تحول مؤخرا الخليج الغربي بشطايبي، عنابة إلى وجهة حقيقية للسياح والفنانين وحتى الشعراء والرسامين والباحثين عن الوجه الآخر للمنطقة المحاطة بسلسلة جبلية تطل على مزار سيدي عكاشة الذي يحتضن هو الآخر البحر ويلتحف السماء، مشكلا فسيفساء رائعة، لاسيما بعد تعبيد الطرقات وفتح المسالك الجبلية الوعرة وتوفير الأمن. غيّرت العائلات العنابية وجهتها إلى الخليج الغربي للتمتع بجمال غروب الشمس واخضرار الطبيعة المزركشة بمختلف أنواع الزهور البرية التي تعطي للمكان جمالية خاصة، حيث يتردد أهل عنابة كثيرا عند نهاية الأسبوع على مزار سيدي عكاشة المقابل لمنطقة الخليج الغربي وذلك لإقامة الوعدة السنوية التي تعتبر مهرجانا مفتوحا على الذكر، مع حضور حفظة القرآن ومحج السياح الأجانب، إلى جانب توافد زوار بونة من الولايات المجاورة، وهو ما يزيد من انتعاش حركية السياحة بهذه المنطقة التي تحتاج إلى دعم مادي لبناء قرى سياحية وفنادق، وهو ما يراهن عليه والي عنابة، يوسف شرفة الذي وعد بتحويل منطقة شطايبي السياحية إلى قطب استراتيجي، بالإضافة إلى بعث مشروع إنجاز شاليهات وقرية سياحية توفر احتياجات المتوافدين على الشاطئ الذهبي خلال موسم الاصطياف، وعليه فإنه مع نهاية سنة 2020 ستتحول مدينة شطايبي إلى أرقى واجهة سياحية في العالم تلهم الشعراء والفنانين القادمين من كل حدب وصوب. وفي سياق متصل، تم إدراج بعض الأماكن والمعالم السياحية بشطايبي في خانة اهتمام وزارة السياحة والتي ستولي لها اهتمام كبير خاصة منها منطقة رأس الصيد التي تبعد بحوالي ميلين عن شاطيء عين الرومان، وهي عبارة عن صخرة كبيرة نحتتها أمواج البحر وحولتها إلى تحفة فنية فريدة من نوعها، حيث تشكلت هذه الصخرة إلى رأس صيد ممزوج بألوان تعكس لون الأرض البني الغامق وخضرة الطحالب.. وتخرج من الصخرة 7 مغارات صغيرة تعشش فيها الطيور والغربان خاصة في فصلي الربيع والشتاء، وما يزيد من روعة المكان هو توافد الرسامين لأخذ صورها وإدراجها في متحف عنابة التاريخي والسياحي. وليس بعيدا عن رأس الصيد، تقابل الزائر إلى المنطقة جزيرة قلقميس التاريخية والتي تروي عدة قصص لبحارة كانوا قد أخذوا من المكان ملجأ لهم خلال الحقب التاريخية الماضية لحماية أنفسهم من مخاطر الحروب المتعاقبة على المكان. من جهة أخرى، أكدت الجهات المحلية بعنابة على تهيئة الطرقات الجبلية وشقها لتربط سيدي عكاشة بكهف عمر، والذي يبعد بعض كيلومترات عن شاطئ الرمال الذهبية. وبلغة الأرقام، توافد خلال السنة الماضية نحو 12 ألف سائح على كهف عمر الذي يعتبر من اللوحات الأثرية الجميلة بعنابة، والذي يصل إليه السياح بواسطة قارب خشبي من أجل لقاء الأحباب والجيران والأهل، حيث تقام حفلات وسهرات فنية تتعانق في سحر وجمال مع الكهوف التي تحيط بشطايبي والتي تعتبر حصنا منيعا للأمواج المتلاطمة والتي تزيد قوتها خلال فصل الشتاء مما يشكل خطرا على المنطقة. ورغم التنوع الغابي واخضرار المروج التي تربط كل مكان سياحي بمدينة شطايبي لتصنع ثروة سياحية تعول عليها ولاية عنابة في بعث مشاريع التوسع السياحي خلال الأشهر القادمة، تفضل العائلات الاعتناء بمزار سيدي عكاشة السياحي الذي تحاط به بساتين الفواكه الموسمية والصنوبر البحري وغابات التوت والريحان وتحويله إلى مركز إشعاع ديني وعلمي وسياحي على حد سواء، مع إعادة ترميم المباني الطوبية المغطاة بأعشاب الديس وسعف القش والتي بإمكانها أن توفر مأوى للزوار خلال موسم الحر. للتذكير، فإن مزار سيدي عكاشة يقع على مستوى حدود سكيكدة مع عنابة وهو رهين صراعات بين الولايتين، لكن والى عنابة، يوسف شرفة قد أعد له برنامجا تنمويا خاصا لضمه إلى المنتجعات السياحية الكبرى بالمنطقة مع إقامة مخيمات صيفية لأطفال الجنوب والشمال ومراكز إيواء خلال فصل الصيف حيث تطبع الأيام التي تمر متثاقلة على الزوار الأجواء المناخية الحارة المصحوبة بالرطوبة العالية.