الخطر في هذا المجال، موضحا أن تحذيرات المنظمة الأممية جاء ليدعم مسعى المجتمع المدني في مجال التحسيس بالتغذية الصحية، وأشار إلى أن كأسا واحدا من مشروب غازي يساوي 8 ملاعق سكر، وأن خبزة واحدة يقابلها 42 ملعقة سكر وكأس ونصف كأس من الملح، مما يعني مضاعفة المخاطر الصحية ومضاعفة العمل التوعوي لترسيخ ثقافة استهلاك وغذاء واعية.