إرتفعت أسعار النفط أمس، مجددا، عقب الاجتماع التقني الذي جمع الأحد منتجي النفط بالعاصمة العمانية. وبعد تصريحات صدرت عن السعودية أفادت بأن التعاون بين منتجي النفط المتفقين على تقليص الإنتاج لتعزيز أسعار النفط،»لن يتوقف وسيستمر إلى ما بعد 2018» وهو ما وافقت عليه روسيا. وأكدت الجزائر رضاها عن «المستوى الممتاز للامتثال» الذي حققته الدول ال 24 الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة المصدرة للنفط (أوبك)، داعية إلى مواصلة وتكثيف المجهودات من أجل تحقيق الأهداف المنتظرة على المديين المتوسط والطويل. وكان مستوى إلتزام هذه الدول باتفاق خفض الانتاج قد بلغ مستوى قياسيا في ديسمبر الماضي قدر ب129 بالمائة، فيما لم يكن يتعدى 87 بالمائة في جانفي 2017. وفي تصريح للصحافة على هامش مشاركته في الاجتماع السابع للجنة الوزارية المشتركة للمنتجين الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك، لمتابعة اتفاق فيينا لخفض الانتاج بمسقط، قال ممثل الجزائر وزير الطاقة مصطفى قيطوني إن «الجهود المشتركة للدول مكنت من الإسهام بقوة في تحقيق الاستقرار والتوازن في أسواق النفط»، وأنه عليها أن تتواصل في هذا الاتجاه. وأشار الوزير إلى أن مخزونات النفط قد انخفضت «بشكل محسوس» متراجعة من 300 مليون برميل إلى 118 مليون برميل، وهو ما يعني أن السوق قد استجابت بشكل إيجابي للجهد الجماعي الذي ينم عن «فعالية الآليات التي تنفذها البلدان ال 24 الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة». وعبّر في السياق عن رضاه بشأن تقارب وجهات النظر والتنسيق الجيد الذي يميز العلاقات بين الدول المعنية بالاتفاق، مبرزا دور الجزائر في جعل الاتفاق الموقع بالجزائر ممكنا، والذي تمخض عنه نجاح المسار الحالي. وأعرب وزير الطاقة السعودي خالد الفالح من جانبه عن استعداد بلاده لمواصلة التعاون مع البلدان المنتجة، والتقيد باتفاق خفض الإنتاج «حتى بعد 2018»، مشيرا إلى أن آليات تفعيل التعاون لم تتحدد بعد، إلا أن البلدان التي انضمت إلى اتفاق خفض الإنتاج تجمع على ضرورة التعاون وتنسيق المواقف في السوق. وبلغت أسعار التعاقدات الآجلة لخام «برنت» العالمي أمس، حوالي 68.77 دولارا في بداية تعاملات الأسبوع، وبذلك تكون الأسعار قد ارتفعت بمقدار 16 سنتا أو 0.23 بالمائة عن إغلاقه السابق. ووصل سعر «برنت» في 15 جانفي الجاري إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2014، مسجلا مستوى عند 70.37 دولارا للبرميل. وتعمل (أوبك) منذ التوقيع على اتفاق خفض الانتاج، على التقييم الدوري للالتزام به، ويرتقب أن يعقد الاجتماع الثامن للجنة الوزارية المشتركة للمتابعة بالمملكة السعودية في أفريل المقبل. وحسب تقرير اللجنة الفنية لمراقبة إنتاج النفط، فإن نسبة الالتزام بخفض إنتاج النفط حقق في ديسمبر 2017 رقما قياسيا بلغ 129 بالمائة، فيما بلغ المتوسط الشهري لمدى الالتزام خلال العام الأول منذ إعلان الاتفاق، 107 بالمائة وقد زاد مستوى الالتزام بشكل شهري من 87 بالمائة في جانفي 2017 إلى المستوى الفائق الحالي. واعتبرت اللجنة أن الأداء القوي من الدول المشاركة في عام 2017 يعد بداية لعام آخر جديد من التعاون المثمر، الذي سيقود بلا شك إلى مزيد من النجاح خلال عام 2018. وأكد وزير النفط والغاز العماني محمد بن حمد الرمحي أن الدول المشاركة في الاجتماع قررت مواصلة تطبيق اتفاقية التعاون لخفض الإنتاج إلى نهاية العام الجاري، على أن تجتمع بنهاية العام لتقييم نتائج الاتفاقية والنظر في إمكانية تمديد الاتفاق إلى عام 2019 أو إيجاد آلية مناسبة إذا تطلب الأمر ذلك. وأشار إلى أن منظمة (أوبك) تشجع دائما الدول على الانضمام إلى اتفاق التعاون القائم بين 24 دولة، معلنا عن انضمام تركمانستان والكونغو الديموقراطية حديثا لهذا الاتفاق. يذكر أنه تم تأسيس اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة إنتاج النفط في ديسمبر 2016 بناء على القرار الصادر خلال الاجتماع ال171 لمنظمة (أوبك) في نهاية نوفمبر 2016 وإعلان التعاون الذي تعهدت فيه الدول المشاركة بتخفيض كمية الإنتاج من النفط بمليون و800 ألف برميل يوميا من دول منظمة (أوبك) ودول خارج المنظمة. وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أمس، في بغداد إن سوق النفط العالمية تستقر مع انخفاض مخزونات الخام. وأكد في تصريحات صحفية أن السوق تمضي في الاتجاه الصحيح، متوقعا أن تواصل مسار الاستقرار حتى نهاية العام. ورغم هذا التفاؤل لدى المنتجين، فإن بعض المتابعين لوضع السوق النفطية العالمية، متخوفون من تأثير انتعاش الأسعار على الانتاج الأمريكي من النفط الصخري، الذي يستفيد بشكل كبير من الارتفاع في الأسعار لرفع عدد منصات الحفر وزيادة الانتاج وبالتالي العرض. وتوقعت الحكومة الأمريكية أن يصل إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط الخام إلى 11 مليون برميل يوميًا خلال العام القادم، وهو رقم قياسي ويعني أن إنتاج أمريكا سيفوق مستوى إنتاج كل من روسيا والسعودية، مع العلم أن وتيرة الإنتاج وصلت إلى 9.3 مليون برميل يوميًا خلال العام الماضي.