تمر اليوم، 26 سنة على رحيل الممثل القدير حسن الحسني المعروف ب»بوبقرة «، الذي شارك في عدة أفلام تجاوز عددها ال 40 بدءا بأول »فيلم المشعوذ« سنة ,1959 إلى آخر فيلم سنة 1987 ''أبواب الصمت''. اشتهر الفنان حسن الحسني بخفة روحه المرحة التي اكتشفها الجمهور عبر حركاته وتقمصه لعديد الأدوار الفنية ، مكونا لنفسه مدرسة خاصة ، كما تميزت أدواره بالعفوية ، وعدم التكلف و التصنع محافظا في ذات الوقت على طابعه الريفي من خلال اللهجة و اللباس و حتى الهيئة ، و التي ترجمها في أكثر من عمل مسرحي و سينمائي شارك فيها كممثل يلعب أدوار ثانوية ، إلى أخرى كان هو صاحب الدور الرئيسي ، والتي رغم مرور عقود من الزمن إلا أن جماليتها و عفوية التمثيل تبقيه من بين الشخصيات الفنية التي مازالت تحظى بمكانة مرموقة عند المشاهد الجزائري يعد الممثل عصامي عرف ب» حسن الحسني « أو»بو بقرة« أو »النعينع«، فمهما تعددت الشخصيات فالرجل واحد، ولد حسان بن الشيخ ببلدية بوغار التابعة لدائرة قصر البخاري بولاية المدية في 24 أفريل 1916 ، تحصل على شهادة التعليم الابتدائي بمسقط رأسه، كانت له ثقافة فرنسية اكتسبها من أبيه عبد القادر الذي اشتغل لمدة 30 سنة في تدريس هذه اللغة، رحل الفنان إلى مدينة البرواقية أين تزوج هنا سنة ,1940 وأنجب أربعة ذكور و ثلاث بنات، توفيت إحداهن قبل موته سنة .1986 كانت مسيرة الفنان طويلة وخالدة وحافلة بالتكريمات والأعمال التي مازالت إلى يومنا هذا تشد إليها المشاهد، ف»بو بقرة« اشتغل في بداياته حلاقا ببوغار، إلا أن القدر الذي لا مفر منه ، جعله ينتقل إلى منطقة البرواقية أين اشرف على تسيير قاعة السينما »سريكس« رفقة أخيه بلخير الى غاية 1945 ، وهنا بدأت موهبته تتفتح وحبه للفن السابع يترسم . اللقاء مع أبو المسرح الجزائري، فرصة حفزته على الاستمراروقبلها شارك الراحل في تأسيس جمعية »شمس« عام 1936 بالبرواقية ، وفي عام 1937 وأثناء زيارة الفنان الكبير محي الدين بشطارزي للمدية، شارك حسان الحسني في بعض العروض الفكاهية التي أعجب بها محي الدين بشطارزي واكتشف أن حسن الحسني له قدرات فائقة وموهبة في التمثيل، فنصحه بمتابعة التمثيل، ما جعل الفنان يبادر بإنجاز مسرحية بعنوان »أحلام حسان« سنة 1943 لتليها أعمال أخرى مثل: قيد بوشومارة 1948 ، نعينع في المدرسة، نعينع وخمس هكتارات، الفاهم، سي بلقاسم البرجوازي. كما قام بأدوار في العديد من المسرحيات بقيت شاهدة على عبقريته أهمها: سي حمودة، البخيل، طبيب رغما عنه، الأغا مزعيش، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية سارع الفنان بوبقرة إلى إنجاز عدة مسرحيات تتغنى بالوطنية ، و الإنعتاق من الاستعمار، وتحفز على حب الوطن و الذود عنه ، وهو كما كلفه السجن في العديد من المرات بكل من سجن سركاجي والبرواقية والبليدة، لما حملته من أهداف وطنية، وقد شغل الفنان أوقات فراغه داخل السجن بتقديم بعض العروض المسرحية الفكاهية للسجناء ، حيث استغلّ الفنان » نعينع « وجوده في السجن والمعتقلات لتقدم عروضا مسرحية فكاهية ذات بعد وطني في أوساط المعتقلين، كان الهدف منها توعية وتنمية الحس الوطني وشحذ هممهم بقضيتهم العادلة . مسار الفنان حافل، ففي سنة 1966 أسس رفقة الطيب أبو الحسن وعمار أوحدة و رشيد زوبة والمصطفى العنقى فرقة المسرح الشعبي التي قدمت عروضها عبر مختلف أرجاء الوطن ، أما ولوجه عالم التمثيل فكانت بدايته مع المخرج القدير محمد الأخضر حمينة في فيلم »ريح الأوراس« في نفس السنة، كما شارك في »ريح الاوراس 1966«، »الأفيون والعصا 1969«، »عطلة المفتش الطاهر 1972«، »وقائع سنين الجمر 1974«، »بوعمامة 1983«، كما شارك في أفلام إيطالية و فرنسية كفيلم » الاعترافات الحلوة « ، و مصرية مثل ''سوق القرية''.