في العالم الواقعي والافتراضي ضرورة وضع آليات للتصدي لظاهرة العنف ضد الأطفال نظمت مصالح أمن ولاية الجزائر مؤخرا لقاء تحسيسيا حول آليات التصدي للعنف ضد الأطفال بمشاركة مختصين في المجال الأمني والنفسي والتربوي وجمعيات أولياء التلاميذ لمناقشة مختلف أسباب ونتائج الظاهرة و إبراز الإجراءات القانونية الجديدة لحماية الطفولة من شتى أنواع الاعتداءات. خ.نسيمة/ق.م بالمناسبة أوضحت رئيسة خلية الإصغاء على مستوى أمن مقاطعة الدار البيضاء ملازم أول للشرطة سعودي سلمى في مداخلة بالمركز الثقافي علي معاشي ببلدية برج البحري أن الهدف الأساسي من تنظيم هذا اللقاء التحسيسي في إطار الشراكة بين المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة التربية الوطنية لفائدة أولياء التلاميذ و الأساتذة هو التصدي لظاهرة العنف ضد الأطفال من خلال تقديم توضيحات دقيقة بخصوص الآليات الجديدة المستحدثة لحماية حقوق الطفل في إطار القانون الجديد لجويلية 2015 وأفادت أن المديرية العامة للأمن الوطني تمتلك تجربة رائدة في مجال حماية الطفل وذلك منذ إنشائها عام 1982 لمكتب خاص بحماية الطفولة وكذا استحداث فرق خاصة منذ عام 2017 على مستوى مصالح الشرطة القضائية وكذا تخصيص الرقم 104 الخاص بالتبليغ فضلا على استحداث مخطط إنذار يتم تفعيله مباشرة بعد التبليغ عن حالة اختطاف أو اختفاء الطفل دون انتظار مرور 48 ساعة مثلما كان معمولا به سابقا. وأضافت أن المديرية العامة للأمن الوطني قامت بتخصيص قاعات للتسجيل السمعي البصري وذلك لفائدة الأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية بمقر فرقة حماية الاشخاص الهشة على مستوى المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية بباب الزوار التي تتشكل من ثلاث فصائل تهتم بقضايا الأطفال ضحايا مختلف الاعتداءات وبمكافحة جنوح الأحداث بمعالجة جميع قضايا الأطفال مرتكبي مختلف الجرائم الى جانب مكافحة العنف ضد المرأة. العمل التحسيسي له بعد وقائي وفي ذات الصدد أكدت أن العمل التحسيسي ذو بعد وقائي ضروري للحد من تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال وتقديم النصائح للأولياء والأساتذة في كيفية التعامل مع التلاميذ بوسائل وآليات تتماشى وتسارع الوسائط التكنولوجية التي يقبل عليها هؤلاء الأطفال للحد من آثار العنف الذي يؤدي إلى نتائج وخيمة تؤثر على الاستقرار الاجتماعي . وفي ذات الشأن أكد المشاركون أن إشراك كل الفاعلين المعنيين (الأسرة والمؤسسات التربوية والمصالح الأمنية والقضاء ووسائل الإعلام والمجتمع المدني) يكتسي أهمية بالغة بغية المساهمة في حماية الأحداث وتجنب كل الأخطار التي تهدد سلامتهم سواء النفسية أو الجسمانية. وشدد متدخلون من أساتذة ومختصين نفسانيين وأولياء على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية سواء داخل الأسرة أو المدرسة ونتائجه السلبية وهي سلوكات عنيفة تولد العنف وتوسع من دائرة ممارسته . من جهة أخرى شهدت العديد من الحواجز الأمنية شرق العاصمة اول امس حملة تحسيسية للسلامة المرورية تم خلالها توزيع مطويات لفائدة مستعملي الطريق حسبما ما لوحظ للحد من ظاهرة الحوادث المرورية التي ترتفع خلال فصل الشتاء. وأفاد الملازم أول مهدي العيشاوي إطار بخلية الإعلام بأمن ولاية الجزائر أن الحملة التحسيسية لفائدة مستعملي الطريق هدفها غرس قواعد السلامة المرورية واحترام قانون المرور لتفادي وقوع الحوادث المرورية وتقديم نصائح لمستعملي الطريق للسياقة بحذر خاصة في الظروف المناخية التي تعرف تهاطل الأمطار التي عادة ما تخلف إنزلاق السيارات. ضرورة وضع تطبيقات تحجب الألعاب الخطيرة أكد مشاركون في لقاء إعلامي تحسيسي حول مخاطر الألعاب الإلكترونية المنظم مؤخرا بسيدي بلعباس على أهمية دور الأسرة في تحصين الأطفال من مخاطر الاستغلال السيئ للإنترنت في مختلف التطبيقات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. وأبرز المتدخلون من أساتذة جامعيين وخبراء في المجال الإلكتروني وممثلين عن وزارة التربية الوطنية وأولياء تلاميذ أن مراقبة الأطفال لدى استعمالهم للإنترنت مهمة الأسرة كون الأطفال الذين يستعملون الإنترنت دون رقابة أو توجيه يكونون عرضة لمخاطر التطبيقات التي تؤثر سلبا عليهم وتجعلهم يدمنون على استعمال الإنترنت ويهملون دراستهم. وأكد في هذا السياق الأستاذ مكي بوعلام مفتش التربية الوطنية للتوجيه المدرسي لدى الوزارة الوصية في مداخلة بعنوان الإنترنت نعمة ونقمة على ضرورة الوقاية من مخاطر الاستغلال السيئ للإنترنت بصفة عامة وتطبيقات الألعاب التي تؤدي إلى هلاك الأطفال بصفة خاصة مشيرا إلى أن هناك ألعاب مفيدة وأخرى تشكل خطرا على الطفل ما يستدعي تفعيل دور الأسرة والأولياء للحد من مخاطرها . وشدد في ذات الإطار على أهمية عقد لقاءات تحسيسية مع الشريك الأساسي على غرار جمعيات أولياء التلاميذ من أجل تعزيز التكفل بالتلاميذ داخل المؤسسة التربوية والمحيط الأسري على حد السواء وتحصينهم من مخاطر آفة التطبيقات الإلكترونية الخطيرة. ومن جانبه صرح بن شيحة يحيى رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ بسيدي بلعباس أهمية التقرب أكثر من التلاميذ لتحسيسهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية من خلال تنظيم لقاءات تحسيسية بحضور التلاميذ وأوليائهم. وذكر ذات المتحدث بخطورة لعبة الحوت الأزرق التي راح ضحيتها العديد من الأطفال على المستوى الوطني داعيا إلى ضرورة وضع تطبيقات تحجب مثل هذه الألعاب التي تهدد الأطفال ومتابعة الأولياء لأطفالهم في وقت الفراغ وحثهم على الاستفادة من الإنترنت في مراجعة دروسهم وإنجاز بحوثهم بعيدا عن الألعاب الإلكترونية التي تلهيهم عن الدراسة وتضيع لهم أوقات المراجعة. للإشارة عرف هذا اللقاء المنظم بثانوية النجاح بمبادرة لفيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ مشاركة مختصين وأكاديميين وممثلين عن مديريتي الأمن الولائي والشؤون الدينية والأوقاف ومراكز التوجيه والإشراف المدرسي.