يرى الفنان كادير الجابوني أن الفن النابع من الحياة اليومية ومن الواقع المعاش غالبا ما يكتب له النجاح والاستمرارية، ومن هذا المنطلق راح هذا الفنان يبني يخط مساره الفني، والبداية كانت من دخوله الملاهي، حيث اعتبرها المدرسة الأولى للراي. التقت «المساء» بالجابوني بتيمقاد، وهو يتأهب لتنشيط السهرة السادسة من فعاليات الطبعة ال39 للمهرجان، لتثير معه أمور متعلقة بالشأن الفني وكذا دور مهرجان تيمقاد في الترويج لبعض الأعمال الفنية وإعطاء فرص الظهور أكثر. ❊ كيف جاءت مشاركتك في مهرجان تيمقاد الدولي؟ ❊❊— تلقيت الدعوة مجددا بفرح وسرور، لأن هذا المهرجان أصبح بالنسبة لي محطة فنية مهمة أنتظرها سنويا، كما يعد مرحلة مهمة في حياة الفنان وفي مشوار مشاركاته، وأسعد في كل مرة بملاقاة جمهوري، وأنا أحمل له خاصة الشباب رسالة مودة وحب وأشاركه فرحة عيد الاستقلال. ❊ بعد سبع مشاركات لك في المهرجان، هل تعتقد أنه وصل إلى العالمية؟ ❊❊— أكيد أن جهودا كبيرة تبذل من طبعة لأخرى، من ديوان الثقافة والإعلام ومن السلطات المحلية وأهل المنطقة بشكل عام، كلهم يعملون لاستقطاب أكبر عدد من الفنانين الأجانب، فضلا عن السمعة التي اكتسبها وطلبات المشاركة المتزايدة من سنة لأخرى، أضف إلى ذلك انتشاره عبر وسائل الإعلام، خاصة على المستوى العربي. ❊ ماهو جديدك لجمهور تيمقاد؟ ❊❊— من حق الجمهور أن يطالب الفنان بالجديد دائما، وأنا أقدر ذلك كفنان مهتم بجمهوره حيثما كان، بالتالي أهدي له من ألبومي الجديد المتضمن نوع «كلاسيكو راي» من خلال ثلاث أغان تؤدى في ثنائي، منها ما سأنجزه مع المغربية زينة الداودية، وأبقى دوما وفيا للجديد وللمزيد. ❊ بماذا تفسر سر انتشار الراي وما رأيك في موجته الشبابية الجديدة؟ ❊❊— من خصوصيات طبع الراي أنه يعتمد على الموسيقى الخفيفة وقدرته على معاصرة والتأقلم مع كل جديد، وكل تطور سواء كان فنيا أو تقنيا، وبخصوص الظاهرة الشبابية في أغنية الراي، أرى أنها أصبحت واقعا معاشا وتمثل تعبيرا عن صوت الشباب واهتماماتهم وأحلامهم وتطلعاتهم. ❊ هل الموسيقى الإلكترونية في رأيك نعمة أم نقمة على الفن الجزائري؟ ❊❊ أراها ستفقد الفن الجزائري خصوصياته، لكن الذين يراهنون عليه إنما يفعلون لتحقيق أهداف تجارية بحتة، ولا يعتمدون سوى على موسيقى غير مكلفة لا تعكس حقيقة المجهود الذي يبذله الفنان والموسيقى معا، ورغم كل ذلك فإن هذه الظاهرة موجودة ويجب التكيف معها والتحكم فيها ك»ارنبي» وموسيقى الهيبهوب. ❊ هل يؤدي الإعلام دوره اتجاه الفن؟ ❊❊— دون أدنى شك، وأود أن أستغل الحديث مع «المساء»' كي أثمن ما يقوم به الإعلام ومساهمته في تطوير والترويج للفن الجزائري. ❊ في رأيك، هل استطاع المهرجان أن يكون فضاء للتضامن العربي؟ ❊❊— الحقيقة أنا لا أخوض في السياسة وكل ما يعنيني الفن، لكن ذلك لا يمنعني من التنديد بكل ما يجري من عنف وتدمير تحت مسمى «الربيع العربي»، ليبقى الفن رسالة حب وسلام بين كل شعوب العالم وتثمين لمبدأ الحرية. حضرنا طبعات شملت عروضا لفرق عربية خاضت في الموضوع، ونقلت رسالة التضامن العربي، من ذلك التضامن مع غزة. كما أن سهرة الليلة ميزها حضور الفنانة الفلسطينية دلال ابو يمنة، وكانت في نفس الإطار، أي التأكيد على وحدة الانتماء والتضامن. ❊ بماذا تفضلون أن يخختم هذا اللقاء؟ ❊❊— أحرص أولا على أن أشكر «المساء» التي أتاحت لي هذا الحيز للحديث إلى جمهوري، وأتمنى لها الدوام والاستمرارية في تأدية رسالتها الراقية منها خدمة الفن والفنانين، كما أحيي جمهور تيمقاد التي تربطني به علاقة متينة وأن أبقى ضيفا محبوبا مرحبا به في كل طبعة. وأغتنم فرصة الطلب من الجهات المعنية التكفل بالحالة الصحية للفنان هواري عوينات الذي عمل وأبدع وشرف لون «الراي»، وأسعدنا في سنوات صعبة عاشتها الجزائر.