أخذت ظاهرة إقالة واستقالة المدربين أبعادا لا يمكن السكوت عنها، حيث لا تكاد تخلو أي جولة من جولات البطولة الوطنية لكرة القدم بمختلف أقسامها من خبر إبعاد أو إجبار أحد التقنيين على رمي المنشفة تحت عناوين مختلفة باختلاف المبررات التي يسوقها المسيرون في هذا الشأن. لكن الأسئلة التي تبقى مطروحة ونكررها في كل مرة، هل فعلا أن المدربين هم داء الكرة الجزائرية؟ وهل يتحملون لوحدهم الإخفاقات المتواصلة سواء تعلق الأمر بالأندية أو مختلف المنتخبات الوطنية؟ وهل بإزاحتهم يعود القطار إلى السكة وتعود نغمة الانتصارات المفقودة والانجازات الكبيرة؟ صحيح أنه أحيانا تجد بعض الفرق ضالتها بتطليق مدرب والاستنجاد بآخر، حيث يتحرر لاعبوها بسيكولوجيا وتستعيد مؤقتا توازنها، لكنه ليس في كل الأحوال باعتبار أن المدرب عادة ما يذهب ضحية حسابات ضيقة وصراعات وتكتلات داخل النادي وفي محيطه أو يدفع ثمن ضغط مشجعين "شوفينيين"، وأحيانا يستعملونه درعا للحفاظ على مناصب المسؤولية ليكون في النهاية "كبش فداء"، في الوقت الذي كان من الأرجح والمنطق أن يعلن المسيرون فشلهم وينسحبوا بشرف في ظل بحثهم عن النتائج الآنية لا غير وافتقادهم لبرنامج واضح الأهداف. وأمام هذا الوضع المؤسف، حان التفكير بجدية لتقنين مهنة التدريب بما يضمن مصلحة كل الأطراف وقبل ذلك وضع مقاييس لمن يريد ولوج عالم تسيير فرقنا التي غزاها السماسرة و"البزنسية".