يواصل المطرب الشاوي نصر الدين حرة تألقه وكله عزم على النبش في التراث لتطوير الأغنية الشاوية. وينمو عند هذا لفنان حس مفرط لتصوير مشهد تراثي بتدفق فني يحمل في مدلولاته رسالة الفن ويجمع اصواتا تتقاطع عند غايات المهرجان. التقيناه وهو لا يزال يذكر الموقع السحري القديم لإمبراطورية انقرضت مبانيها وأصبحت أطلالا، حيث أكد قناعته الراسخة على مواصلة المشوار واستغلال خصوصيات المنطقة لتصوير المشاعر النبيلة. المساء: لبيت دعوة الحضور مجددا للمهرجان فما انطباعكم خاصة مع غياب الوجوه المحلية؟ حرة: استقبلت دعوة المشاركة بفرح وسرور وذلك شرف لي وهو تكليف بمهمة لتمرير رسالة الفن من هذا المنبر وأنا في خدمة تراث المنطقة باستغلال خصوصيات المهرجان. بخصوص المشاركة المحلية لفناني المنطقة أمر مهم فكل فناني المنطقة كان لهم شرف تمثيل الأغنية الشاوية بإتقان في طبعات سابقة. - وأنت تتحدث عن تراث المنطقة الثري هل تريد بذلك الانفراد بخصوصيات؟ *لكل فنان خصوصياته، أنا لست متميزا، ألبي كل الأذواق، أعمالي الفنية المتنوعة تنم عن حس بشعور ورغبة في تطوير الأغنية الشاوية في الإطار الذي رسمته لنفسي منذ بداية مشواري الفني وأملي كبير في النبش في التراث المنسي وتبليغه للأجيال. - يبدو أن شباب المنطقة منشغل بالراي كلون فني مما يجرنا للحديث عن واقع الأغنية الشاوية وأين يكمن الخلل في المستوى الذي آلت إليه هذه الأغنية؟ * في الحقيقة لا يمكن التحكم في الأذواق من دون تقديم البديل فالظاهرة الشبابية حقيقة لا يمكن تجاهلها ولا يمنعنا هذا من العمل الجاد، صحيح ان الأغنية مقارنة بالتسعينيات سجلت تراجعا، ومرد ذلك لعدة أسباب منها اللهث وراء الكسب السريع وغياب البحث في التراث كلها عوامل قلصت بحجم كبير من حجم الأغنية الشاوية. - هل تضم صوتك للفنانين الذين يطالبون بتنظيم المنهة؟ * بطبيعة الحال ونعول عليه كثيرا في حل العديد من المشاكل التي لها علاقة بحياة الفنانين وعملهم. - هل تفكر في تغيير اللون الذي تخوض فيه بحثا عن نجومية؟ * لست مجبرا في الوقت الراهن للبحث عن النجومية على حساب الفن لقد اعتمدت هذا الأسلوب ولا أعتقد أن في التنوع مخرجا وكلنا نعلم أن لون الراي يفرض نفسه في الساحة الفنية هذا مفخرة للجزائر، وكفنان سأسعى لتطوير فن المنطقة الثري خصوصا وأن الأغنية الشاوية أصبحت مطلوبة بالمهجر وتعرف إقبالا كبيرا. - وماذا عن جديدك؟ * سيصدر لي قريبا ألبوم جديد من 08 أغاني اثنتان منها تراثية ''لهوى واذرار''، ''الطير العالي'' والبقية من كلماتي وألحاني. وترقبوا المفأجاة في هذا الألبوم. - كلمة أخيرة لجمهور تيمقاد * أشكر جريدة ''المساء'' التي أتاحت لنا هذا الحيز باعتبارها فضاء إعلاميا يعير كل الاهتمام للفن والفنانين وبالمناسبة أشكر جمهوري العزيز الذواق للفن الذي يتفاعل مع أدائي، وكل الساهرين على إنجاح فعاليات المهرجان.