لا يزال سكان قرية ثكانة التابعة لبلدية ايت يحي الواقعة على بعد حوالي 50كلم من ولاية تيزي وزو تتذكر ابنها الشهيد بن شعلال صادق المعروف باسم صادق الحبوس، حيث عمدت مؤخرا إلى إحياء الذكرى الثانية والخمسين لاستشهاده وتم بالمناسبة إطلاق اسمه على أكمالية اث هشام بعين الحمام. وقد بادرت عائلته بمساندة من سكان القرية والسلطات المحلية لأول مرة إلى إحياء ذكرى استشهاد البطل الثوري صادق الحبوس الذي أنجبته قرية ثكانة، حيث كانت الفرصة سانحة لمن عرفوا الشهيد للإدلاء بشهاداتهم حول انجازات هذا الشيخ، من بينهم المجاهد سعيد ابن العقيد سي محند اولحاج الذي ثمن جهاد سكان منطقة القبائل والدور الكبير الذي لعبته المرأة التي كانت بمثابة مركز استعلامات للمجاهدين إبان حرب التحرير إلى جانب المجاهدين، كما أثنى على الشهيد الذي أطلق عليه اسم شيخ الحبوس وذلك بعد أن تم اختياره من قبل الشيخ احمد اولحوسين لتولي هذا المنصب في تسوية الخلافات والنزاعات العائلية نظر لقدراته وخبرته في الشؤون الدينية، والذي حارب المستعمر بالحكمة والسلاح. وحسب ما علمناه من احد كبار قرية ثكانة، فإن جبهة التحرير الوطني أعلنت ابان الثورة عن إنشاء الحبوس أو سجون وكان الشيخ صادق من بين الأوائل الذين قاموا رفقة المجاهدين بإعلام سكان القبائل بهذا القرار ودعوتهم إلى عدم التقرب من المحاكم الفرنسية لمعالجة مختلف مشاكلهم وانه عليهم اللجوء إلى شيوخ الحبوس لتسويتها، حيث تمكن صادق الحبوس الذي يعرفه البعض باسم آخر هو سي لعمر مشلي الحبوس بجدارته في إيجاد حلول تخدم الطرفين المتنازعين مع مراعاة الشريعة والسنة، حيث اشتهر بعبارة ''من يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه''. وأضاف المتحدث أن الشهيد درس بعدة زوايا منها سيدي عبد الرحمن بايلولة، سيدي منصور وغيرها، حيث تمكن من توسيع ثقافته حول الإسلام ليلتحق بالمعهد الإسلامي التابع للعلامة عبد الحميد بن باديس، كما كان من بين الأعضاء البارزين في جمعية العلماء المسلمين، وقد أثارت مسيرته النضالية بلبلة في أوساط الفرنسيين ليكون مصيره النفي إلى تونس أين التحق بجامع الزيتونة ثم جامع الأزهر بمصر حيث نال نصيبا من الفقه وأمور الدين ليعود إلى أرض الوطن ويلتحق بحزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب، كما كان يلقي خطبا نيابة عن مصالي الحاج بحكم الثقة التي وضعها فيه الشيخ. كرس الشهيد بن شعلال صادق وهو من مواليد 1902 حياته في التكفل بجمع التبرعات لجبهة التحرير الوطني وخدمة الثورة، حيث لعب دورا كبيرا في محاربة المستعمر من جهة والتكفل بحل النزاعات والمشاكل بين الاعراش من جهة أخرى، وفي ليلة ال12 إلى 13 جوان 1958 بينما كان متنقلا إلى مهامه حاصرته القوات الاستعمارية بقرية اث حق التابعة لبلدية ايرجن (دائرة الأربعاء ناث ايراثن) رفقة 27 مجاهدا، فيما تمكن 9 مجاهدين من الفرار، ألقي القبض على 07 واستشهد 11 آخرين من بينهم الشهيد الصادق الحبوس الذي ضحى بالنفس والنفيس من اجل استقلال الجزائر، حيث دفن بمكان استشهاده بحقل يجهل موقعه، ولقد كان الشهيد حسب تصريحات بعض أقربائه يحلم بأن يتجول بالحقول تحت علم الجزائر المستقلة غير أن الأقدار شاءت أن يسقط شهيدا ولم ير ذلك يتحقق. ولقد قررت عائلته وبعد مرور أكثر من نصف قرن من استشهاده البحث عن رفاته ونقلها إلى مسقط رأسه بقرية ثكانة لإعادة دفنها، حيث تم تدشين مقام على شرفه وشرف 14 شهيدا الذين أنجبتهم القرية.