اختُتمت بقرية تنالت ببلدية امسوحال ولاية تيزي وزو، أمس السبت، فعاليات إحياء ذكرى استشهاد الشهيد البطل اعمر آث شيخ، الذي سقط في ميدان الشرف في 11 أوت 1956 رفقة مجموعة من رفقائه في السلاح، وذلك في عز سنوات الجمر من حرب التحرير، والذكرى عرفت حضور جمع غفير من المواطنين والأسرة الثورية طيلة ثلاثة أيام، التي سعت إلى إطلاع الشباب على أحد قامات الثورة المسلحة. تمّ في إطار برنامج هذه الذكرى الذي افتتح يوم الخميس، التطرّق للمسيرة النضالية للشهيد اعمر آث شيخ الذي سقط بميدان الشرف في 11 أوت 1956 بقرية أبلقيسان بمنطقة عين الحمام بتيزي وزو رفقة 13 شهيدا من رفقائه الذين حملوا السلاح لمحاربة المستعمر. وقد أكد المجاهدون من أصدقاء الشهيد وأفراد عائلته أن الشهيد الذي أنجبته قرية إيخف أوسامر بازور أوقلال من مواليد 1906، ويُعتبر من أوائل المجاهدين الذين التحقوا بالجبل وحملوا السلاح في وجه المستعمر، علما أنه نشأ وترعرع وسط عائلة أصيلة وصاحبة أراض. التحق الشهيد بصفوف حزب الشعب الجزائري، ثم بحركة انتصار الحريات الديمقراطية، ليكرّس كل سنواته النضالية في تحسيس الشعب بالقضية الوطنية، وكان يقول رحمه الله: "فرنسا لن تفهم أن الجزائر للجزائريين إلا بلغة السلاح"، وكان متشبثا بهذا الخيار الاستراتيجي، ويطرحه علنا في اجتماعاته مع كبار قادة الثورة، منهم كريم بلقاسم واعمر أوعمران. مسار الشهيد ونضاله وخروجه ضد فرنساالمحتلة دعمته عائلته وأصدقاوه، الذين أظهورا ثقتهم فيه نتيجة صموده وعزمه وشجاعته التي لا تعترف بالأهوال. تلقّى اعمر آث شيخ في بداية عام 1956، أمرا بالتنقل إلى الموقع حيث يُعقد مؤتمر الصومام، ولما وصل إليه رفقة مجموعته ليلة 10 إلى 11 أوت أي إلى قرية أبلقيسان ببلدية إفرحونان، بلغ هذا الخبر مسامع المستعمر الفرنسي الذي استعان بجنوده لمحاصرة القرية بالسلاح الثقيل، وما كان من الشهيد سوى المجابهة رفقة مجموعته، ولم يفكر أحدهم في الاستسلام رغم استحالة نجاتهم، ليستشهد الكثيرون بعد إصاباتهم الخطيرة، وكان منهم اعمر آث شيخ الذي استشهد والسلاح بيده، ليتسلم القرويون بعدها بساعات جثته؛ أي حين مغادرة الجنود الفرنسيين المكان. في عام 1963 تم نقل جثمان هذا البطل الشهيد إلى مسقط رأسه بقرية إيخف أسامر بازور نقلال بحضور جمع غفير من المواطنين والأسرة الثورية، حيث اقترح السكان إقامة نصب له، لكن عائلته وقفت بالمرصاد وقالت إن الشهيد كان في حياته يلح على المساواة والعدالة بين الجميع، وبالتالي لا يعقل اليوم تفضيله عن باقي الشهداء، علما أن تكريمه الحقيقي كان استشهاده والسلاح بيده، وهو الأمر الذي سيبقى عبر الزمن للأجيال والتاريخ. للإشارة، تضمنت هذه الفعالية تكريم العديد من الشهداء الذين سقطوا إبان حرب التحرير المظفرة، كما تم تكريم التلاميذ النجباء المتفوقين في مختلف الامتحانات الرسمية. واختتمت الفعالية بإلقاء محاضرة خاصة بتاريخ الثورة، توقفت عند أهم المحطات من 54 إلى غاية 62، وكانت موجهة بالأساس للشباب والناشئة لإدراك عظمة هذا التاريخ البطولي الذي صنعه أجدادهم والذي عليهم المحافظة عليه وتبنيه بقوة. أما في السهرة فنُظم حفل فني كبير حضره الجمهور بقوة.