تحتضن مكتبة «شايب دزاير» سهرة هذا الثلاثاء، تكريما للفنان الكبير الراحل حسن الحسني، بحضور عائلته وجمع من رفقاء دربه. ستكون المناسبة فرصة لاستحضار أعمال هذا الفنان ومسيرته الفنية التي جعلت منه شخصية يعشقها كل الجزائريين. سيكون اللقاء خلال سهرة حسن الحسني مع الفنان عبد الحميد رابية، الذي سيتحدّث بإسهاب عن مسيرة هذا الفنان في المسرح والسينما والسهرات الفنية التي كان ينشّطها رفقة الراحل قاسي تيزي وزو، رحمهما الله، والتي حقّقت شهرة واسعة وجلبت العائلات. كما كان الراحل «بوبقرة» ذو سمعة طيبة في محيطه الاجتماعي وكان قدوة في المعاملة الحسنة والسلوك القويم، وانعكاسا لروح الجزائري البسيط الذي ظلّ رغم قهر الظروف يبتسم ويخلق أجواء من المرح، وسيجتهد الفنان رابية الذي عرف الحسني عن قرب في تقديم الكثير من الشهادات عنه. عرف الراحل في أدوار «الڤايد بوشومارة» و«نعينع في المدرسة» و«نعينع» و«خمس هكتارات» و«الفاهم» و«سي بلقاسم البرجوازي» ولقّبه شعبه ب«السيّ بوبڤرة» وهكذا ظل رمزا حيا لشخصية الفلاح والبدوي الجزائري الفخور بإرثه وببساطته، اشتغل في عدة مهن، وفي سنة 1951 انضم للمسرح البلدي رفقة محي الدين بشطارزي، علما أنه شارك سنة 1936 في تأسيس جمعية «شمس» بمدينة البرواڤية. أنجز عدّة أعمال ذات أهداف وطنية كلّفته السجن عدة مرات، منها سجنه بجنان بوزريج ببشار سنة 1945، وسركاجي بين (1945 1946)، ثم بسجن البرواڤية والبليدة، واستغل الفنان نعينع وجوده في السجن والمعتقلات، ليقدّم عروضا مسرحية فكاهية ذات بعد وطني، كان الهدف منها توعية وتنمية الحس الوطني. كما كان له نشاط سياسي، حيث ناضل في حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية. شارك في عدة أفلام (أكثر من 40 فيلما) بدأها ب«المشعوذ» سنة 1959، إلى آخر فيلم «أبواب الصمت» سنة 1987. ومن أهم الأفلام التي تألّق فيها «ريح الأوراس»، «الأفيون والعصا»، «عطلة المفتش الطاهر»، «وقائع سنين الجمر» و«بوعمامة»، كما شارك في أفلام إيطالية وفرنسية ومصرية. واعترافا بالمجهودات التي قدّمها طيلة مشواره الفني، وجهت له دعوة رسمية سنة 1986 للاحتفال بعيد ميلاده 70 لمرافقة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد إلى الولاياتالمتحدة، وفي يوم الجمعة 25 سبتمبر 1987 وبعد مرض طويل التحق الفنان القدير حسن الحسني بالرفيق الأعلى عن عمر يناهز 74 سنة، وبقي اسمه حاضرا لا يغيب. للإشارة، يندرج هذا اللقاء ضمن برنامج السهرات الرمضانية التي تقدمها المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار عبر فضاء مكتبة «شايب دزاير» الذي تستمر فعالياته إلى غاية الثاني والعشرين جوان القادم.