تنظم جامعة "صالح بوبنيدر" بقسنطينة، يومي الخامس والسادس من نوفمبر المقبل، ملتقى دوليا حول "وثائقية الأفلام الثورية في السينما المغاربية". جاء في إشكالية الملتقى أن الأفلام الوثائقية كانت من أهم الوسائط الإعلامية التي روجت لشرعية الوجود الاستعماري الفرنسي بالمغرب العربي، لما للسينما عموما والأفلام الوثائقية خصوصا من قدرة على اختراق العقول والثقافات، بل إن كل الدول المتحكمة في الصناعة السينمائية كرست هذه الأخيرة لحملتها الشرسة في الهيمنة وتشويه الآخر في هويته وثقافته. أضاف البيان أن المستعمر الفرنسي حاول من خلال السياسة السينمائية طمس كل ما له صلة بالدين واللغة والعادات والتقاليد عبر أفلام وثائقية مسمومة، هي في الغالب ذات طابع دعائي يتماشى مع أنماط الوهم الغربي في سلوكاته وعجرفته، وأمام هذه المحاولات لتبرير الاستعمار وطمس الشخصية الوطنية، نشأت سينما المغرب العربي ومعها الأفلام الوثائقية، وهبت لبلورة النموذج الحضاري المشترك لكتلة واحدة موحدة، ولتكون البديل الشرعي المقاوم والمناهض للصورة الاستعمارية المفبركة، فأنتجت أفلاما في الجزائروتونس والمغرب، لفضح السلوك المشين والمتوحش للمستعمر مع أبناء المغرب العربي، بل حاولت كل الأفلام الثورية الوثائقية تقديم أدلة قاطعة على همجية الفرنسي المحتل على مستوى تفكيره أو تعامله المادي المباشر كالتجويع والترويع. بالنظر إلى ذلك، جاء هذا الملتقى ليتدبر ويستجلي الأسئلة المتولدة عن واقع السينما في المغرب العربي، من خلال الأفلام الوثائقية التي رصدت واقع حال الاضطهاد أثناء الفترة الاستعمارية، وهي أسئلة يمكن تحديدها على النحو التالي؛ "هل استطاعت الأفلام الوثائقية في السينما المغاربية أن تؤثر على الرأي العالم العربي منه والعالمي بفضل سينماها الوثائقية المضادة للسينما الكولونيالية؟"، "هل عالجت تلك الأفلام المواضيع بطريقة موضوعية وفنية؟"، "هل مكان الفيلم الوثائقي المغاربي مجرد وثيقة بصرية مؤرشفة فقط تجاوز ذلك إلى مستويات أخرى؟" و"إلى أي مدى استطاع الفيلم الوثائقي الثوري أن يطور من أدائه الفني والجمالي ليكون في مصاف الأفلام الوثائقية العالمية؟" و"ما مدى التأثير الذي مارسه شحن هذه الأفلام الوثائقية بالمواقف السياسية على الجوانب الفكرية والجمالية"؟. أما عن محاور الملتقى، فهي "الأفلام الثورية في السينما المغاربية"، "الفيلم الوثائقي بين صورة الواقع وفلسفة الخيال"، "الهوية الثقافية عبر الأفلام الوثائقية"، "الأفلام الثورية بين الوثائقية والتوثيق"، "الوثائقية في الأفلام الروائية الطويلة" و«الوظيفة الإعلامية في الأفلام الوثائقية". بينما تم تحديد أهداف الملتقى على النحو التالي؛ "التعريف بالفيلم الوثائقي بوصفه النوع الأول في السينما العالمية"، "تطوير السينما الجزائرية من خلال خبرات أجنبية خاصة في ميدان الإخراج السينمائي الوثائقي"، "محاولة تقريب فن السينما لطلبة الكمية من أجل معرفة هذا الحقل الجديد في التكوين الأكاديمي"، "الاحتكاك بالفنانين والمبدعين في قطاع السمعي البصري"، "تكوين الطلبة في مجال الأفلام الوثائقية القصيرة"، "التمهيد لفتح تخصص في ميدان السينما" و«إنشاء ورشات على هامش الملتقى من شأنها تكوين الطلبة والأساتذة"، تقام على هامش الملتقى ورشات تكوينية في الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو، يقوم بتأطيرها أساتذة دكاترة من تونس والمغرب. ❊لطيفة داريب