نشط الفنان الشاوي حميد بلبش السهرة الثانية لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال39 بامتياز، واستحضر جوانب مهمة في تاريخ الأغنية الشاوية، كما استطاع النبش من التراث وتطويره. «المساء» التقت الفنان بهذه المناسبة وأجرت معه هذا الحوار: ❊ إلى ما تهدف مشاركاتك العديدة في مهرجان تيمقاد؟ ❊❊— أشارك في مهرجان تيمقاد بكل فرح وسرور، وأريد من خلال هذا المنبر خدمة تراث المنطقة وتعريف الشباب به، كما أهتم بتسليط الضوء على الأغنية الشاوية التي أتفاءل بمستقبلها ومتأكد من قدرتها على إدراك العالمية. ❊ هل تعتقد أن مهرجان تيمقاد استطاع تمرير رسالته إلى الشباب؟ ❊❊— بالطبع مثل كل المهرجانات الدولية التي تستغل فعالياتها للتعريف بتراثها، كما أنها تدعو إلى التسامح والتطلع للحرية والسلام، فمخطئ من يعتقد أن مهرجان تيمقاد وُجد لأجل التسلية، بل يمثل وسيلة راقية لتجسيد السياسة الثقافية الوطنية. ❊مع ذلك حضر جمهور قليل في هذا الحفل. ❊❊— مشكلة عزوف الجمهور في المدة الأخيرة يطرح أكثر من سؤال، ربما بفعل العطلة الصيفية التي تستقطب الشباب الذي يريد قضاء العطلة بعيدا عن أجواء الثقافة، إلى جانب نقص الإشهار حول المهرجان. ❊ هل نجح المهرجان في تسليط الضوء على الأغنية الشاوية؟ —❊❊ أرى أنه من الضروري مشاركة فناني المنطقة في مهرجان تيمقاد، وعلى العموم، جميع فناني المنطقة شاركوا في تيمقاد، وكان لهم شرف تمثيل الأغنية الشاوية، كما أن برنامج الديوان لم يستثن المشاركة المحلية في كل طبعاته. لقد تداولت على المهرجان عدة وجوه فنية، ساهمت في جعل المهرجان مشهورا، فضلا عما تقدمه الفرق الوطنية الأخرى والفنانون من مختلف ربوع الجزائر لدعم هذا المهرجان الكبير. ❊ تحول كبير شهدته الأغنية الشاوية، هل أنت مع أو ضد عصرنة التراث؟ ❊❊ أهدف من خلال أعمالي الفنية المتنوعة إلى تطوير الأغنية الشاوية، فأنا أستلهم من التراث المنسي، ومنه أبلغه للأجيال. موازاة مع ذلك أجدد دعوتي للتكفل بالأصوات الشابة ودعم الفرق الموسيقية التي تبحث في التراث. ❊ ما رأيك في مستوى الأغاني التي يؤديها الشباب؟ ❊❊— أولا، أدعم كل منافسة شريفة في المجال الفني، وفي المقابل يصعب التحكم في الأذواق، فالظاهرة الشبابية حقيقة لا يمكن تجاهلها وهذا لا يمنعنا من العمل الجاد. ومع ذلك فأنا متفائل بمستقبل الأغنية الشاوية في ظل وجود طاقات شابة يجب الاستثمار في قدراتها بتوفير الإمكانيات لها. ❊ ما انطباعك عن الحفل الذي نشطته؟ ❊❊— خرجت بانطباع جيد، كما فضلت النزول إلى رغبة الجمهور لألتمس هذا الإحساس المتبادل بيننا، فكان الصدى قويا في المدرجات وبالمنصة التي احتضنت أيضا رقصات شاوية للفرقة المصاحبة لي. لقد أحسست بالوطنية تفيض من هذا الشباب الرائع الذي لا يمكنه أن يحيد عن قيم رسمتها الثورة التحريرية المباركة، خصوصا ونحن في شهر الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب. ❊ هل من مشاركة مرتقبة لكم خارج الوطن لتمثيل الأغنية الشاوية؟ ❊❊— لقد تلقيت دعوة من جمعية جزائرية أمريكية لتمثيل الجزائر بواشنطن يوم 7 أكتوبر المقبل، أعتبرها فرصة سانحة لتمثيل الأغنية الجزائرية بصفة عامة والشاوية بصفة خاصة، لأن الظروف مواتية لكي تدرك العالمية في وجود دعائم تشجع على ذلك، حيث أصبح التراث الجزائري مطلوبا في الخارج، بعدما مثل كلا من الشاب خالد وإيدير الأغنية الجزائرية أحسن تمثيل. ❊ وماذا عن جديدك؟ ❊❊— سيصدر لي قريبا ألبوم جديد بعنوان «قوق أممي قوق»، أحاول فيه دعم كل الجهود المتعلقة بتطوير الأغنية الشاوية. ❊ هل من كلمة أخيرة من فضلك؟ ❊❊— أشكر قراء جريدة «المساء» التي أتاحت لنا هذا الحيز باعتبارها فضاء إعلاميا يهتم بالفن والفنانين، وبالمناسبة أشكر جمهوري العزيز الذواق للفن الذي يتفاعل مع أدائي، وكل الساهرين على إنجاح فعاليات الطبعة، وأقدم بالمناسبة دعوة للالتفاف بالوطن الأم.