أشاد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق قايد صالح، أمس، بالمكاسب الكبرى التي تم تحقيقها في مجال مكافحة الإرهاب بفضل الجهود المتفانية والمخلصة لأفراد الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية الأخرى، مبرزا جدارة الجزائر في أن تكون «واحة أمن وأمان». وحسب بيان لوزارة الدفاع الوطني فقد نوّه الفريق قايد صالح، خلال كلمته أثناء ترؤسه لاجتماع بمقر قيادة الناحية العسكرية الأولى، في إطار اليوم الثاني من زيارته الميدانية لهذه الناحية «بالمكاسب الكبرى التي تم تحقيقها في مجال مكافحة الإرهاب، أو ما بقي منه على وجه التحديد بفضل الله تعالى وقوته، ثم بفضل الجهود المتفانية والمخلصة التي درج على بذلها الجيش الوطني الشعبي رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى». وقد أشار إلى أن الجيش الوطني الشعبي وجد في التفاف الشعب حوله كل التدعيم والتثبيت»، أكد الفريق قايد صالح، أن هذا الالتفاف «يجعل الطريق مسدودا أمام الذين ضلّت بهم السبل، وظلموا أنفسهم وشعبهم وخرجوا عن طاعة الله وعن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف»، داعيا هؤلاء إلى المخرج الوحيد الذي بقي أمامهم والذي يكمن حسبه في «الرجوع إلى رشدهم والعودة إلى الصواب وإلى حضن مجتمعهم، من خلال الاستفادة من مزايا ميثاق السّلم والمصالحة الوطنية، الذي بادر به فخامة السيد رئيس الجمهورية وزكّاه الشعب الجزائري بالأغلبية المطلقة». في سياق متصل شدد نائب وزير الدفاع الوطني في الاجتماع الذي ضم قيادة وأركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية وأركانها وكذا قادة وحدات الناحية على أن «الجزائر، وما أدراك ما الجزائر، هي جديرة بأن تكون واحة أمن وأمان، يستظل في ظلالها كافة أبناءها في أجواء تكتنفها الأخوة ويسودها مبدأ واحد هو حب الوطن وتفضيل مصلحته العليا عن ما دونها». بيان وزار الدفاع الوطني ذكر بالمناسبة بأن الفريق قايد صالح، وبعد متابعته مساء أمس الأحد، في نقل مباشر من ميدان الرمي والمناورات، لتمرين بياني بالرمايات الحقيقية نفذته وحدة من وحدات الفرقة، هنّأ الأفراد المشاركين في التمرين وأسدى جملة من التوجيهات والتوصيات تتمحور أساسا حول ضرورة «مواصلة بذل الجهود من أجل تحقيق التطور المرغوب والجاهزية العملياتية المطلوبة وجودة الأداء العملياتي المتكيّف مع طبيعة المهام المسندة»، ليستمع بعدها إلى عرض شامل قدمه قائد الفرقة حول هذه الوحدة الكبرى ضمن قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي. وأشار نفس المصدر إلى أن الفريق خص اليوم الثاني من زيارته للناحية، لعقد اجتماع بمقر قيادة الناحية العسكرية الأولى رفقة اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية، حيث ألقى كلمة توجيهية أكد فيها على «أهمية هذا اللقاء الذي يعد بمثابة محطة تقييمية لاستعراض النتائج الميدانية المحققة، سواء في ميدان الجهد الإعدادي والتحضيري، المتعلق بما تم إنجازه ميدانيا في مجال ترقية المستوى القتالي للأفراد والوحدات، أو فيما يتعلق بمهمة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها. وأوضح في هذا الشأن أن «من أهم الأهداف الكبرى والمستقبلية المراد تحقيقها من خلال إنجاح هذا المسار التحضيري والتطويري لمختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي، إلى جانب جهد القضاء على بقايا الإرهاب، هو ربح رهان النوعية بكل مقاييسها وبكل ما تحمله هذه العبارة من معاني ودلالات». وأضاف أن هذا الرهان أصبح اليوم متطلبا لازما يستوجبه التماشي السليم مع مقتضيات الوتيرة المتسارعة والحثيثة، والعزيمة التي يتبعها الجيش الوطني الشعبي، بكل وعي وإدراك، «مسترشدا بتوجيهات ودعم فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني»، مؤكدا أن هذا المسار المشروع والطموح، «بات حتمية لا مناص منها في سبيل مضاهاة ومجاراة وتيرة التطور المتسارع الذي تعرفه الجيوش المتقدمة في عصرنا الحاضر». وبعد أن أوضح في سياق متصل أن قيادة الجيش الوطني الشعبي تسعى «من وراء هذا الحرص المخلص والمتفاني»، إلى مواصلة تعزيز قدرات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، وتأمين متطلبات الرفع من جاهزيته، بما يضمن تحسين وترقية الأداء العملياتي والقتالي لكافة تشكيلاته ومكوناته، توافقا مع مصلحة الجزائر وعزة شعبها»، أكد الفريق قايد صالح، بأن مصلحة الوطن وعزة الشعب الجزائري، «تقتضي بأن يعمل أبناؤها المخلصون على أن تبقى دوما وإلى الأبد، ثابتة الأقدام، راسخة القيم، حافظة لوحدتها، وصائنة لسيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها»، مبرزا أن كل هذا «يقتضي بالضرورة تحلّي قواتنا المسلّحة بكل موجبات الحرص، وبكل عوامل اليقظة، وبكل مستلزمات الحذر والفطنة والانتباه». واستمع نائب وزير الدفاع الوطني بعدها طبقا لما جاء في بيان وزارة الدفاع الوطني، إلى عرض قدمه رئيس أركان الناحية حول الوضع الأمني ومختلف المسائل الأمنية بإقليم الاختصاص، كما استمع إلى عروض قادة القطاعات العملياتية ورؤساء مختلف المصالح الأمنية، ليسدي بعدها توجيهات وتوصيات عامة ذات طابع عملياتي وأمني، مؤكدا على ضرورة مواصلة جهود مكافحة «ما تبقّى من الفئة الضالة التي لم يبق لها إلا العودة إلى جادة الصواب وإلى حضن المجتمع والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية».