راجت خلال الأشهر الأخيرة في ولاية سعيدة، ظاهرتا العنف والعصابات الشبانية المنظمة التي أصبحت بمرور الوقت محور حديث العام والخاص، خصوصا بعد مضي الشهر الفضيل، نتيجة الفراغ الذي يعيشه بعض الشباب الذي يتجمع في حلقات شبانية هنا وهناك أمام عمارات الأحياء، مما يغذي العديد من الشجارات العنيفة بين العصابات على مستوى العديد من الأحياء، على مرأى ومسمع المارة وحتى أوليائهم في بعض الأحيان، دون ردع أو تدخل لتتمخض عنها عبارات التلفظ بالكلام السوقي دون حياء. المؤسف في الأمر، أن هؤلاء الشباب يحملون الأسلحة البيضاء مع تكوين مجموعات أشرار أغلبيتهم لا يتجاوز سنهم العشرين، و ينقضون على بعضهم البعض لأسباب تافهة، كانتماء أحدهم إلى إحدى العصابات التي لا تتفاهم مع الأخرى، والتي تغذيها بعض المناوشات سريعة الالتهاب، وهو ما شهده عدد من الأحياء على غرار حي بوخرص، مؤخرا، عندما قامت مجموعة شباب بمهاجمة المدعوين في إحدى حفلات الزفاف والاعتداء على أفراد عائلة العريس ومغنية مشهورة على مستوى الولاية وإصابتهم بجروح بليغة، كما شهدت أحياء عمروس والأزهار معارك بالسيوف بين عصابتين، إضافة إلى تسجيل 03 حالات قتل قبل وبعد عيد الأضحى مباشرة، حيث تعرض هؤلاء للقتل من طرف أصدقائهم بسبب شجارات كان من بين أسبابها الإفراط في "السّكر" واستخدام الأقراص المهلوسة التي أصبحت حديث العام والخاص. وفي نفس السياق، لوحظت في الفترة الأخيرة مجموعة من الشباب تتجول بالسيوف في حيي الأزهار والنصر المعروفين بنشاطات هذه المجموعات التي تختار الظلام وآخرون يتجولون حاملين العصي والأسلحة البيضاء بحي داودي موسى وحي الرائد المجدوب، وهو ما يدق ناقوس الخطر لما تفرزه هذه الظاهرة الدخيلة عن مجتمعنا، وما يتقنه هؤلاء من سرعة التخفي والانسحاب قبل تدخل مصالح الأمن وقوات التدخل السريع للدرك الوطني في ظل انعدام الحس المدني لدى المواطنين والغياب الكلي لدور جمعيات المجتمع المدني التي لا تظهر إلا في المناسبات، وهو ما يؤرق رجال الشرطة والدرك لنظرا لاحترافية الممارسين المسبوقون لهذه الاعتداءات المباغتة على شكل حرب عصابات تزرع الرعب في نفوس المواطنين وعلى وجه الخصوص النساء والشيوخ والأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الممارسات، خصوصا خلال فصل الصيف. وأبدى سكان هذه الأحياء في حديثهم ل"المساء"، استياءهم وغضبهم من هذه السلوكات التي وصفوها بالخطيرة جدا نظرا لطابعها الهمجي العدواني، حيث أكدوا أنها تحمل نشوة انتصار أو غريزة عدوانية لدى هؤلاء المراهقين الذي يتداولون ما يقومون به كروايات وقصص بطولية، وهو ما يستوجب تحلي المواطنين بالحس المدني للحد من الانتشار الرهيب للجريمة المنظمة خصوصا بأحياء مثل الأزهار، النصر، الرائد المجدوب، محطة 05 جويلية والإخوة الصديق وغيرها من الأحياء الشعبية التي تنتشر فيها هذه الظاهرة الخطيرة التي تنتظر تسطير خطة محكمة، يشملها تشديد العقوبات ومنع التجوال بعد منتصف الليل، إلا في الحالات الطارئة، لاسيما بالنسبة للشباب المراهقين الذين أصبحوا لقمة سائغة بين فكي محترفي الإجرام والمتاجرة بالأقراص المهلوسة التي تحولت إلى شبح يؤرق وينغص حياة الأولياء عموما.