شدد المشاركون في أشغال يوم دراسي حول مخاطر الأنترنت على الطفل والمراهق، الذي نظمه أمن ولاية سكيكدة بدار الثقافة "محمد سراج"، على الدور الكبير الذي تلعبه في المقام الأول الأسرة في سبيل تحصين الأبناء من مخاطر الأنترنت، عن طريق المرافقة والمراقبة والتوعية، إلى جانب المجتمع من خلال مختلف مؤسساته التربوية أو الثقافية أو المؤسسة المسجدية، بما فيها أصحاب مقاهي الأنترنت، مع التأكيد على ضرورة استعمال برامج التحصين والمراقبة الأبوية لمعرفة المواقع التي يرتادها الأبناء، قصد حمايتهم من الأخطار والمضار التي قد تلحقهم، جراء الاستعمال المفرط لها. قدم ملازم أول للشرطة محمد الأمين غرايزية، رئيس فرقة مكافحة الجريمة المعلوماتية، معلومات مستفيضة عن الجريمة المعلوماتية ومجالاتها، وكذا الطرق المستعملة في القرصنة والوقاية منها، فبعد أن تحدّث عن مخاطر الأنترنت على الأطفال، أعطى إرشادات مهمة للأولياء لمراقبة أبنائهم وتحصينهم. أمّا الأستاذ الدكتور جمال بن زروق، من جامعة 20 أوت 55، فقد تطرّق خلال مداخلته إلى كيفية معالجة وسائل الإعلام لظاهرة إدمان الأطفال والمراهقين على تطبيقات الأنترنت، وإذا كان المتدخل قد أشار إلى وجود جوانب إيجابية فيما يخص الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام عند معالجتها للظاهرة، من خلال ما تقدّمه من نصائح وإرشادات وتحسيس وتوعية، فإنّه في المقابل تحدّث أيضا عن الجانب السلبي في المعالجة الإعلامية، الذي يتميز أحيانا كما قال بالتهويل، وأحيانا أخرى بربط كل الجرائم والأحداث ك«الحوت الأزرق" منها بتطبيقات الأنترنت، مُؤكدا أن الإعلام يلعب أحيانا دورا سلبيا في مجال التهويل لقضايا كان بالإمكان معالجتها من زاوية إما اجتماعية أو نفسية، عن طريق الأسرة أو بعض الشركاء الآخرين. من جهتها، قدمت ملازم أوّل للشرطة سهام مغربي، رئيسة مكتب التكوين بأمن الولاية، عرضا عن أبعاد "الحوت الأزرق" من الجانب السينمائي والإعلامي والأخلاقي والنفسي، حيث بينت للحضور أهم الأساليب التي استعملها صاحب اللعبة لجلب ضحاياه من الأطفال، متطرقة لمدى تأثير اللعبة على منطقة لاوعي الطفل، معتبرة أن اللعبة خطيرة جدا، وصاحبها استعمل فيها وسائل تكنولوجية جد متطورة، وهي تقنيات نفسية حديثة تؤثر على عقلية الأطفال والمراهقين. مشدّدة على دور الأسرة في مراقبة الأبناء واختيارهم للألعاب التي قد تعود بالخطر عليهم. فيما يخص الدكتورة حكيمة وشنان، أستاذة محاضرة في علم الاجتماع التربوي بجامعة 20 أوت 55 في سكيكدة، فقد حاولت من خلال مداخلتها، إبراز بصفة عامة دور الأسرة كمؤسسة توصف تاريخيا، لاسيما من الناحية السوسيولوجية، بأنها مؤسسة الصمود، ومن ثمة فهي المفتاح الأول لوقاية الأطفال والأبناء من مخاطر الأنترنت، بناء على مجموعة من القواعد تتّبعها مع الأطفال عند استخدامهم لها، بما يساعدها على تحقيق دورها وتحمل مسؤولياتها في حماية الأسرة. ترى الأستاذة بأنّ هذه القوانين اليوم تغيّرت تبعا للتغيرات الاجتماعية الحديثة التي مر ويمر بها المجتمع عامة، لاسيما في أدوارها ووظائفها على اعتبار وجود مؤسسات أخرى أضحت تشاطرها في مهمّة التربية، كدور الحضانة والمؤسسات التربوية، إضافة كما قالت إلى عامل خروج المرأة للعمل واستقلاليتها المادية الذي انعكس حسبها بصورة مباشرة في إثبات الذات اجتماعيا، مؤكدة على ضرورة تضافر جهود كل من مؤسسات الأسرة والمؤسسات المجتمعية؛ كالمدرسة، والمؤسسات الأمنية، إلى جانب مقاهي الأنترنت من أجل مواجهة خطر الأنترنت على الأطفال والمراهقين. للإشارة، تم تنظيم على مستوى بهو دار الثقافة، معرض لرسوم الأطفال حول الموضوع، ليتم في الأخير توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة الرسم المنظمة من قبل مديرية أمن الولاية. للعلم، فإنّ هذه الندوة ساهم فيها كل من جامعة 20 أوت 55، مديرية التربية، مديرية الخدمات الجامعية، قصر الثقافة والفنون، المجلس الشعبي البلدي، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية والمتحف الجهوي للمجاهد. ❊بوجمعة ذيب