قال البروفيسور بن حديد المختص في الجراحة العامة بالمستشفى الجامعي «مصطفى باشا»، بأن الحالات الاستعجالية الخاصة بالتهاب القولون الحاد التي تؤدي إلى الجراحة، لا تتعدى 20 بالمائة، و40 بالمائة من الإلتهابات الأخرى يتم معالجتها عن طريق الجراحة العادية، مشيرا إلى إجراء 197 حالة استعجالية تخص الجراحة بالعيادة الجراحية في المستشفى الجامعي «مصطفى باشا»، خلال الفترة الممتدة بين عامي 1992 و2016. ميز البروفيسور بن حديد في تصريحه ل»المساء»، على هامش مشاركته في يوم تكوني، أول أمس، بالمستشفى الجامعي «مصطفى باشا» حول التهاب القولون الحاد، بين أربع حالات، يجري فيها التدخّل لإجراء الجراحة بالنسبة للمريض المصاب بالتهاب حاد في القولون، تتمثل في حالة عدم الاستجابة للعلاج، وفي حال حدوث ثقب بالقولون أو تعفّنه، وفي حال حدوث نزيف على مستوى الجهاز الهضمي. مشيرا إلى أن أكثر أمراض التهابات القولون انتشارا في المجتمع الجزائري تنحصر في نوعين هما؛ مرض» كرون» وهو مرض مزمن يعتبر الأكثر انتشارا، ويتطلب علاجا على المدى الطويل، لأنه يمس كل الجهاز الهضمي، ومرض التهاب القولون والمستقيم، الذي عادة ما يتم في الحالات الاستعجالية المصحوبة بالتهاب، استئصال القولون وربط الأمعاء الدقيقة بفتحة الشرج، ومن ثمة يشفى المريض ويعيش حياة عادية. موضحا أنه من بين عشر حالات يجري استقبالها خلال الأسبوع الواحد فيما يخص مرض «كرون»، تقابله حالتان فقط من التهاب القولون والمستقيم. الالتهاب بات يصيب الفئة الشابة يصيب التهاب القولون الحاد النساء أكثر من الرجال. وفي السنوات الأخيرة، أصبح يمس - حسب البروفيسور بن حديد- الفئة الشابة، وتظل أسباب الإلتهاب الحاد غير معروفة، حيث ينحصر اليوم التكفل في معالجة الأعراض، بالاعتماد على المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب التي تقدم عادة للحد من حالة الالتهاب وإيقاف الألم. مشيرا إلى أن التكفل بهذا المرض لا يشكل إرهاقا لخزينة الدولة، خاصة إذا علمنا أن معدل الجراحة في الحالات الاستعجالية لا يتعدى 10 عمليات استئصال للقولون في السنة، وهو رقم قليل ولا يدعو إلى القلق. من جهته، وصف البروفيسور أبركان، مختص في أمراض الجهاز الهضمي، التهاب القولون الحاد بالمرض المزمن، واعتبره مشكل الصحة العامة في المجتمع الجزائري، بالنظر إلى انتشاره في الآونة الأخيرة بشكل كبير، خاصة في صفوف الشباب. وقال في تصريحه ل»المساء»، بأن التكفل الطبي بالمصاب بالتهاب القولون الحاد صعب، لأنه يتطلب تدخل عدة أطباء للتشخيص والتكفل، خاصة في الحالات الاستعجالية التي عادة ما يؤدي ضعف التكفل بها إلى الوفاة، مشيرا إلى أن الغرض من اليوم التكويني حول التهاب القولون، الذي يدخل في إطار التكوين المستمر، هو الوصول إلى إيجاد صيغة يجري من خلالها التوافق في القرار بين الطبيب العام الذي شخص الحالة وبين الجراح، للتعجيل في اتّخاذ قرار الجراحة لإنقاذ حياة المريض، والابتعاد عن العلاجات المهدئة للألم أو لبعض أعراض الالتهاب التي تضر المريض. ضرورة إجراء إحصاء شامل لإعطاء صورة شاملة حول داء القولون في الجزائر، دعا البروفيسور أبركان إلى ضرورة إجراء إحصاء شامل ّلمعرفة عدد المصابين بداء التهاب القولون الحاد، لا يسما أنه يتطلب إمكانيات مادية وبشرية كبيرة للتكفل به، خاصة ما يتعلق بمرض «كرون» الذي يمس كل الجهاز الهضمي، ويحتاج إلى علاج مستمر، يجنب المريض من احتمال الإصابة على المدى الطويل بسرطان القولون، مضيفا أن «أسباب الإصابة بداء القولون لا تزال غير معروفة وتتباين بين تغير نمط الحياة والاعتماد على الأغذية السريعة والتدخين والعامل الوراثي». في حين طرح الدكتور كريم العيادي، مختص في أمراض الجهاز الهضمي، إشكالية الأعراض المشتركة لالتهاب القولون الحاد، مع عدد من الأمراض الأخرى، ومنها الإسهال الحاد والحمى وألم في البطن، الأمر الذي يصعّب من عملية التشخيص لتحديد نوعية المرض وطريقة التكفل به، مؤكدا في حديثه ل»المساء»، أن بعض الحالات التي لا يجري فيها التشخيص الجيد للمرض، نتيجة ضعف تكوين الطبيب، يؤدي العلاج المصحوب بالمضادات الحيوية إلى الإصابة بمرض مزمن، خاصة إن كان يتعلق الأمر بوجود بكتيريا في القولون، الأمر الذي يساعد على نموها. مشيرا إلى أن الحالات المرتبطة بالبكتيريا عادة ما تكون ناجمة عن حالات تسمم غذائي ناتج عن عدم احترام قواعد النظافة.