ماتزال شواطئ ولاية سكيكدة، منذ انطلاق الموسم الصيفي الحالي، تستقطب أعدادا كبيرة من المصطافين المتوافدين بالخصوص من الولايات المجاورة، رغبة منهم في الاستمتاع بشواطئها 22 المسموحة فيها السباحة، فخلال الفترة الممتدة من 01 جويلية الجاري إلى غاية 29 منه، استقبلت شواطئ الولاية 4083900 مصطاف. أكثر الشواطئ توافدا من قبل المصطافين هي شواطئ وادي ريغة بفلفلة، التي استقبلت لوحدها خلال نفس الفترة، 355 ألف مصطاف، يليها شاطئ العربي بن مهيدي ب 309500 مصطاف، ثمّ الشاطئ الكبير ب 284800 مصطاف، إضافة إلى شاطئ وادي القصب ب 275 ألف مصطاف، وشاطئ عين الدولة بالقل ب 263200 مصطاف. ويزداد الإقبال على شواطئ سكيكدة عند نهاية كلّ أسبوع، حيث تشهد روسيكادا إنزالا غير مسبوق للمصطافين، أرجعه العديد ممن تحدثت معهم «المساء»، إلى موجة الحر التي تشهدها البلاد خلال الفترة الأخيرة، ولتوفّر الأمن والسكينة، كما ساهم الطريق السيار شرق - غرب في تشجيع المصطافين على اختيار شواطئ سكيكدة. أكثر من ألفي تدخّل للحماية المدنية فيما يخصّ تدخّلات الحماية المدنية خلال هذه الفترة، فقد تمّ تسجيل 2135 تدخّلا، منها 1565 تم فيها إنقاذ أشخاص من غرق حقيقي، من بينهم 580 طفلا. كما تمّ إسعاف في عين المكان 287 شخصا من بينهم 151 طفلا، بينما تمّ تحويل 276 شخصا من بينهم 91 طفلا، نحو مختلف المؤسسات الاستشفائية. وفيما يخصّ الوفيات فقد تمّ تسجيل خلال نفس الفترة 07 وفيات، أغلبها سُجّلت على مستوى الشواطئ غير المحروسة والممنوعة فيها السباحة. وفيما يتعلّق بحصيلة نشاطات فرق حماية الشواطئ بأمن ولاية سكيكدة خلال موسم الاصطياف الحالي، فقد عالجت الفرق 27 قضية اعتداء على الممتلكات والأشخاص، ناهيك عن معالجتها بعض المخالفات المتعلّقة بمجانية الدخول إلى الشواطئ وحراسة المركبات بدون رخصة، منها 08 قضايا تخصّ الاعتداء على الأشخاص، كالسبّ والشتم، و19 قضية تخصّ السرقات المختلفة، و15 قضية هي عبارة عن مخالفات متعلّقة بمجانية الدخول إلى الشواطئ، بمجموع 243 تدخلا، تم من خلالها توقيف 37 شخصا مع إنجاز 35 ملفا للمتابعة القضائية. وتمّ حجز 84 مظلة شمسية و32 طاولة وخيمتين و84 كرسيا. تفعيل المخطط الأمني العملياتي في سياق متابعة تنفيذ المخطط الأمني العملياتي الوقائي المخصّص للموسم الصيفي الحالي بما يضمن أمن وسلامة المواطنين والمصطافين لاسيما على مستوى الواجهات البحرية، قامت مختلف مصالح أمن الولاية ضمن إقليم اختصاصها خلال الفترة الممتدة من 27 جوان إلى غاية 27 جويلية 2017، بتنفيذ عدّة عمليات مداهمة فجائية للأماكن المشبوهة، استهدفت الأحياء والنقاط الحساسة والأماكن العمومية، بكل من مدينة سكيكدة ومدينة القل وفلفلة. في هذا السياق، تمكّنت مصالح الأمن من معالجة العديد من القضايا المتعلقة بالاعتداء على الأشخاص والممتلكات، وكذا قضايا المخالفات المتعلقة بمجانية الدخول إلى الشواطئ، تمّ على إثرها توقيف العديد من المروجين للمخدرات والمؤثرات العقلية والمشروبات الكحولية، وآخرين مطلوبين من العدالة. مصطافون لا يتقيّدون بأبسط شروط النظافة للإشارة، بالرغم من الجهود التي بُذلت على أكثر من صعيد، خاصة من قبل الجمعيات المتخصّصة في مجال حماية البيئة، من خلال توعية وتحسيس المصطافين على ضرورة المساهمة لحماية الشواطئ من كلّ أشكال الملوّثات، والتقيّد باستعمال الحاويات التي تمّ وضعها، إلاّ أنّ ما وقفت عنده «المساء» على مستوى العديد من شواطئ سكيكدة، خاصة شواطئ العربي بن مهيدي وفلفلة وشواطئ سكيكدة انطلاقا من الشاطئ الأخضر إلى غاية بيكني الصغير، والشاطئ الكبير، وميرامار، وكذا شاطئ وادي طانجي، يطرح أكثر من سؤال، فالعديد من المصطافين لا يتقيّدون أصلا بأبسط شروط النظافة المطلوبة، فيعمدون بوعي منهم أو بدون وعي، إلى رمي كلّ أشكال ومختلف النفايات؛ من قارورات مياه معدنية من مختلف الأنواع والأحجام وقارورات المشروبات الغازية والقنينات وبقايا قشور البطيخ والأكياس البلاستيكية، وبقايا الأكل وغيرها، في مشهد دراماتيكي مؤسف للغاية، ومحيّر في نفس الوقت. وما زاد الطين بلّة النقص الفادح في المياه على مستوى الشواطئ، وهذا بغض النظر عن أشغال التهيئة التي ماتزال تخضع لها بعض الشواطئ؛ كشاطئ العربي بن مهيدي بداية من المركز 1 بالرغم من أنّ أشغال التهيئة كان من المفروض أن تنتهي قبل بداية الموسم الصيفي الحالي، لكن «تجري الرياح بما لا تشتهي» البلدية. وفي كلّ هذا وبخلاف السنوات الأخيرة، تبقى سكيكدة بما حباها الله بشريط ساحلي ساحر وطبيعة عذراء في غاية الجمال، مدينة جلب السياح والمصطافين.