تخوض المؤلفة المسرحية كنزة مباركي تجربة ثانية في مجال الكتابة لمسرح الطفل من خلال عمل "لايكا مون" لحساب مسرح أم البواقي الجهوي، الذي ينتظر أن يقدم عرضه الأول يوم 16 جوان الجاري، المصادف لليوم العالمي للطفل الإفريقي، وتكفل عبد الحميد بوحايك بإخراجه إلى الخشبة. قالت كنزة مباركي إن المسرحية تدور أحداثها حول قصة الكلبة "لايكا" أول كائن حي أرسل إلى الفضاء على متن القمر الصناعي سبوتنيك 2. إذ تعود "لايكا" إلى الأرض بعدما سقطت من السماء وبالتحديد من القمر، حيث تفترض المسرحية أنها كانت تعيش طيلة الفترة التي اعتقد مُطْلِقوها إلى الفضاء والناس بأنها ماتت. تقع لايكا بين يدي التوأم (ريان وأمير) اللذين يعيشان معها مغامرة التخطيط لتحرير حيوانات المختبرات والتجارب الطبية والعسكرية. مع تفاصيل وأحداث وشخصيات مختلفة من الأرض، القمر والفضاء. ويشير النص إلى موضوع علمي ينقل إلى الأطفال بشيء من الخيال، ويبث مجموعة من القيم أبرزها توجيه الطفل لاتخاذ قرارات إيجابية في حياته، الاعتراف بحق كل كائن حي في الحياة، والتفكير في إيجاد حلول لمختلف المشاكل التي تواجهه وتواجه الآخرين في محيطه. أفادت مباركي أن النص هو ثمرة اشتغال دام أربع سنوات، كتبته بين فترات، وقالت "وأنا أكتب هذا النص حاولت معرفة ماذا تعني لايكا لأطفال اليوم، وجدتهم لا يعرفون من تكون، حتى الفتيان وشباب جامعيون منهم من قال لي إنه لم يسمع يوما بلايكا". ووجدت أن المسرح الذي يصنع الفرجة والمتعة ويقدم المعلومات والقيم والجماليات اختزل في الجزائر وحتى في الوطن العربي في (التنشيط والتهريج) فحسب، والمشكلة أن هذا الموضوع حين يثار يناقشه مختصون وغير مختصين أيضا لكن بشكل لا يبتعد عن عرض أفكار ونظريات، فيما تتجه الجهود الفعلية للتغيير والمعالجة وتطبيق الحلول المقترحة بعد انقضاء حلقات النقاش ومجامع المناقشين إلى ثلاجة الجمود على حسب تعبير مباركي. واستقر النص بمسرح أم البواقي بعد أن وضعته في عدة مسارح، إذ اختارته اللجنة الفنية لإنتاجه، ويضم فريق العمل مجموعة من الممثلين الشباب، سلمى وطارن سامية بوناب، جمال بن حسين، عبد العالي فرحات، مصباح خنفوف، خطاب قاسمي، عماد يحي، عبد الحق محمد الشريف، رامي معمري، وتكفل سليم رحماني بالتأليف الموسيقي، وأعد السينوغرافيا رزيق بن نصيب. تجدر الإشارة أن "لايكا مون" هو ثاني عمل ينتج لكنزة مباركي في مجال مسرح الطفل وثالث عمل في المسرح عموما إذ أنتج لها مسرح قسنطينة مسرحية "جحا ديجيتال" في مارس 2017، وهو النص المتوج بجائزة الهيئة العربية للمسرح في دورتها التاسعة. كما أنتج لها مسرح عنابة مونودرام "امرأة بظل مكسور" في سبتمبر 2017، وهو نص متوج بجائزة الدكتورة هيفاء السنعوسي لنصوص المونودراما بالكويت لسنة 2015. ❊ دليلة مالك