نفى مدير الجزائرية للمياه، إسماعيل عميروش، في تصريح ل«المساء"، وجود أية علاقة بين حالات الإصابة بحمى الكوليرا التي تم تسجيلها بولايات العاصمة، البليدة وتيبازة، بالمياه الموزعة عبر الحنفيات، مؤكدا أن كل محطات معالجة المياه تقوم بصفة دورية بمراقبة نوعية المياه عبر تحاليل مخبرية دقيقة. وأوضح عميروش، في سياق متصل، بأنه لم يتم تسجيل حالات لتلوث المياه، مذكرا بأن حالات الإصابة بالتسممات التي تم تسجيلها في فترة سابقة ببلدية بوقرة بولاية البليدة، مرجعها أحد الآبار التابعة لأحد الخواص، ما دفع بالسلطات المحلية إلى غلق كل الحنفيات غير تابعة للجزائرية للمياه. من جهة أخرى، أكد مصدر من وزارة الموارد المائية ل«المساء" على هامش الندوة الصحفية التي تم تنظيمها أول أمس لتقييم عملية تزويد المواطنين بالمياه في عيد الأضحى المبارك، أن حالات الإصابة بحمى الكوليرا تستدعي التدخل العاجل للسلطات المحلية لمراقبة وضعية الآبار التابعة للخواص، والتي يقوم أصحابها بتزويد المواطنين بمياهها غير المعالجة، مشيرا إلى أن مياه البئر تتطلب معالجة سنوية من خلال استعمال المواد المطهرة، "غير أن الخواص يعزفون أو يتناسون الضرورة الملحة لمعالجة هذه المياه الآبار، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه". كما أشار مصدرنا، إلى إمكانية انتشار حمى الكوليرا من الفواكه والخضر التي تم سقيها بمياه الصرف الصحي، "وهي ظاهرة غالبا ما يتم تسجيلها عبر عدد من المستثمرات الفلاحية"، مستعبدا أن تكون مياه الحنفيات وراء انتشار المرض. من جهته، أكد مدير الصحة لولاية الجزائر محمد ميراوي أمس أن "ماء الحنفيات ليس مصدرا لوباء الكوليرا وأنه ماء صالح للشرب"، مشيرا في تصريح لوكالة الأنباء إلى أن "ولاية الجزائر ليست مصدرا لهذا الوباء، وإنما تم نقله من طرف أشخاص كانوا قد سافروا إلى البليدة والبويرة وهما الولايتان التي ظهر فيهما هذا الوباء". وذكر نفس المصدر أن ولاية الجزائر "عرفت 14 حالة للإصابة بهذا الداء، 5 منها فقط هي حالات مؤكدة"، مشددا بالمناسبة على ضرورة غسل اليدين بصفة مستمرة وكذا غسل الخصر والفواكه بالماء مضافا له قطرات من مادة "الجافيل" لتفادي أية عدوى محتملة. وأكد السيد ميراوي بأن "ولاية الجزائر وكافة مصالحها متأهبة بصفة مستمرة لمحاصرة هذا المرض ومحاربة أية عدوى، مذكرا بالحملة التحسيسية التي تم إطلاقها لفائدة المواطنين لتعلم كيفية مجابهة أية عدوى جراء هذا الوباء.