تشارك مجموعة من المؤسسات الجزائرية المتعاملة في مجال الصناعات الغذائية من 8 إلى 11 ماي المقبل في صالون الصناعات الغذائية «توت فود» بمدينة ميلانوبإيطاليا الذي يعد موعدا اقتصاديا مهما للأعمال وترقية المؤسسات المشاركة من مختلف البلدان بأوروبا. وتهدف هذه المشاركة إلى البحث عن أسواق خارجية لترقية الصادرات الجزائرية في هذا المجال الذي يمثل 40 ٪ من رقم أعمال الصناعة الوطنية التي تحتل المرتبة الثانية بعد قطاع المحروقات وعلى الخصوص بالنسبة للصناعات التحويلية الغذائية. أكدت الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية «ألجكس» أن صالون الصناعات الغذائية لميلانو يعد من أكبر التظاهرات الاقتصادية الخاصة بمجال الصناعات الغذائية في أوروبا من حيث عدد المؤسسات التي تشارك فيه ومن حيث نوعية المنتوجات المعروضة به من مختلف مناطق العالم. وأضافت الوكالة أن الصالون يعد فرصة للمؤسسات الجزائرية للتعريف بمنتوجاتها في الخارج، والبحث عن زبائن جدد لترقية الصادرات الجزائرية خارج المحروقات في الوقت الذي باتت تشهد فيه الصناعات الغذائية في بلادنا انتعاشا في السنوات الأخيرة بمنتوجات تحترم مقاييس الجودة والنوعية. لقد أصبح قطاع الصناعات الغذائية في الجزائر أهم قطاع بعد المحروقات مساهمة في الناتج الداخلي الخام، سواء من حيث خلق مناصب الشغل في مجالات الزراعة والصناعات التحويلية الغذائية أو في مجال التوزيع بالجملة والتجزئة خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد دخول فاعلين في المجال من القطاعين العمومي والخاص بفضل صدور النصوص الجديدة في المجال الزراعي. وأكد مختصون في المجال أن قطاع الصناعات الغذائية الذي يمثل ثاني نشاط صناعي بالجزائر، يشغل 140 ألف عاملا ب17 ألف مؤسسة، 95 ٪ منها مسيرة من طرف القطاع الخاص، وهي تمثل نسبة 40 ٪ من رقم أعمال القطاع الصناعي. وعلى الرغم من أن هذه المؤسسات بدأت تعرف تطورا واستجابة للسوق الوطنية، فإن 75 ٪ من حاجياتها المتمثلة في المواد الأولية والعتاد الصناعي لا زالت تعتمد على الاستيراد، حيث تقارب فاتورة استيراد القطاع 7.7 مليار دولار سنويا. ولا يزال قطاع الصناعات الغذائية بحاجة إلى استغلال الإمكانيات المتاحة للاستجابة لحاجيات السوق التي تعرف طلبا متزايدا، إذ تؤكد الأرقام أن 45 ٪ من نفقات العائلات تخصص للتغذية. وسيعرف الصالون عدة لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال من مختلف الدول المشاركة وتنظيم لقاءات مباشرة بين المتعاملين الاقتصاديين الإيطاليين والجزائريين والأجانب لمناقشة السبل والوسائل الكفيلة بتحقيق استثمارات مشتركة وشراكات في قطاعات نشاطاتهما. كما ستكون فرصة للمؤسسات الجزائرية الراغبة في اقتحام الأسواق الخارجية بالبحث عن زبائن جدد، إذ من المتوقع أن يستقبل الصالون 100 ألف زائر، 2100 منهم زبائن يمثلون 77 دولة. وسيكون الصالون أيضا فرصة لتنويع علاقات الشراكة بين الجزائروإيطاليا، البلد المنظم الذي عبر في مناسبات عديدة عن اهتمام مؤسساته في تطوير التعاون مع الجزائر في مجال الصناعات الغذائية التي تعد من أهم النشاطات التي تساهم في الاقتصاد الإيطالي. كما يندرج ذلك في إطار الإستراتيجية المتفق عليها بين مسؤولي البلدين الذين ألحوا على ضرورة الانتقال من شراكة تجارية إلى شراكة صناعية متينة، تقوم على تحويل المهارات والمعارف وتسيير نوعي، مع إيلاء أهمية خاصة لخلق رواد صناعيين وتشجيع إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة من قبل الشباب من أجل إعطاء دفع جديد للقطاع الصناعي بالجزائر قصد الاستفادة من الخبرة الإيطالية. تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادلات التجارية بين الجزائروإيطاليا بلغ 9 مليار دولار. وتعد إيطاليا الممون الثاني للجزائر بالآلات والمواد البلاستيكية والمطاط بعد الصين، كما تصنف إيطاليا على رأس قائمة زبائن الجزائر ب 04ر4 مليار دولار، أي حوالي 18 % من الصادرات الإجمالية حسب أرقام الأشهر العشرة الأولى من 2016.