أعلنت مساء أمس الأول سلطات ولاية عنابة عن الافتتاح الرّسمي لموسم الاصطياف بشاطئ ريزي عمر بوسط المدينة وبحضور المسؤولين المحليين ومدير السياحة بالولاية. وسيسدل السّتار عليه في31 سبتمبر، وفق ما ينص عليه القانون 03/02 الخاص باستغلال الشواطئ. وقد حاولت السلطات إبراز المكانة السياحية للمنطقة بشريطها الساحلي، ومواقعها الإستراتيجية وطبيعتها الخلابة التي يراهن عليها القائمون على الشأن السياحي لاستقطاب نحو 5 ملايين سائح ومصطاف من ولايات الوطن، وحتى السياح الأجانب، لأن عنابة مرشحة لقضاء موسم سياحي استثنائي في ظل تراجع عدد كبير من الجزائريين الذين كانوا يفضلون تونس لقضاء عطلة الصيف عن فكرة مغادرة أرض الوطن، حيث إن "بونة" تبقى الوجهة الأولى في اختيارات السواد الأعظم من هذه الفئة، بحكم قربها من الحدود البرية التونسية، مما جعل سلطاتها تراهن على جلب 5 ملايين سائح، رغم أن موسم الاصطياف هذه السنة لن يدوم سوى ستة أسابيع، بسبب شهر الصيام، والتوافد مرشحة بلوغ ذروته في النصف الثاني من شهر جويلية القادم. ويرى المهتمون بالشأن السياحي بالولاية أن عنابة ورغم توفرها على مواقع طبيعية نادرة، وفرص لتجسيد مشاريع استثمارية للتوسع السياحي، إلا أنها تبقى بعيدة عن أداء دور ريادي في مجال الاستقبال والإيواء بمطالب الزوار والمصطافين، لأنها تتوفر على 43 فندقا، منها 29 فندقا مصنفا من طرف وزارة السياحة، أهمها فندق سيبوس الدولي، فندق صبري، الريم الجميل، والماجيستيك، بسعة إجمالية تقارب 2300 سرير بالإضافة إلى فنادق أخرى، لا ترقى نوعية خدماتها إلى المكانة التي تحتلها الولاية في الخارطة السياحية الوطنية لأن بعضها عبارة عن "حمامات" جماعية تتواجد بضاحية المدينة القديمة، الأمر الذي يفتح المجال لانتشار ظاهرة تأجير سكنات العنابيين لزوار الولاية، وهي الظاهرة التي تنتشر بكثرة مع حلول فصل الصيف، خاصة ببلديتي سيرايدي وشطايبي، لأن الجهة الغربية من الولاية التي تشتهر بجمالها وعذريتها واستقطابها لأعداد هائلة من المصطافين، إلا أنها تعاني من عدة نقائص أهمها انعدام مراكز الإيواء، بدليل أن كل بلدية لا تتوفر إلا على فندق سياحي واحد في غياب استثمار الخواص في المجال السياحي، هذا فضلا عن مشكل قلة عدد المطاعم والفضاءات المخصصة للعائلات، مادام مشروع إنجاز قرية سياحية بسيدي سالم الذي لا يزال مجرد حبر على ورق، حاله في ذلك حال مناطق التوسع السياحي بكل من ضاحية الخليج الغربي بشطايبي، وشاطئ واد بقرات بسيرايدي. شطايبي وسيرايدي جنتان مهجورتان من هذا المنطلق، وفي ظل بقاء شطايبي وسيرايدي عبارة عن جنتين مهجورتين بسبب انعدام مرافق الإيواء، رغم المناظر الطبيعية الخلابة التي تختزنها كل منطقة، بامتزاج زرقة المياه بخضرة الطبيعة، والرمال الذهبية الناعمة، فإن المشهد الوحيد الذي يتكرر كل سنة لدى زوار عنابة هو التجول عبر "الكورنيش" خاصة بعاصمة الولاية، لأن مسلك كورنيش بونة الممتد من شاطئ "سانت كلو" إلى أعالي رأس الحمراء يكتسي حلة مميزة، ويشهد إقبالا قياسيا كل سهرة، إلى درجة أن "ليالي" عنابة تصبح أفضل من نهارها، لاسيما أن الجهات المعنية قامت بالعديد من الأشغال على مستوى المناطق والأماكن السياحية التي يقصدها المصطافون من أجل ترميمها وإعادة تأهيلها، وفي مقدمتها واجهة الكورنيش بشاطئ ريزي عمر، بالإضافة إلى طلاء الأرصفة ووضع كراس على طول الكورنيش لضمان السهرات العائلية، وتمكين السياح من التمتع بنسمات البحر والموسيقى. ورغم الإمكانيات المالية والمادية والبشرية الهائلة المرصودة لنظافة الشواطئ، فإن تلوث الرمال بتراكم الفضلات وعدم جمعها ونقلها يبقى من التخوفات القائمة وسط الأطراف الرسمية لتعكيير أجواء موسم الاصطياف، فيما تتحول الساحات التجارية إلى فوضى عارمة يتحكم فيها قانون الغاب، بلا حسيب ولا رقيب لعمليات الغش ورداءة النوعية والأسعار المرتفعة، كما هو الشأن لاحتلال رمال الشواطئ من قبل مستأجري الشمسيات، ولا مكان للعائلات بالمجان، كما يقتضيه القانون. وكثيرا ما يطرح الجانب الأمني بالوسط الحضري لمدينتي شطايبي وسرايدي والشواطئ أمام تسلل جمعيات من الأشرار من عنابة والولايات المجاورة، واستغلال الفوضى السائدة في الاعتداءات والسطو والسرقات.