وجه الشعب الصحراوي في ذكرى إحيائه أمس، الذكرى ال45 لتأسيس جبهة البوليزاريو، رسالة لكل العالم، أكد من خلالها أأنه «لا شيء سيمنعه من تحقيق هدفه في الاستقلال والحرية وفق ما نص عليه ميثاق الأممالمتحدة وقرارات الاتحاد الإفريقي. وأكد حمة سلامة، مسؤول أمانة التنظيم السياسي بجبهة البوليزاريو في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، باسم الشعب الصحراوي على «قوة وتصميم الصحراويين على تحقيق الاستقلال واسترجاع سيادتهم، خاصة بعد أن أصبحت جبهة البوليزاريو «أكثر قوة وتماسكا وثقة وإصرارا على بلوغ أهدافها، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي. واعتبر المسؤول الصحراوي بمناسبة هذه الاحتفالية التي حضرها الرئيس إبراهيم غالي ووفد أجنبي هام، أن 45 سنة من الوجود أكسب جبهة البوليزاريو، تجربة كبيرة في سياق مواصلة الكفاح الشرعي لاستعادة السيادة سواء في ميدان العمل العسكري وأساليبه التي مكنت «الجيش الصحراوي من تحقيق انتصارات كاسحة»، أو في مجال البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية والحضور والتمثيل الدبلوماسي في كل قارات العالم. وقال إن كل ذلك راجع إلى اعتماد الجبهة على «إستراتيجية حكيمة جعلت تكوين الفرد الصحراوي هدفها الأسمي من خلال تركيزها على قطاعات التعليم والصحة والإدارة، ضمن هدف مسطر لتكوين إطارات سياسية وطنية قادرة على توحيد الهدف المشترك للشعب الصحراوي في التخلص من الاستعمار والقضاء عليه بصفة نهائية كخطوة حاسمة لإقامة الدولة الصحراوية المستقلة على أرض الصحراء الغربية. وشكر حمة سلامة، في ختام كلمته كل الأشقاء والأصدقاء الذين ساندوا ولا زالوا يساندون كفاح بلاده من أجل الحرية والاستقلال، وخص في مقدمتهم الجزائر التي قال إنها «لم تتوان منذ اندلاع الكفاح التحرري الصحراوي ضد الوجود الاستعماري الإسباني، وفق ميثاق وقرارات الأممالمتحدة. كما وجه شكره لإفريقيا التي قال إنها احتضنت قضية الصحراء الغربية كآخر قضية تصفية استعمار في القارة وإلى كل حركات التضامن في إسبانيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والعالم. يذكر أن الاحتفالات المخلدة لميلاد جبهة البوليزاريو، شهدت مشاركة وفد جزائري هام قاده والي ولاية تندوف ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني عن جبهة التحرير الوطني، محمد مساوجة ورئيسة لجنة الصداقة البرلمانية مع الشعب الصحراوي سعيدة بوناب، إضافة إلى رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي الذين جددوا مواقف التأييد للقضية الصحراوية. وتميزت هذه الاحتفالات بتقديم استعراضات عسكرية لوحدات قتالية للتأمين والاحتياط شاركت فيه نساء صحراويات، إضافة إلى لوحات فنية مختلفة للكشافة الصحراوية وأخرى قدمها أطفال المدارس تضمنت رسائل عكست تمسكهم بحقهم في استعادة أرضهم حتى ولو كان ذلك بقوة السلاح. الرئيس غالي ينوه بالموقف الجزائري الداعم والثابت للشعب الصحراوي أكد الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي أمس، أن موقف الجزائر الداعم لكفاح الشعب الصحراوي بقي شامخا وصامدا، رغم الصعوبات التي مرت بها والمؤامرات والمضايقات التي تعرضت لها من كل جانب. وقال غالي إن «الجزائر مع الشعب الصحراوي وحقه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير ومع الشرعية الدولية وحق الجار». كما تقدم بجزيل الشكر لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة على «نبل الموقف وكرم الضيافة الذي وفرته الجزائر للاجئين الصحراويين». ولم يتردد الأمين العام لجبهة البوليزاريو في التأكيد بأن انتصار قضية بلاده أصبح وشيكا وأنه أضحى «مسألة وقت» فقط، كيف لا وهي التي اتخذت من الثورة الجزائرية ومقاومة الاستعمار قدوة لها. وقال «أنتم قدوتنا في هذا المسار». قبل أن يضيف أن «الآخر يرانا مجتمعين ومتحالفين، وتحالفنا أبدي مبني على المبادئ والمصير المشترك وسنظل كذلك حتى تكتمل سيادة الدولة الصحراوية على كامل أرضها.