كشفت مصادر موثوقة، أمس، ل"المساء" أن وزير الطاقة، السيد نور الدين بوطرفة، (الذي من المنتظر أن ينشط اليوم ندوة صحفية يكشف فيها عن جوانب من تفاصيل التحضيرات وعن منتظرات ندوة النفط) كان يسعى من خلال جولاته الماراطونية واتصالاته مع مختلف بلدان النفط سواء الدول المنتجة والمهيكلة في الأوبيب أو تلك التي لا تنتمي لمنظمة النفط أو حتى تلك المستهلكة للطاقة نفطا وغازا... كان يسعى مع مختلف مساعديه إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تكون قاسما مشتركا بين "فرقاء النفط والغاز" ولا أقول اتفاقا. أولا : انتزاع اتفاق حول تجميد الإنتاج الحالي قصد امتصاص فائض النفط في الأسواق. ثانيا : تخفيض مخزونات النفط من خلال تسقيف الأسعار وهذا بدفع البلدان الصناعية إلى استهلاك مخزوناتها النفطية. عامل من شأنه أن يساعد في الحفاظ على الأسعار الحالية على الأقل (عتبة 50 دولارا أو ما يقاربها). وربما حتى إلى ارتفاعها. ثالثا : إخراج ندوة الجزائر من "السياسة" إلى الاقتصاد. النجاح في هذا المسعى سيمكن من تجاوز الخلافات الراهنة داخل دول الأوبيب (كما هو حاصل بين السعودية وإيران) أو مع دول منتجة لمختلف مواد الطاقة (النفط والغاز والغاز الصخري... ) وغير مهيكلة في المنظمة كروسيا والولايات المتحدةالأمريكية وغيرهما. مصادر "المساء" ثمنت المساعي الجزائرية في إذابة الخلافات بين دول المنظمة من جانب وكذا مع محيطها من غير المهيكلين في الأوبيب. يتجلى ذلك كما توضح ذات المصادر من خلال تأكيد المشاركة لغالبية المدعوين في منتدى الطاقة. وتأكيد المشاركة أيضا في الاجتماع الهامشي الخاص بدراسة رهانات السوق والأسعار. لم يكن سهلا إقناع بعض الفرقاء بتلبية الدعوة مثل إيران والسعودية. بلدان فرقتهما المواقف الدولية ولعبة التوازنات الجيوسياسية والأوضاع في الخليج. وسيعطي حضور روسيا والولايات المتحدةالأمريكية والنرويج وفنزويلا وقطر والإمارات والغابون وأنغولا وليبيا والعراق وغير هذه البلدان دفعا وقوة لمنتدى الجزائر. الجمع بين السعودية وإيران (في الدار الجزائرية) في حد ذاته يحمل مؤشرات نجاح مسبق للقمة كما يتفاءل السيد بوطرفة وعديد الخبراء. رغم أن منتدى الجزائر هو دورة عادية وليست استثنائية. لكن بعض خبراء النفط يراهنون كثيرا على سير أشغالها. ولا يستبعدون أن تصبح دورة استثنائية إذا تمكن الخبراء الجزائريون من "إخراجها" من السياسة إلى الاقتصاد. وسد باب التجاذبات الخارجية المعلومة بين دول نافذة في سوق النفط والغاز بذاتها ( .... ). أي أن يفصل هؤلاء بين خلافاتهم السياسية ورهانات الاقتصاد وأسعار النفط المنهارة التي عطلت دواليب الإقلاع والتنمية والاقتصاد العالمي بأسره. الخبراء يؤكدون أن لقاء الجزائر يحمل – على صعوبة تحدياته وظروف انعقاده – مؤشرات ودواعي للتفاؤل في تحقيق الأهداف الثلاثة التي رسمها الوزير بوطرفة ومن ورائه الحكومة بل والدولة الجزائرية (الأهداف المذكورة في مقدمة الموضوع). أو على الأقل التوصل إلى حد أدنى من التفاهم والمرتبط أساسا بتجميد الإنتاج للحفاظ على عتبة أسعار لا تؤدي إلى أزمة اقتصادية شاملة ومدمرة للعالم بأسره تعيد صورة 1929. تفاؤل الخبراء له مبررات أخرى أيضا تستند إلى معطى آخر هو أن دول الأوبيب نفسها تواجه أزمات اقتصادية داخلية حادة بأسباب مختلفة أبرزها تراجع أسعار النفط. ومن ثمة فهي "مجبرة" على اتخاذ القرار الأصوب والمفيد. وليس ثمة فرصة أفضل من اجتماع الجزائر الذي حتى وإن لم يسفر عن تحقيق كل رهاناته فبالتأكيد سيكون أرضية صلبة ومنطلقا قويا لانتزاع اتفاق في اجتماع فيينا خلال شهر نوفمبر القادم. في انتظار اجتماع فيينا بعد أكتوبر فإن كل أنظار وبورصات العالم مشدودة إلى ما سيسفر عنه منتدى واجتماع الجزائر من قرارات . فهل ينجح بوطرفة وخبراؤه ومساعي الظل للوزير الأسبق السيد شكيب خليل في إخراج لقاء الجزائر من اجتماع عادي إلى اجتماع استثنائي؟. إذا حدث ذلك فإن الجزائر تكون فعلا حققت منطلقا جديا لتحريك ليس فقط الاقتصاد الجزائري فحسب ولكن لتحريك ركود الاقتصاد العالمي . أي في حالة ارتفاع أسعار النفط مجددا. لتأمين المنتدى الدولي للطاقة... تجنيد أكثر من 2000 شرطي من مختلف الرتب جندت المديرية العامة للأمن الوطني أكثر من 2000 شرطي من مختلف الرتب ضمن تشكيل أمني مدروس تتدخل فيه كل من مديرية الأمن العمومي، مديرية شرطة الحدود ومصالح أمن ولاية الجزائر، سيعمل على توفير الأمن والسكينة ويسهر على الانسيابية المرورية عبر المسالك الأساسية بالعاصمة وتوفير الجو الأمني الملائم، وذلك ضمانا للسير الحسن للمنتدى الدولي الدولي للطاقة الذي تحتضنه بلادنا ابتداء من الاثنين. وأوضح بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، أن الأخيرة سخرت جميع إمكاناتها البشرية من إطارات وأعوان وتشكيلات أمنية، إلى جانب المعدات والوسائل الحديثة والمتطورة لتأمين أشغال هذا اللقاء الدولي الهام، الذي ستشارك فيه أكثر من 72 دولة منتجة ومستهلكة للمحروقات في العالم، بالإضافة إلى الوفود الاعلامية الأجنبية والوطنية التي ستغطي هذا الحدث المقام بالمركز الدولي الجديد للمؤتمرات بنادي الصنوبر. في هذا الصدد، أوضح البيان أنه بالتنسيق مع المصالح الأمنية الأخرى وتدعيما لهذا التشكيل الأمني، سخرت كل الإمكانيات ووضعت كل التسهيلات على مستوى نقطة استقبال ومغادرة ضيوف الجزائر المشاركين في هذا الاجتماع بمطار هواري بومدين الدولي، بالإضافة إلى تكثيف الطلعات الجوية لفرق الوحدة الجوية للأمن الوطني وكذا فرق الدراجات النارية لشرطة المرور والفرق الراكبة المجهزة بأحدث المعدات وفرق الأنياب وتقنيين، مع الاستغلال الكامل لشبكة كاميرات مراقبة حركة المرور، وتدعيم حواجز المراقبة الأمنية.