تحولت شواطئ عنابة مع اقتراب فصل الربيع إلى قبلة حقيقية للعائلات خلال نهاية الأسبوع، حيث يقضي سكان الولاية جل أوقاتهم في التمتع بزرقة البحر وتلاطم الأمواج بالصخور، التي أعطت هي الأخرى لوحة جمالية للمكان بفضل الفسيفساء التي صنعتها الطبيعة مع مرور الزمن، حيث توفر هذه الصخور والطحالب المتراصة عليها جمالا خاصا للشعراء والفنانين وعشاق الصور الفوتغرافية من الذين يتنافسون عليها، لأخذ حزمة من الذكريات الجميلة. غيرت هذه الأيام العائلات العنابية وجهتها إلى شواطئ عنابة، خاصة منها شاطئ عين عشير وريزي عمر، حيث تحلوا القعدة مع الشاي وتبادل الحديث مع الأحباب والأصدقاء، وحسب بعض الزوار فإن الجلوس أمام الشاطئ يعطي المرء نفسا جديدا ينسى من خلاله الرتابة السنوية والروتين اليومي للمنزل والعمل، وعليه يفضل الكثير من أهل بونة تناول الفطور بعد تجهيزه في الأماكن الغابية المحاذية للشاطئ، وهو ما يشعرهم بالأمان، خاصة مع تجنيد عناصر إضافية إلى الأمن لتعزيز سلامة المواطن. أجمع سكان مدينة عنابة على أن إنشاء مساحات خضراء، إلى جانب الشواطئ، يعتبر مؤشرا حقيقيا لإنجاح السياحة الولاية، خاصة أمام التوافد الكبير للزوار والسياح الأجانب مع حلول فصل الربيع، ومع تحسن الجو يفضل الآباء والأمهات الخروج إلى الشاطئ بدل التنقل إلى أعالي الجبال، لأن مثل هذه الأماكن تتميز ببرودة الطقس، وعليه يكون الإقبال عليها واسعا في شهر جويلية حتى نهاية فصل الخريف، وبعدها تتردد العائلات على الحدائق والمنتجعات السياحية القريبة من البحر. وفي السياق، أكدت مديرية السياحة بعنابة أنه مع تهيئة الغابات القريبة من البحر خلال السنة الماضية، تم تسجيل توافد أكثر من ألف حافلة سياحية تأتي من الولايات المجاورة للتمتع بجمال عنابة خلال نهاية الأسبوع، إلى جانب تحويل تلاميذ المدارس في إطار الرحلات المدرسية والاستجمامية إلى كل شواطئ عنابة، منها شاطئ شطايبي، والتي تتوفر على أحسن خليج، وهو الخليج الغربي الذي يعتبر من أكبر الخلجان في العالم بعد خليج ريو ديجانيرو. وما يميز شواطئ عنابة أنها مفتوحة على الأضرحة، حيث تقام الوعدات والاحتفالات مع بداية الربيع ويذبح البقر والديكة لتوزع على الفقراء، مع تخضيب الأيادي بالحناء وإشعال الشموع. تعطي المنارة الأمل للبعض من خلال أضوائها التي توحي بالحياة الجميلة وتمنح في الليل وجها سياحيا جميلا للمنطقة. ويتناسب كثيرا مع الوعدات والتوافد القوي للعائلات على الشواطئ تنصيب طاولات بيع البوراك العنابي والذي يعد من أحسن الأطباق، بالإضافة إلى تحضير الشاي بالنعناع والسمك المشوي على الجمر لفتح شهية الزوار.