خرج المشاركون في منافسات الطبعة الثالثة لرالي تحدي الصحاري الدولي (من 7 إلى 14 ديسمبر) الذي اختُتمت أول أمس الخميس مراحل سباقاته الثمانية، خرجوا بانطباع إيجابي فيما يخص تسيير الجانب التقني واللوجيستيكي الذي تحكم فيه المنظمون بشكل كبير، بمساهمة الشريك الفرنسي شركة راد (4x 4). وأجمع المشاركون الأجانب منهم والجزائريين على أن هذه الطبعة لم تعرف الكثير من الاحتجاجات على النتائج التقنية المعلنة وحتى أثناء المنافسات، التي تحكّم في تسييرها المنظمون تحت إشراف التقنيين الفرنسيين ميشال بيزو وآلان ورونالد، والتي اتسمت أيضا باحترام مواعيد انطلاق السباقات. ولاحظوا أن نقائص طفيفة ميزت مجال الاتصال والإعلام، لكنها لم تؤثر على مجريات الموعد الرياضي، علما أن القائمين على هذا الأمر بذلوا ما في وسعهم لإعطاء المعلومة الدقيقة في ما تعلق بالأمور التقنية والتنظيمية. الجزائر.. البلد الأصلي لراليات الصحاري الطويلة... في تقييمه للاستحقاق الرياضي الدولي قال رئيس الاتحادية الوطنية للرياضات الميكانيكية شهاب بلول، إن الطبعة الثالثة لرالي تحدي الصحاري الدولي وفت بكل وعودها، وكانت مسافة 2500 كلم التي قطعها المتسابقون في ثماني مراحل كافية لتقديم الوجه الآخر للجزائر وتلميع صورتها، مستطردا: «كانت هناك نقائص بكل تأكيد، ولا توجد أي دورة بدون سلبيات. يتعين علينا تصحيح الأخطاء في كل مرة، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال بلوغ مستوى تنظيم مثالي». وأشار إلى أن إقامة مثل هذه الراليات ليست مهمة الهيئة الفيدرالية لوحدها، بل تستدعي مساهمة كل القطاعات المعنية بذلك، باعتبار أن الأمر لا يتعلق بصورة الاتحادية بل بسمعة وصورة الجزائر على المستوى الدولي. وعن المشاركة الجزائرية أوضح القائم الأول على الاتحادية قائلا: «المنافسات أثبتت أن السائقين الجزائريين لديهم قدرات وفنيات عالية في القيادة، ويتحلون أيضا بالإرادة، لكن تنقصهم الإمكانيات التي يتوفر عليها نظراؤهم الأجانب». ومن جهته، قال مدير السباق ميشال بيزو: «المسالك الكثبانية في الجزائر رائعة وليس لها مثيل في العالم. ضيوف بلدكم كلهم يحلمون بالمشاركة مرة أخرى في نفس الرالي، وأغلب الفرنسيين اتفقوا على العودة في قادم الاستحقاقات الرياضية. الجانب التقني تحكّمنا فيه جيدا ولا يوجد أي مشكل». ويرى بيزو أن الجزائر هي البلد الأصلي لراليات الكثبان الطويلة، «والمسار الذي قطعه المشاركون قمت أنا شخصيا بتسطيره منذ ما يقارب السنة بالتعاون مع تقنيي الاتحادية الوطنية للرياضات الميكانيكية»، مؤكدا أن السائقين الجزائريين مهرة في القيادة وتنقصهم الوسائل المادية فقط. خسائر فادحة يتكبدها المشاركون الجزائريون... شهد رالي الصحاري الدولي بالإضافة إلى الجانب التنظيمي والتقني، تكبّد العديد من المشاركين الجزائريين خسائر فادحة في المركبات، ناهيك عن إصابة ثمانية سائقي دراجات نارية وكواد في حوادث مختلفة أثناء السباق في الكثبان والعروق الصعبة والمعقدة. وأول حادث مادي تكبده ممثلو الجزائر تمثل في انقلاب مركبة البطل الجزائري فضيل علاهم متصدر المراحل الثلاث الأولى، وخروجه من السباق بعدها، وهذا مايدل - مثلما أجمع الجميع - على حبهم لهذه الرياضة وتضحيتهم من أجلها بعدما صرفوا أموالا طائلة من أجل تعديل محركاتها وتجهيزها خصيصا لسباق الصحاري الدولي الذي جرى على مسافة 2500 كلم. واتفق المشاركون الجزائريون على ضرورة تدخل الرعاة من أجل المساهمة في ترقية هذا الرالي وإلا ستبقى الرياضات الميكانيكة على حالها. ويهدف الموعد الرياضي الذي استضافته الجزائر إلى منح الشباب فضاء احترافيا متنوعا، لإبراز مهاراتهم وذكائهم في السياقة وتجريب مركباتهم ودعم خبراتهم، إضافة إلى الاحتكاك بنظرائهم الأجانب الذين اكتشفوا روعة وجمال الصحراء في مسالك صعبة، لكنها مرفهة عن النفس، حسبما حرص على تأكيده مسؤولو الاتحادية الوطنية للرياضات الميكانيكية. يُذكر أن هذا الرالي عرف مشاركة 99 متسابقا منهم 45 أجنبيا يمثلون ستة بلدان، وهي الجزائر (البلد المنظم)، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا والبرتغال. ونشطت السباقات في ثماني مراحل، هي العريشة (تلمسان)، تيوت (النعامة- المرحلة 1)، تيوث - تاغيت (المرحلة الثانية)، تاغيت - تاغيت (حلقة /المرحلة الثالثة)، تاغيت- بني عباس (المرحلة الرابعة)، تاغيت- تاغيت (حلقة/ المرحلة الخامسة)، تاغيت- تاغيت (حلقة/ المرحلة السادسة)، تيوت/النعامة (السابعة) وتيوت - وهران (المرحلة الثامنة) لمسافة إجمالية تقدَّر ب 2500 كم. ❊ق. ر