رغم ما سخرته السلطات الولائية بولاية البليدة من إمكانيات مادية وبشرية للقضاء على ظاهرة النفايات بصفة نهائية، إلا أن ذلك يبقى مرهونا بمساهمة المواطن الذي يُعتبر الحلقة المفقودة في العملية. متيجة نظافة... وتحدي النقاط السوداء تُعتبر مؤسسة «متيجة نظافة»، حسب تصريح مديرها السيد بلحنيش عبد الحليم ل «المساء»، من المؤسسات العمومية التي أنشئت بقرار من والي البليدة عبد القادر بوعزقي سنة 2016 إلى جانب «متيجة إنارة» و»متيجة حدائق»؛ حيث انطلقت «متيجة نظافة» فعليا أواخر سنة 2016، مضيفا أن مؤسسته تضم حوالي 250 عاملا كان أغلبهم تابعين للبلديات، بالإضافة إلى 350 شاحنة. كما أن للمؤسسة 5 وحدات تابعة لها، على غرار وحدة بوفاريك والأربعاء، وكل وحدة تغطي دائرتين، وبهذا فمؤسسة «متيجة نظافة» تغطي كل إقليم ولاية البليدة، على حد قوله. السيد بلحنيش أوضح أن مؤسسته قامت بمجهودات كبيرة للقضاء على النفايات خاصة النقاط السوداء؛ حيث قضت منذ تأسيسها حتى الآن على حوالي 685 نقطة سوداء ولم يبق منها سوى 120 نقطة سوداء منتشرة عبر إقليم الولاية؛ أي أن مؤسسة «متيجة نظافة» تمكنت من القضاء على النفايات بولاية البليدة بنسبة 85 بالمائة، على حد قوله. كما كشف ذات المتحدث عن إبرام صفقة اقتناء 29 شاحنة جديدة مع المؤسسة الوطنية «snvi» بالإضافة إلى تجديد وصيانة بعض العتاد الموجود بحظيرة المؤسسة. المواطن الحلقة المفقودة في العملية رغم كل المساعي التي تبذلها السلطات بولاية البليدة من أجل القضاء على النفايات، إلا أن سلبية المواطن تبقى عائقا أمام نجاح المسعى، ولهذا قامت مؤسسة «متيجة نظافة» من خلال خلية التوعية والتحسيس، بعمليات تحسيسية بهدف إشراك المواطن في عملية القضاء على النفايات من خلال ترسيخ ثقافة النظافة، وعدم الرمي العشوائي للنفايات، واحترام مواقيت رفعها من طرف العمال؛ حيث تم وضع في هذا السياق مخطط جمع النفايات حتى تكون العملية منظمة، بالإضافة إلى مخطط خاص بشهر رمضان وموسم الصيف من خلال تكثيف فرق جمع النفايات ووضع فوج خاص بالاستدراك. مديرية البيئة... حملات تحسيسية وتمويل بالعتاد من جهتها، تقوم مديرية البيئة بالبليدة بحملات تحسيسية بهدف المحافظة على المحيط؛ إذ قامت بحوالي 60 حملة على مستوى 10 دوائر، بالإضافة إلى مساهمتها الفعالة في مشروع غرس أكثر من 200 ألف وردة. كما أن المديرية تقوم بإنشاء وتمويل مراكز الردم التقني والمفارغ المراقبة بالعتاد المطلوب، على غرار مركز الردم التقني بالصومعة الذي يعالج حوالي 20 طنا من النفايات في الساعة، وبهذا فهو يساهم في القضاء على النفايات، ومن جانب آخر يوفر مناصب شغل، شأنه شأن المراكز الأخرى مثل مركز وادي العلايق وعين الرمانة. كما تساهم ذات المراكز في القضاء على النفايات من خلال عملية استرجاعها على غرار البلاستيك والكرتون والزجاج. وتقوم المحرقة بحرق النفايات الاستشفائية التي تُعد هي الأخرى خطرا صحيا وبيئيا. للإشارة، تم إبرام عقد بين البلديات ومؤسسة «متيجة نظافة»، يتضمن دفع مبلغ مالي محدد مسبقا من طرف البلديات تدفعه لمؤسسة «متيجة نظافة»، مقابل رفع النفايات عبر إقليمها. كما أن مؤسسة «متيجة نظافة» تدفع مبلغا ماليا لمراكز الردم التقني مقابل القضاء نهائيا على تلك النفايات. ❊أ.عاصم