لا يزال مصير انطلاق أشغال ترميم قصر الباي من طرف شركة «تورسالي» التركية، معلقا بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على توقيع الاتفاقية التي أبرمت في 13 أفريل من السنة الجارية، بحضور السفير التركي في الجزائر ووالي ولاية وهران السابق عبد الغاني زعلان، وهو الأمر الذي يهدد قصر الباي بالزوال بعد تسجيل عدة انهيارات جزئية كانت قد وقفت عليها جريدة «المساء» في تحقيق سابق. دعا مهتمون بالشأن الثقافي في ولاية وهران، السلطات المحلية إلى ضرورة الإسراع في إطلاق مشروع ترميم قصر الباي الذي لا يزال معلقا مند أشهر، بعد توقيع اتفاقية التعاون بين السلطات الجزائرية ونظيرتها التركية. هذه الأخيرة التزمت بتنفيذ المشروع بعد مبادرة من شركة «تورسالي» للحديد، التي تكفلت بكامل المشروع من خلال تخصيص ميزانية خاصة، تبرعت بها لإنجاز مشروع الترميم. وحسب المتتبعين، أصبحت وضعية قصر الباي كارثية أكثر من أي وقت مضى، بسبب الانهيارات التي طالت البناية القديمة، والتي مست جزءا كبيرا من الأسقف والجدران، إلى جانب الأقواس التي تضررت بالكامل وانهيارات عدة أجزاء منها، مع العلم أن موقع قصر الباي يتربع على مساحة قدرها 5.5 هكتارات. كما كشف مصدر مسؤول عن أن كل التحضيرات الخاصة بإطلاق مشروع الترميم أصبحت جاهزة، غير أن تأخر انطلاق أشغال تهيئة وتلبيس هيكل فندق شاطوناف الواقع بقلب قصر الباي، أخّر عملية الترميم التي تبقى مرهونة بإطلاق أشغال الهيكل الذي يتوسط القصر، والذي استفادت منه شركة «بيا» تركية المتخصصة في المجال، وهي نفس الشركة التي أشرفت على استكمال مشروع الجامع القطب عبد الحميد ابن باديس بوهران. أضاف المتحدث أنه لا يمكن الشروع في الترميم، دون إطلاق أشغال الهيكل، خاصة أن الدراسات التقنية أكدت على ضرورة إنجاز ممر علوي بجوار القصر لمرور الراجلين، بعد رفض وزارة الثقافة إنجاز أو بناء أي ممر بالإسمنت، بسبب تصنيف المعلم ضمن المحميات الوطنية من طرف الوزارة، إلى جانب وجود مدخل وحيد للقصر، الواقع بمدخل حي سيدي الهواري، وهو ما يحتم ضرورة إطلاق الأشغال، مع السماح بمرور الشاحنات الحاملة لمواد الترميم. كما قامت السلطات الولائية -ضمن التسهيلات الخاصة بإطلاق مشروع الترميم- بترحيل 33 عائلة كانت تقطن بجوار المدخل الرئيسي للمعلم الأثري. يشار إلى أنه وفي إطار نفس المشروع، تم تسليم موقع المركز الإقليمي السابق للجيش لصالح بلدية وهران، ستحوّله إلى مساحة خضراء ضمن توسعة وسط المدينة، وهو المدخل الوحيد باتجاه هيكل فندق شاطوناف، سيتم من خلاله إنجاز الممر العلوي الحديدي نحو الهيكل بعد انتهاء أشغاله ليحول إلى مقر جديد لصالح بلدية وهران. وفي هذا السياق، وافق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته لولاية وهران في وقت سابق، على منح الهيكل الإسمنتي لصالح البلدية، قصد تحويله إلى مقر لها، مع تخصيص غلاف مالي ضخم قدر وقتها ب100 مليار سنيتم. وهكذا انطلقت الدراسات سنة 2008، غير أن المشروع لم ير النور إلى غاية السنة الجارية، بعد إعادة دراسة تقنية، وقد حددت كلفة العملية ب200 مليار سنتيم، واستفادت من الصفقة شركة «بيا» تركية. ❊ رضوان.ق