يقصد الناس المختصين في الحجامة لعلاج الكثير من الأمراض، خاصة خلال فترتي الربيع والخريف، لما لهذين الفصلين من خاصية التناسق وقابلية الجسم للتطبيب السريع، ولأن للحجامة فوائد ومنافع كونها من الطب النبوي، إلا أن ما يغفل عنه الكثيرون هو عدم احترام التدابير المحيطة بها بالذهاب إلى أخصائيين، خاصة أن العلاج بها يتم بسحب الدم، ويستوجب الأمر تعقيم الأدوات المستعملة ونظافة أيادي المعالج لتفادي الإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق الدم. لمعرفة المسموح والممنوع في العلاج بالحجامة، تحدتث "المساء" مع الدكتورة والأخصائية "ب.مليكة" التي استهلت حديثها بالقول، إن التداوي بالحجامة ليس بالأمر الهين، كما يعتقد الكثير، حيث يتطلب أخصائيين ذوي كفاءات ومؤهلات وشهادات تبيّن تكوينهم في هذا المجال، مؤكدة أنها قامت بعدة دورات تكوينية تناولت فيها الجانب النظري والتطبيقي في معالجة الأفراد بالحجامة وعن طريق الحجامة. في تعريف طريقة العلاج بها، قالت الدكتورة بأنها عملية شفط لبعض المواد الضارة والسامة من الجسم بواسطة كؤوس خاصة، يتم وضعها على مكان محدد مثل الرأس، الرقبة، الكتف، الظهر والقدمين، ليخرج الدم الفاسد ويتجمع داخل الكؤوس. وفيما يخص فوائدها، قالت الأخصائية بأنها تساهم في معالجة عشرات الأمراض الجسدية، كآلام الروماتيزم المختلفة، بالإضافة إلى علاج ارتفاع ضغط الدم، داء السكري، الغدة الدرقية والسعال والحمى وكذا الأمراض النفسية، كالقلق والتوتر والاكتئاب. أكدت الأخصائية على ضرورة تعقيم الوسائل المستعملة في العملية، واستخدام القفازات الطبية، ونبّهت إلى حتمية امتلاك كل فرد لأغراض خاصة به في هذه العملية تفاديا لأية عدوى، مع مراعاة النظافة العامة للمكان. أما الفترة المناسبة لإجراء الحجامة، فأشارت إلى أنها تكون خلال أيام 21.19.17 من كل شهر من الأشهر القمرية، وهي الفترة التي يكتمل فيها القمر ويفضّل أن تجرى صباحا. مشيرة في نفس السياق، إلى أنه من المستحب أن يكون المحتجم صائما وتمر ساعتين أو أكثر على آخر وجبة تناولها. وأضافت أنه أثناء الجلسة، عليه أن يتوجه إلى الله بالدعاء وطلب الشفاء منه مع قراءة سور من القرآن الكريم. أضافت المتحدثة قائلة "من المستحب أيضا أن يستحم بالماء الدافئ بعد الجلسة، ويضع زيت الزيتون على المناطق المحتجمة. كما عليه تفادي تناول الحليب ومشتقاته والاكتفاء بتناول الخضر والفواكه فقط في ذلك اليوم، وعليه بالراحة التامة بعدها وعدم بذل مجهودات". في الختام، نبهت الأخصائية إلى أنه يجب أن لا يقوم بالحجامة إلا من يتقنها، بسبب ما قد يترتب عنها من أضرار تؤثر على المرضى. ❊خديجة بوبكر