يحتفظ الفنان الشاوي نصر الدين حرة بتألقه وحضوره في الساحة، كما يحرص على مواصلة البحث في التراث الأصيل قصد تطوير الأغنية الشاوية وتبليغها للشباب..”المساء” التقت الفنان عند مشاركته في افتتاح فعاليات الطبعة السابعة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي وكان هذا الحوار... - كيف وجدت سهرة الافتتاح وما مدى حضور فناني المنطقة؟ — بداية، استقبلت دعوة المشاركة بسرور وسعادة خاصة أن المهرجان ذو سمعة ويهدف دوما إلى نشر رسائل فنية وإنسانية راقية، ومن حيث مشاركتي، أحرص دوما على خدمة تراث المنطقة وجعله ركنا قارا في التظاهرة التي تعدى صيتها الحدود. وفيما يتعلق بالمشاركة المحلية، فإن حضورها قوي وفي المستوى، إذ تبرز جانبا مهما من الهوية الثقافية الجزائرية، بالتالي استطاع فنانو المنطقة تمثيل الأغنية الشاوية أحسن تمثيل تماما كما في الطبعات السابقة. - ما رأيك في شعار مهرجان هذه السنة؟ — أكيد أن دور هذه المهرجانات لا يقل أهمية عن دور الإعلام في التبليغ والدعوة للمّ الشمل ونصرة القضايا العادلة وتعزيز روح التضامن، وبالنسبة لي كفنان جزائري، فإن من واجبي تجسيد هذا الشعار الداعي إلى المحبة والوحدة ورصّ الصفوف لمواجهة أعداء الداخل والخارج بهدف حماية مكتسبات الاستقلال، وأقول بأننا بالفعل شعب واحد ووطن واحد. - حدثنا عن برنامجك الخاص بسهرة الافتتاح؟ — بودي أولا أن أحيّي مبادرة ديوان الثقافة والإعلام على مبادرته المتمثلة في تنظيم وفقة تكريمية للراحل كاتشو خلال هذه السهرة، وبالنسبة لمشاركتي، فقد اخترت أعمالا من التراث الشاوي، منها رائعة “عين الكرمة” لعيسى الجرموني ومختارات أغاني الراحل كاتشو “دمي دمي “ في أداء مشترك مع زملائي الفنانين الذين أعجبوا بدورهم بالمبادرة. - اشتكى بعض الفنانين من التهميش، فما تعليقك؟ — لا أعتقد ذلك، لقد عمد ديوان الثقافة والإعلام إلى فسح المجال للعديد من فناني المنطقة الذين شاركوا في طبعات سابقة ومثلوا الأغنية الشاوية أحسن تمثيل، وأرى أنه ليس شرطا أن يظهر الفنان في كل طبعة، فالمهرجان ملك لكل الفنانين الجزائريين، والمسؤولون مهتمون بتراث الشاوية، بالتالي أعطوا الفرصة لكل الفنانين دون تمييز أو إقصاء. - شهدت الأغنية الشاوية زخما فنيا قويا، فأين تضع نفسك في هذا التحول؟ — لكل فنان خصوصياته وأنا لست متميزا ولا منفردا عن غيري، أحاول تلبية كل الأذواق، لكن تبقى أعمالي الفنية ملتزمة بتطوير الأغنية الشاوية في الإطار الذي رسمته لنفسي منذ بداية مشواري الفني. - هل تفكر في أداء طبوع فنية أخرى؟ — هذه الفكرة غير مدرجة في انشغالاتي حاليا وليست من أولوياتي ولا أبحث عن نجومية على حساب الفن، فالنجومية تكتسب بجدارة واستحقاق لا بالتقليد والأداء السطحي البعيد عن التمكن، ورغم هذا فأنا أومن بالتنوع لكن في إطاره الصحيح. دوري الآن يكمن في البحث عن صيغ وأساليب فعالة لتطوير فن المنطقة الثري والمتنوع، خصوصا أن الأغنية الشاوية أصبحت مطلوبة في المهجر وتعرف إقبالا كبيرا، وهو ما وقفت عليه في آخر مشاركة لي بمهرجان الأغنية الشاوية في مرسيليا مؤخرا. - كيف ترى شكل التنظيم الذي يوحد فنانينا؟ — هذا طموح كل فنان جزائري ونعوّل على تنظيم خاص بالفنانين من خلال نقابة تتكفل بمشاكل الفنانين وتحمي حقوقهم المادية والمعنوية. - وماذا عن جديدك؟ — سيصدر لي قريبا ألبوم جديد سأفجر به مفاجأة أتركها للجمهور، علما أنها للحاج درياسة وهي تحمل قيما راقية، ويتضمن الألبوم أيضا أغان تراثية. - كلمتك الأخيرة ... — أشكر قراء جريدة “المساء” التي أتاحت لنا هذا الحيز باعتبارها فضاء إعلاميا يعير كل الاهتمام للفن والفنانين وأشكر بالمناسبة جمهوري الوفي والذواق الذي يتفاعل معي في كل لقاء فني يجمعني به، وإلى كل الساهرين على إنجاح فعاليات مهرجان تمقاد.