استأنفت، صبيحة أول أمس، تشكيلة مولودية وهران، تدريباتها دون استفادتها من يوم راحة، بعد خوضها مباراة شاقة وعسيرة، بملعب محمد بومزراق بالشلف أمام الفريق المحلي الأولمبي، برسم الدور السادس عشر من منافسة كأس الجمهورية، والتي فاز ببطاقتها الفريق المضيف، مستغلا العديد من العوامل المباشرة وغير المباشرة التي لعبت في صفه، لكن دون أن ينقص ذلك من استحقاقية تأهلهم خاصة بعد الشوط الثاني المميز الذي أداه لاعبوه وعلى جميع الأصعدة. الطاقم الفني الوهراني بقيادة عمر بلعطوي، سيركز بالتأكيد على الجانب النفسي لترميم معنويات لاعبيه، جراء الإقصاء المرّ، وكذا لما شهدوه من ضغط رهيب، فرضه عليهم المناصرون «الشلفاوة»، بقصفهم بشتى أنواع الحجارة، أصابت العديد منهم، وطرحت أكثر من سؤال عن كيفية إدخال كل تلك الحجارة بكل أحجامها إلى داخل الملعب، ومدى صدقية تطمينات رئيس الشلف عبد الكريم مدوار، التي قدمها ل«الحمراوة»، لما حل بمدينة وهران رفقة وفد شلفاوي، ضم لاعبين سابقين ومنتخبين محليين . والدليل أن المدرب بلعطوي، وبشهادة الكثيرين ممن من تابعوا اللقاء عبر التلفاز امتلأت يداه بالحجارة التي تساقطت قرب كرسي الاحتياط الخاص بالمولودية، وتوجه بها إلى مندوب المقابلة، هذا إضافة إلى إصابة دلهوم لما أمضى هدف السبق، وبن تيبة لما هم بتنفيذ ركنية، ليرتفع نسق القصف بالحجارة ليطال حافلة الفريق، لما همت بالخروج من ملعب بومزراق، ولحسن الحظ لم يصب الزجاج المتكسر المتناثر فوق المقاعد أي فرد من بعثة المولودية الوهرانية. العقلاء من الجانبين نددوا بما حصل، وبالتصرف الأرعن لأشباه أنصار جمعية الشلف، الذين نسفوا مصالحة أطلت برأسها محاولة وأد الضغائن ، ولم يتوان «الحمراوة» في وصفها بالمصالحة المزيفة، وعبّر العديد منهم عن غضبهم من ما وصفوه غياب مسيرين أكفاء، يحيطون بالفريق، ويساعدون رئيسه أحمد بلحاج أحمد المدعو «بابا» الذي ذهب - بحسبهم- ضحية حسن نيته وسذاجته في بعض الأحيان، فخرج وفريقه خاسرين على طول الخط. الأكيد - يقول بعض الوهرانيين- أن صفحة الدور السادس عشر من منافسة الكأس لن تطوى بسرعة، خاصة وأن المولودية الوهرانية كانت تعول على الذهاب بعيدا فيها، وتجسيد الشعار الذي ما فتئ يردده الأنصار من فوق المدرجات، من أن هذا الموسم هو موسم «الدوبلي». المحبون ينتقدون خيارات بلعطوي المدرب عمر بلعطوي، ورغم تبريراته الكثيرة التي قدمها بعد الإقصاء، والتي صبت في مجملها حول الضغط الكبير الذي عاشه أشباله، والذي أخرجهم من تركيزهم حسبه، إلا أنه لم يسلم من انتقادات المحبين حول خياراته التكتيكية، خاصة في سحبه فراحي من خط الوسط وإرجاعه إلى الرواق الأيمن، وكذلك فشله في التغييرات التي عمد إليها، فضلا عن كونها جاءت متأخرة، وخصوصا في تراجع التشكيلة إلى الخلف في الشوط الثاني، واعتمادها على الدفاع البحت، الذي لم تجن منه سوى الإقصاء بحسبهم، ونصحوا بلعطوي، وإضافة إلى البحث عن تدعيم نوعي خلال فترة التحويلات الشتوية، بتغيير نهجه الدفاعي الذي سلمت منه جرة «الحمراوة» مرات قبل أن تتكسر في وقت، وفي لقاء غير محبذ إطلاقا. لكن ومن جانب أخر، سيكون الإقصاء مفيدا لتصحيح الأخطاء، تحسبا للقاءات البطولة – قال مناصرون آخرون – ف«البوديوم» على الأقل مهم أيضا، والتعويض في البطولة الوطنية ممكن، عكس منافسة الكأس التي تبقى محصورة في زمن ومكان محددين، ربح من ربح فيهما وخسر من خسر .