كرّمت جامعة الجزائر1 (يوسف بن خدة)، أمس الثلاثاء، طلبتها المتفوّقين المتخرجين في نهاية السنة الجامعية الجارية 2016-2017، بعد عام كامل من الجد والمثابرة، وهذا في حفل حضره رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأسر الطلبة الأوائل، إلى جانب الهيئات والمؤسسات الممولة لهذا الحدث السنوي المتجدد. عبّر رئيس الجامعة الدكتور حميد بن شنيتي، في كلمة افتتاحية له بمناسبة التكريم الذي جرت فعالياته بمدرج «عمارة رشيد» بالجامعة المركزية، عن رضاه الكبير للنتائج الجد مشرّفة التي حققها هؤلاء الطلبة عن جدارة واستحقاق تتويجا لموسمهم، حاثا إياهم على ضرورة مواصلة مسيرة الاجتهاد والمثابرة في سبيل التحصيل العلمي والمعرفي في طور ما بعد التدرّج (الدراسات العليا)، كما دعاهم إلى ضرورة تكثيف الجهود والتضحية أكثر مهنيا وعمليا. وأكد السيد بن شنيتي، مخاطبا الناجحين في هذا الصدد، أن النتائج المحققة تعكس بكل قوة ثمار جهدهم وتضحيتهم في كسب المعارف والعلوم وتحضيرهم الجيّد لامتحانات نهاية السنة الجامعية، داعيا إياهم ليكونوا قدوة ومثالا يحتذى به في التحصيل العلمي بالنسبة للطلبة الجدد الذين لا زالوا يزاولون دراساتهم الجامعية بمختلف كليات جامعة الجزائر1. وأوضح المتحدث في السياق، أن جهود الطاقم المسيّر لهذا الصرح المعرفي العريق بمن فيهم عمادة الجامعة والمشرفون والمؤطرون ستتواصل بوتيرة متصاعدة حتى بعد انقضاء السنة الجامعية الحالية، من خلال متابعة أشغال البيداغوجيا والتحضير لمسابقات ما بعد التدرّج وتوفير كل الوسائل المادية والبشرية تحسبا للموسم الجامعي الجديد المقرر انطلاقه في 15 جويلية الجاري، وهذا مرهون بتوحيد جهود الجميع-كما قال-. وأضاف رئيس الجامعة أن الجهود ستوجه أكثر نحو التقييم والانتقاء الذاتي للسنة الجامعية الحالية، وتقييم مردودية ونتائج الكليات الثلاث التابعة لها (كلية الحقوق، والطب، والعلوم الإنسانية) والعلوم الشرعية المولود الجديد، مشيرا مقابل ذلك إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه النشاط البيداغوجي والعلمي والجانب التأطيري على مستوى هذه الكليات، حيث دعا الوزارة المعنية لأخذها بعين الاعتبار والالتزام بالقضاء عليها خدمة للعلم وضمانا لراحة الطلبة وتوفير لهم المناخ الملائم للتحصيل العلمي. وبلغة الأرقام أكد رئيس جامعة الجزائر1، أن جامعة الجزائر أصبحت تحصي ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف طالب في شتى التخصصات بعدما كانت تحصي في السابق قبل تقسيمها 140 ألف طالب، وهذا دليل -حسبه- على ارتفاع حجم استيعاب الطلبة الذي يستوجب توفير كل الإمكانيات البشرية والمادية والبيداغوجية، قصد مواجهة عدد الطلبة المتزايد بها.، مشيرا إلى أن مؤسسته الجامعية تحصي 48175 طالبا موزعين على كليات الطب والحقوق والعلوم الإنسانية والشرعية. علما أن كلية الطب تسجل 17174 طالبا في مقابل 700 أستاذ مؤطر بكلية الحقوق والعلوم الشرعية ب300 أستاذ. كما أشار إلى الصعوبة الكبيرة في متابعة طلبة الحقوق في طور الماستر الذي يسجل 4 آلاف سنويا، بالاضافة إلى 550 طالبا سنويا فيما يعرف بالماستر عن بعد، ناهيك عن الجهد الكبير في متابعة الأساتذة الموظفين حديثا وتكوينهم تقنيا وعلميا لمواكبة هذه التطورات، كما يتواجد حوالي 900 طالب حقوق في الدراسات العليا (ماجستير ودكتورا) تتطلب متابعتهم في إطار لجنتي التقييم والامتحان على مستوى الجامعة. وتطرق كذلك إلى مخلّفات النظام القديم، مشيرا إلى تواجد 600 طالب متأخر عن مناقشة أطروحته الخاصة بالدكتوراه عن موعدها القانوني، و1000 طالب متأخر عن مناقشة رسالة الماجستير، دون إغفال 238 قرار مناقشة لم يبرمج بعد من قبل الأساتذة المشرفين. ومن جهتهم، قدّم ممثلو الهيئات والمؤسسات الشريكة الممولة لحفل تكريم هؤلاء الطلبة على غرار (سوسييتي جنرال وبنك التنمية المحلية وبنك الفلاحة وسفيتال وغرانيتكس ومركز تكوين اللغات والخطوط الجوية الجزائرية ..)، تهانيهم الخالصة لهم متمنين لهم مشوارا عمليا ومهنيا ناجحا بعد تخرجهم، متعهدين بالتكفّل بتكوينهم على عاتق مؤسساتهم، كما جددوا وقوفهم ومساندتهم لكل المبادرات التي تطلقها جامعة الجزائر1 في سبيل تشجيع العلم والمعرفة. واستفاد الطلبة المتفوقون الأوائل بجامعة الجزائر 1 (16 طالبا) من عدة جوائز وصكوك مالية ودورات تكوين مجانية من قبل الهيئات المذكورة، حيث عادت المرتبة الأولى بامتياز للطالبة عبد الباقي شهيناز، من كلية العلوم الطبيعية بمعدل 16.26، إلى جانب الطالبة أنفال شلالي، في الشريعة تخصص عقيدة وأديان بمعدل 16.49، وصناج جيلالي في نفس التخصص بمعدل 16.20. وشبلاوي رابح بمعدل 16.12، إلى جانب حفيظ مراد، من ذوي الاحتياجات الخاصة من كلية الحقوق تخصص قانون عام بمعدل 14.61.