سايرت خطابات التشكيلات السياسية في اليوم الحادي عشر من الحملة الانتخابية التوجهات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، من خلال دعوة الناخبين إلى الاستجابة للمتطلبات التنموية، وتأكيد أهمية تعزيز الثقة بين المواطن والإدارة لضمان انخراطه في العمل السياسي، فضلا عن الدعوة لتبني حلول أكثر نجاعة لتخليص البلاد من الأزمة المترتبة عن تراجع أسعار النفط. في هذا السياق، تركز خطاب رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي من بشار على الارتقاء بالتنمية، بدعوته لوضع آلية تسهل استغلال الموارد المتاحة في مناطق الجنوب، مشددا على ضرورة منح صلاحيات أوسع للمنتخبين بالمجالس الشعبية البلدية والولائية، لجعل المنتخب صاحب سلطة حقيقية على المستوى المحلي، تمكنه من تحقيق تنمية أكبر واستجابة فعلية لتطلعات وانشغالات للمواطن. من جهته، أكد رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس بسعيدة، ضرورة التوجه نحو إصلاحات جذرية قوية، تشمل «تنويع الاقتصاد الوطني والخروج من الاقتصاد الريعي الذي يعتمد على البترول». وإذ أكد دعمه لمسعى الحكومة، في مواجهة الوضع المالي الصعب، شدّد بن يونس على ضرورة الاعتماد على النفس والتوجه إلى العمل في قطاعي الفلاحة والبناء والأشغال العمومية اللذين يسجلان عجزا كبيرا في اليد العاملة. رئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام لم يخالف منافسيه، فيما يتعلق بالدعوة لتبني حلول أكثر نجاعة واستدامة في المجال الاقتصادي لتخليص البلاد من الأزمة المترتبة عن تراجع أسعار النفط، إلا أنه لم يشاطر بن يونس في تأييد الإجراءات الأخيرة للحكومة «لما لها من انعكاسات وخيمة، حسبه على القدرة الشرائية للمواطن البسيط». أما الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس فقد اختار التركيز على مفهوم العمل الجواري مع دعوة ناخبيه للتقرب أكثر من المواطنين والإصغاء إلى انشغالاتهم وتطلعاتهم، مشددا بالبويرة على «تجنب تقديم الوعود غير القابلة للتجسيد». جبهة القوى الاشتراكية خصت من جهتها مجال التنمية باهتمام كبير في خطابها الانتخابي، حيث أكد أمينها الوطني الأول محمد الحاج جيلاني من قسنطينة، أن «الأفافاس» ظل يناضل من أجل إشراك المواطنين والشباب والنساء على الخصوص في تسيير شؤون جماعاتهم المحلية، للإسهام في تنمية أفضل. بدوره، أكد ممثل الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء من قسنطينة على ضرورة أن يكمل المنتخب المحلي ويدعم مجهود الدولة في مجال التنمية، مبرزا أهمية التعاون والتنسيق بين المنتخب المحلي والمسير الإداري.