خصصت ولاية قسنطينة خمسة ملايير سنتيم من ميزانية الولاية، لإعادة الاعتبار لعدد من المقابر المنتشرة عبر كامل تراب الولاية، نظرا لوضعيتها المزرية بسبب انعدام الحراسة وغياب التسييج عن بعضها الآخر. انتقد تقرير لجنة التعمير وتهيئة الإقليم بالمجلس الشعبي الولائي، حالة الإهمال والتسيب التي تعيشها عشرات المقابر المنتشرة عبر كامل تراب الولاية، والتي تضم أزيد من 150 مقبرة تتربع على مساحة 257.5 هكتارا، منها 36 مقبرة ببلدية قسنطينة لوحدها. أكد التقرير الذي قدم لدراسة وضعية حالة المقابر خلال أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي، نهاية الأسبوع الفارط، أن جل المقابر تعرف انعداما كليا أو سقوط أجزاء الأسوار المحيطة بها، خاصة على مستوى مقابر بلدية قسنطينة، الخروب، زيغود يوسف وعين اعبيد، زيادة على انتشار الأعشاب الضارة، مع الانعدام الكلي للمرافق اللازمة، كالمخازن والمراحيض التي إن وجدت فهي في حالة كارثية. كما أن التوسع العشوائي للقبور باتجاه الطرق الرئيسية مشكل آخر تعيشه المقابر، نظرا لانعدام الأسوار المحيطة بها. كما تأخذ بعض المقابر مساحات كبيرة، مثلما هو حال مقبرة مسعود بوجريو وعين اعبيد. تطرقت اللجنة للمقابر العشوائية المنتشرة عبر العديد من البلديات، حيث تبين وجود 21 مقبرة عشوائية ببلدية قسنطينة لوحدها، تعود ملكيتها للخواص وتتوزع غالبيتها عبر مناطق الجباس وجبل الوحش وكذا شعبة الرصاص، وغيرها من المواقع الأخرى. خلال عرض التقرير، طالب المنتخبون بضرورة إنشاء مقابر جديدة وتوسيع أخرى، لأن العديد من المقابر تعرف تشبعا كبيرا، خاصة على مستوى بلدية قسنطينة، الخروب، زيغود يوسف وحامة بوزيان، حيث أكدت رئيسة لجنة التعمير وتهيئة الإقليم بالمجلس الولائي، أن معدل الوفيات خلال ال10 سنوات الفارطة، بلغ ببلدية الخروب 32548 وفاة، مما يستدعي ضرورة إنشاء مقابر جديدة على مساحة 14.58 هكتارا. لقد اقترح المنتخبون وأعضاء اللجنة مشروعا لإنشاء مقبرة نموذجية بمواصفات حديثة، حيث ذكرت رئيسة اللجنة بأنهم وخلال زيارتهم لبلدية زيغود يوسف، وجدوا محضر معاينة لاختيار قطعة أرضية من أجل إنشاء هذه الأخيرة، مما جعلها تقدما عرضا مفصلا عن هذه المقبرة من خلال طريقة إنجازها وكيفية تسييرها، وهو الأمر الذي أثار إعجاب المسؤولين، وعلى رأسهم الوالي الذي أثنى على العرض وقال بأنه سيدرسه، حيث طالب من رئيسة اللجنة تقديم دراسة دقيقة عنه لتطبيقه في المستقبل. طالب المنتخبون في توصياتهم، بضرورة الاعتماد على خطط مدروسة في بناء مقابر جديدة مستقبلا، لتفادي ما تعرفه القديمة منها من فوضى، حيث دعوا إلى اختيار الأرضيات مسبقا في مخطط التوجيه للتهيئة والتعمير ومخططات شغل الأراضي، مع خلق مقابر جديدة وتوسعات في كل البلديات، إضافة إلى إنشاء واحدة في المدينة الجديدة "علي منجلي". ❊شبيلة.ح