دعا الوزير الأول السيد أحمد أويحيى، إلى ضرورة تسويق الكتاب الجزائري في الخارج، في إطار تطبيق سياسة رئيس الجمهورية التي تعنى بتقديم صورة حقيقية عن الجزائر. كما طالب خلال افتتاحه الرسمي، أمس بقصر المعارض، للطبعة الثانية والعشرين للصالون الدولي للكتاب، المؤلفين الجزائريين إلى إنجاز مؤلفات تمس الجزائر المعاصرة، ليؤكد على جهود الدولة في تدعيم الناشرين خاصة فيما يخص قضية بيع ونشر الكتب الجزائرية في الخارج، ليقدم مثالا عن تضاعف ميزانية قطاع الثقافة منذ تولي الرئيس الحالي لمنصبه ب12مرة. الوزير الأول الذي كان مرفوقا بوفد من الوزراء والسفراء، جال في أجنحة المعرض، والبداية بالجناح المركزي حيث قدم توجيهاته للناشرين، كما استمع إلى مشاغلهم ووعدهم بتقديم حلول لهم. وفي هذا السياق، طلب منه ممثل دار الحكمة تخفيض الضريبة المتعلقة بالكتاب، متسائلا: «هل يعقل أن تكون الضريبة على الكتاب الجزائري ب33 بالمائة وعلى الكتاب الأجنبي ب9 بالمائة؟» مشيرا إلى أن داره تصّدر الكتاب الجزائري إلى الخارج لكنها تجد نفسها أمام عراقيل جمة، في حين توقفت دار النشر «القصبة «عن تصدير الكتاب لأسباب بيروقراطية، فما كان أمام الوزير الأول إلا تجديد دعمه لتسويق الكتاب الجزائري، مما سيقدم صورة جميلة وحقيقية لبلدنا أمام العالم، ليضيف أن بيع الكتاب الجزائري في الخارج لا يهدف منه الربح الاقتصادي بل كما سبق أن أكد، يُقصد منه تلميع صورة البلد. كما طلب الوزير الأول، من المؤلفين الجزائريين، الكتابة عن الجزائر المعاصرة، لأن العالم على دراية بكل التضحيات التي قدمتها الجزائر لنيل استقلالها، وحان الأوان للتعريف بالوجه المعاصر للجزائر بكل تجلياته. ليقول «إرفعوا راية الجزائر عاليا». وتوقف السيد أويحيى أيضا عند فضاء «الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية»، حيث دعا المشرفين عليه إلى ترويج أعمالهم بدلا من الاهتمام فقط بتحقيق المردودية، مضيفا أن المؤسسات العمومية أيضا يجب أن تهتم بتسويق أعمالها. في حين قال الوزير الأول أنه يجب تجاوز قضية ترسيم الأمازيغية حينما وقف عند فضاء المحافظة السامية للأمازيغية، مشيرا إلى أن الحكومة الجزائرية تهتم بتدريس اللغة الأمازيغية وتوفير الكتب الخاصة بها. بينما نوّه بدور الثقافة في تشكيل الهوية الجزائرية، معتبرا أنها عامل من العوامل التي تمّكن الشاب الجزائري من الافتخار ببلده. الوزير الأول زار فضاءات دول مختلفة في مقدمتها جنوب إفريقيا، ضيفة شرف الطبعة، كما أكد على جدوى التعاون الثقافي بين الدول التي تربطنا معها علاقات اقتصادية، مثل بلجيكا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وإسبانيا، هذه الأخيرة شكرها لاهتمامها بعمقها التاريخي والثقافي. أما عن تونس، فقد أكد السيد أويحيى على أهمية بناء جسر ثقافي يعزز العلاقات بين البلدين. كما أكد خلال وقوفه بفضاء فلسطين، موقف الجزائر المتين وغير المتحول من القضية الفلسطينية، بل اعتبرها قضية مقدسة، أبعد من ذلك، فقد صرح بأن «القضية الفلسطينية هي قضية جزائرية أيضا» ليتمنى النصر للفلسطينيين. كما توقف عند أكثر من فضاء خاص بدور نشر مصرية وكذا عُمانية، لينتقل إلى جناح القصبة ومن ثم الجناح الخاص بالأطفال، حيث استقبلته هذه الشريحة البريئة من المجتمع بأغنية عن حب الوطن جاء في مقطع منها: «تاريخنا حافل بالأمجاد، ورجال كانوا أسياد». من جهته، ذكر وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي في تصريح للصحافة عقب انتهاء زيارة الوزير الأول للصالون الدولي للكتاب، أن السيد أويحيى أكد على ضرورة الارتقاء بالكتاب الجزائري من خلال توزيعه خارج الوطن، والعمل على التعريف بالثقافة الجزائرية وتحقيق إشعاعها في الخارج، وهو ما دعا إليه رئيس الجمهورية باستمرار. وأضاف وزير الثقافة أن هذا الجهد يتمثل في أهمية تحسين أدوات الدعم بالنسبة للكتاب، بمعنى أن هناك مراجعة في كيفية دعم الناشرين حتى يتمكنوا من نقل الكتاب الجزائري إلى الخارج وتوزيعه، مشيرا إلى أن الجزائر تستقبل كل أنواع الكتب من الناشرين العرب والأجانب، لهذا «جهدنا الآن ينصب على الانتقال بالكتاب الجزائري ليس في معارض الكتاب الكثيرة التي نشارك فيها ولكن حتى يكون الكتاب الجزائري موجود في سوق الكتاب العربية والأجنبية»، وضيف أن عمل كبير ينتظر الحكومة في بداية السنة المقبلة حول تخصيص إجراءات جديدة للناشرين الجزائريين. وفي إجابته لسؤال «المساء»، حول إمكانية تخفيض الضريبة الخاصة بالكتاب، قال الوزير إن الكثير من الأمور المتعلقة بالكتاب ستتغير وسيكون للضريبة نصيب منها. تجدر الإشارة، إلى أن الطبعة الثانية والعشرين للصالون الدولي للكتاب، تعرف مشاركة 52 دولة، ب972 دار نشر، تعرض 232 ألف عنوان، منها 77 ألف عنوان جزائري، مع العلم أنه تم إقصاء 25 دارا لم تلتزم بالقانون الداخلي للمعرض. كما تم برمجة 12 منصة تحتضن أسماء أدبية وفكرية، في حين سيكون لإفريقيا حضورها القوي، خاصة أن جنوب إفريقيا، ضيفة شرف الدورة. كما تم برمجة أيام دراسية وملتقيات ونشاطات ثقافية متنوعة، تحتضنها عدة فضاءات مثل «دائرة الضوء»، «روح الباناف» و»دورة السينما والأدب» وهذا في الطبعة الثانية والعشرين ل»سيلا» التي ستعرف هذه السنة أيضا مشاركة 120 رواية جزائرية جديدة.