يحتفظ حميد بلبش بتألقه ونجوميته ويواصل كعادته النهل من التراث لتطوير الأغنية الشاوية التي تمثل وجدانه الفني بحس مرهف، قصد إيصال رسائل إنسانية راقية تحمل قيما جمالية سامية، التقت «المساء» الفنان بعد تنشيطه السهرة الثالثة من فعاليات الطبعة السادسة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي، بعد غياب عن الساحة الفنية دام ثلاث سنوات. كيف كان حضورك إلى المهرجان، وما هو انطباعك؟ استقبلت دعوة المشاركة بفرح وسرور، وكانت السعادة تغمرني، حيث سيمكنني ذلك من الالتقاء بجمهوري مجددا لتحية ومساندة أهلنا في غزة، فهذا واجب وشرف أسعد به. يعد المهرجان فرصة سانحة لإبراز التراث الشاوي الأصيل في المهرجان وتقديم فنانيه من أبناء المنطقة. كيف ترى دور مثل هذه المهرجانات الثقافية في الدعوة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني؟ لهذه المهرجانات دور لا يقل أهمية عن دور الإعلام في التبليغ والدعوة لنصرة القضايا العادلة وإبراز صور التضامن مع الشعب الفلسطيني. هناك من يؤكد أن بعض الفنانين، خاصة المحليين، همشوا في هذه الطبعة؟ ليس صحيحا، فقد فسح المجال أمام العديد من فناني المنطقة وشاركوا في طبعات سابقة ومثلوا الأغنية الشاوية أحسن تمثيل، علما أنه أحيانا لا توجد ضرورة للظهور سنويا بغية إعطاء الفرصة لفنانين جزائريين آخرين، فالمهرجان ليس محليا وأشهد على أن المسؤولين بديوان الثقافة والإعلام يدركون جيدا أهمية تراث المنطقة وثقله، لذلك منحوا الفرصة لكل الفنانين دون تمييز أو إقصاء. كيف ترى حضور الأغنية الشاوية في المهرجان؟ حضورها قوي لكن لكل فنان بصمته الخاصة، بالنسبة لي أراعي تبليغ إحساسي وإظهار اجتهادي في تطوير الأغنية الشاوية المرتبطة دوما بالتراث الأصيل. يطلب جمهور المنطقة، خاصة الشباب، بإلحاح نوع الراي، فهل هذا تهديد للأغنية الشاوية؟ في حقيقة الأمر، تقديم البديل مطلوب وأصبح ضرورة حتمية في نشاط أي فنان، لأنه يصعب التحكم في الأذواق دون تقديم البديل، فالظاهرة الشبابية حقيقة لا يمكن تجاهلها، لكن ذلك لا يمنعنا من العمل والتفاؤل بمستقبل الأغنية الشاوية، خاصة في ظل وجود طاقات شابة يجب الاستثمار في قدراتها بتوفير الإمكانيات. هل تفكر في أداء طبوع غنائية أخرى؟. هذه الفكرة ليست مطروحة الآن وكل ما يهمني اعتماد أسلوبي الشاوي الذي أتقن أداءه، كما أنني لا أرى في التنوع ضرورة، إذ كلنا نعلم أن لون «الراي» يفرض نفسه في الساحة الفنية، شئنا أم أبينا، وهذه مفخرة للفن الجزائري عموما. أنا منشغل بالبحث لتطوير فن المنطقة الثري والمتنوع، خصوصا أن الأغنية الشاوية أصبحت مطلوبة في المهجر وتعرف إقبالا كبيرا، وهو ما وقفت عليه في آخر مشاركة لي في مهرجان الأغنية الشاوية بمرسيليا مؤخرا. غيابك عن الساحة الفنية دام ثلاث سنوات، لماذا؟ في الحقيقة هو غياب اضطراري بسبب ظروف خاصة بعد وفاة الوالدة، ومنذ ثلاث سنوات عدت مجددا لأواصل العمل والبحث في لأغنية الشاوية، وبالمناسبة لدي مشاريع فنية وجديد سيلبي الأذواق. هل تؤيد مطلب تأسيس نقابة خاصة بالفنانين؟ أكيد هذا طموح كل فنان جزائري، بطبيعة الحال، ونعول على التنظيم الخاص بالفنانين من خلال نقابة، إذ سيسمح ذلك بحل عدة مشاكل لها علاقة بالفنانين، إضافة إلى ضمان الحقوق المادية والمعنوية. وأحرص أن أشكر الوزيرة السابقة السيدة خليدة تومي التي قدمت الكثير للثقافة والفن الجزائري وأنتظر مبادرة من الوزيرة الجديدة السيدة نادية لعبيدي التي وعدت بملاقاة فناني المنطقة مع نهاية الشهر الجاري. حدثنا عن جديدك؟ سيصدر لي قريبا ألبوم جديد من 10 أغان؛ اثنتان منها تراثية من كلمات الأستاذ عمر جماطي وتلحين مسعود مسعودي وعقبة. كلمتك لجمهور تيمقاد. بداية أشكر قراء جريدة «المساء» التي أتاحت لنا هذا الحيز باعتبارها فضاء إعلاميا يعير كل الاهتمام للفن والفنانين، ومن خلالها أشكر جمهوري العزيز الذواق للفن المتفاعل مع أدائي وأحيي كل الساهرين على إنجاح فعاليات الطبعة وأتمنى أن تزيد مساعي التضامن مع الشعب الفلسطيني.