يواصل الديوان الوطني للثقافة والإعلام الاحتفاء بأعمدة الفن الجزائري، واستذكار عطاءاتهم، نظير ما قدموه من أعمال سينمائية ومسرحية، أثرت الساحة الفنية، وما تزال تلقى الإقبال من طرف الجمهور الجزائرييقف الديوان الوطني للثقافة والإعلام الشهر الجاري على مآثر وأعمال الفنان الراحل حسن الحسني الذي ترك رصيدا فنيا زاخرا في الفن السابع والرابع على حد سواء، حيث يتم عرض بقاعة الموقار أيام 26، 27 و28 كل من فيلم «أبواب الصمت» للمخرج عمار العسكري، والذي شهد الأيام الأخيرة للفنان، حيث توفي حسن الحسني أثناء تمثيل آخر لقطاته، يوم 25 سبتمبر 1987، بمستشفى عين النعجة، وهو يقدم دور مجاهد يروي شهادة حية عن الجيش الفرنسي الغاشم. كما سيكون عشاق السينما أيضا على موعد مع فيلم «المجثتون» يومي 26 و27 من الشهر الجاري، بمعدل حصتين في اليوم على الساعة الرابعة والثامنة مساء. وقد كان الفنان حسن الحسني، الشهير باسم «بوبقرة» واحد من عمالقة الكوميديا في الجزائر، حيث اشتهر بروحه المرحة، وتألق في الفكاهة، حيث عرف خلال أعماله بشخصية نعينع ثم بشخصية بوبقرة، وتعددت شخصياته من الفلاح إلى القاضي في الكثير من أعماله. شارك «بوبقرة» في تأسيس جمعية «شمس» بالبرواقية، أكتشف قدراته الفنية الفنان محي الدين بشطارزي حين قام ببعض العروض الفكاهية، ودعاه بشطارزي لمواصلة عروضه، وهناك أنتج مسرحية «أحلام حسان». بعد اندلاع الثورة التحريرية ساهم بوبقرة في إنتاج عديد المسرحيات، أدت إلى دخوله السجن بسبب الأفكار التي تحملها، والداعية إلى المطالبة بالاستقلال ومواجهة الاستعمار الفرنسي، إلا أن السجن لم يردعه عن مواصلة عمله الفني، حيث كان يقدم عروضا متنوعة للسجناء . واشتهر الفنان حسن الحسني في عديد الأدوار من بينها «ريح الأوراس»، «حسن طيرو»، «الأفيون والعصا»، «الأسر الطيبة» و«وقائع سنين الجمر»، كما قدم «قيد بوشومارة» في 1948، «نعينع في المدرسة»، «نعينع وخمس هكتارات»، «الفاهم»، «سي بلقاسم البرجوازي».. وغيرها من الأعمال السينمائية الجيدة والتي كان آخرها فيلم «أبواب الصمت». كما برز الفنان في العديد من المسرحيات، التي بقيت شاهدة على باعه الطويل في مجال الفن الرابع من بينها: «سي حمودة»، «البخيل»، «طبيب رغما عنه»، و«الأغا مزغيش». ولم يكتف بوبقرة بالتمثيل، فقد كان له نشاط سياسي كبير، حيث ناضل في صفوف حزب الشعب الجزائري، وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية، ونتيجة الضغوطات الكبيرة التي واجهها الفنانون الجزائريون ومنعهم من التعبير عن معاناتهم لم يجد الفنان إلا الالتحاق بالإذاعة والتلفزيون سنة 1953 حيث أدى أول دور درامي في مسرحية «المتابعة» التي أخرجها مصطفى بديع، ليواصل مسيرته الفنية، إلى أن وافته المنية يوم 25 سبتمبر 1987، عن عمر ناهز ال71 سنة .