اعتبر السكرتير الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية حاج محمد جيلاني امس ترسيم يناير عطلة مدفوعة الأجر، بمثابة «انتصار لمعركة حزبه دامت طويلا في انتظار تحقيق مزيد من الانتصارات الأخرى». وقال حاج جيلاني في تصريح صحافي على هامش إحياء جبهة القوى الاشتراكية للذكرى الثانية لوفاة مؤسسها حسين آيت احمد، بقاعة سينما «سيرا مايسترا» بالعاصمة أن ترسيم يوم ينار عطلة مدفوعة الأجر «جاء بفضل نضال وكفاح كافة المناضلين من جبهة القوى الاشتراكية والمجتمع المدني وكافة الأطياف التي كانت تدافع عن هذا المطلب»، معتبرا بأن «الأمور لا يجب أن تتوقف عند الترسيم لكون الامازيغية ثابتا من ثوابت الهوية الوطنية، مثلها مثل باقي الثوابت الوطنية الأخرى، يتعين منحها كافة الإمكانيات والوسائل لترقيتها». وإذ أشار إلى أن «نضال حزبه من أجل الامازيغية هو نضال من اجل الديمقراطية، قال المتحدث «نحن نطالب بان تدرس الأمازيغية في كل المدارس الجزائرية وليس فقط في مناطق معينة..ولا يجب أن يطلب من أبنائنا اختيارها حتى تكون مرافقة للغة العربية». وفي رده عن سؤال حول مشروع الإجماع الوطني، جدد المسؤول الحزبي موقف «الأفافس» المتمسك بهذا المشروع الذي اعتبره «السبيل الوحيد لإخراج البلاد من الأزمات المختلفة التي تشهدها»، موضحا بأن حزبه يعتبر بأن «الوقت حان من أجل إشراك الجميع من فاعلين سياسيين وحركة جمعوية ونقابيين وحتى المواطنين لوضع خارطة طريق لإخراج البلاد من وضعيتها المتأزمة». وذكر بأن الأفافاس الحامل لمبادرة الإجماع الوطني، «يؤمن بأولوية السياسة على الاقتصاد، قناعة منه بأن التوافق الاقتصادي والاجتماعي لا يمكن أن يتحقق دون حوار سياسي هدفه الاتفاق على طرق إرساء دولة القانون والديمقراطية في البلاد». كما أشار حاج جيلاني إلى أن حزبه «يركز عمله على المدى الطويل من خلال تعبئة وتجنيد المواطنين والفاعلين المستقلين في المجتمع المدني لشرح خطه السياسي واستقطاب أغلبية الشعب وإقناعها بهذا الخط الذي يستجيب حسبه، لتطلعات الجميع ويسمح بإرساء جمهورية ثانية تقوم على أساس الديمقراطية». وحول موقف الحزب من الثلاثية الأخيرة، وبعد أن استغرب إقصاء النقابات المستقلة من هذا اللقاء، داعيا إلى إشراكها في مثل هذه المواعيد، جدد الأمين الوطني الأول للأفافاس التذكير بان جبهة القوى الاشتراكية ليست ضد الاستثمار الخاص والمنتج والذي يمتص البطالة ويطور الاقتصاد الوطني ولكنها ضد خوصصة المؤسسات العمومية بطريقة ارتجالية. وبخصوص إحياء الذكرى الثانية لرحيل المجاهد والمناضل حسين آيت احمد تحت شعار «أفضل أن أكون رئيس بلدية منتخب ولا رئيس معين»، أكد المسؤول الأول عن «الأفافاس» تمسك هذا الأخير بالمبادئ والأفكار التي ناضل من اجلها الراحل «طيلة 70 سنة من حياة مليئة بالكفاح قبل الاستقلال وبعض الاستقلال من أجل الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وبناء دولة القانون وفق مبادئ اول نوفمبر1954». والتقت تدخلات المشاركين في هذا اللقاء من مناضلين ومنتخبين محليين للمجالس البلدية والولائية حول أهمية التمسك بنهج آيت احمد الذي يوصف ب«أب الديمقراطية» ومواصلة مسيرته النضالية المدافعة عن الإنسان وحقوقه المختلفة. واعتبر هؤلاء أن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، كانت أفضل رد على كل «من ادعى أن الأفافاس في طريق الاندثار، بعد أن استطاع الحزب العودة إلى معاقله في المجالس الولائية ببجاية وتيزي وزو وتحقيق نتائج مرضية في المجالس البلدية». للإشارة فقد تم بمناسبة اللقاء تسليم وسام «صدقة جارية» في طبعته الثانية للبروفيسور عبد الحميد أبركان الوزير الأسبق والرئيس السابق لبلدية الخروب عن حزب الافافاس. ص / محمديوة