كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، أمس، تحكم الطاقم الطبي في انتشار وباء الكوليرا بعد انخفاض عدد المصابين بالداء -الذين ينتظرون تصاريح الخروج بعد وصول نتائج التحاليل من معهد باستور- إلى 6 حالات تمت معالجتهم من الوباء بمستشفي بوفاريك، مشيرا بالمقابل إلى أنه تقرر الإبقاء على كل الإجراءات الوقائية من منطلق أن جرثوم الكوليرا قد يبقى في خمول لأكثر من 10 أيام قبل أن يعاود الظهور من جديد، فضلا عن مواصلة لجان التحقيق عملها لتحديد مصدر الوباء. وفند الوزير، في ندوة صحفية حول الوضعية الوبائية لداء الكوليرا، أن تكون الوزارة قد تأخرت في إعطاء أسباب انتشار الوباء، مشيرا إلى أن أعوانا من مخبر باستور بالتنسيق مع مخابر الجزائرية للمياه وشركة إنتاج وتطهير المياه «سيال»، يسهرون على تحليل عينات من مياه المنابع بولايتي البليدة وتيبازة، «وتم لغاية اليوم التحقق من نوعية مياه 39 منبع، منها 27 منبع ثبت عدم صلاحية مياهها وما يمثل 71 بالمائة من المنابع، فيما لا تزال عمليات المراقبة والمعاينة متواصلة لغاية الوصول إلى بؤرة انتشار الوباء»، مع العلم أن معهد باستور حدد لغاية اللحظة بؤرة واحدة للمرض بمنبع سيدي الكبير بولاية تيبازة. ولضمان القضاء نهائيا على الوباء، شدد حسبلاوي، على أهمية مواصلة العمل بالإجراءات الوقائية مع تحسيس المواطنين بضرورة استعمال صابون على شكل سائل عوض استعماله على شكل قوالب، بهدف تسهيل عملية تنظيف اليدين من كل أنواع البكتيريا، مع ضمان توفير كل شروط النظافة خاصة عند تنظيم الحفلات والولائم، من منطلق أن عدد كبير من التسممات الغذائية تسجل خلال هذه المناسبات بسبب سوء حفظ المواد الغذائية وعدم احترام شروط النظافة في إعداد المأكولات. كما أعلن الوزير، بالمناسبة، عن التحضير لإطلاق حملة تحسيسية عبر مختلف قنوات الاتصال المرئية والمسموعة لتحسيس المواطنين بأهمية الاقتداء بقواعد الصحة والنظافة الفردية والجماعية، باعتبار أن كل البرامج الوقائية لن تكون ناجعة إذا لم يتم إشراك المواطن في تفعليها على أرض الميدان. على صعيد آخر، حرص السيد حسبلاوي على التأكيد بأن مصالحه ستواصل في إرسال بيانات دورية حول صحة المواطن مع تحديد الوضعية الوبائية لتجنب كل أشكال التهديدات، مشيرا إلى أن «وزارة الصحة تحت خدمة المواطن وستسهر على تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، القاضية بتجنيد كل الإمكانيات البشرية والمادية للحفاظ على صحة المواطن من مختلف الأوبئة والأمراض المعدية». وقصد نشر ثقافة وقائية في المجتمع، كشف حسبلاوي عن تنسيق العمل مع وزيرة التربية الوطنية ليكون أول درس عبر جميع الأطوار التعليمية، حول الأمراض المعدية وأهمية احترام معايير النظافة، مع غسل اليدين أكثر من مرة في اليوم خاصة قبل الأكل، على أن يتم الأسبوع المقبل تنظيم لقاء وطني مع كل الفاعلين لتعزيز البرنامج الوقائي . من جهة أخرى، أعلن الوزير أن كل مدراء الصحة سيشرعون الأسبوع المقبل في تكثيف عمليات المراقبة التي تتم بالتنسيق مع مكاتب الصحة والنظافة، وذلك لضمان عدم ظهور بؤر جديدة للأمراض المتنقلة عن طريق المياه، أو الأمراض المعدية. وردا على أسئلة الصحافة، بخصوص أهمية إنشاء هيئة وطنية تعنى باليقظة الصحية، أكد الوزير أن المعهد الوطني للصحة العمومية هو المهتم بهذا المجال، كما يعمل معهد باستور على متابعة الوضعية الوبائية عبر كامل التراب الوطني من خلال مراصده، فيما يرسل مدراء الصحة إنذارات في كل مرة تسجل فيها حالات إصابة بالعدوى بسبب الأمراض المتنقلة عن طريق المياه. أما فيما يخص الوضعية العامة لانتشار داء الكوليرا، أكد الوزر على ضرورة الإبقاء على الإجراءات الوقائية إلى غاية الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ظهور الداء، مع تسجيل صفر إصابة مشتبه فيها، مشيرا إلى أنه من أصل 221 حالة مشتبه فيها، تأكد إصابة 86 حالة بوباء الكوليرا، في حين تم إخلاء سبيل 135 حالة بعد ثبوت عدم إصابتهم بالوباء ، ولا تزال 6 حالات تحت العناية لغاية وصول آخر نتائج مخبر باستور. من جهته، أكد مدير الوقاية بوزارة الصحة، جمال فورار، أن جرثومة الكوليرا يمكنها العيش في خمول بين أسبوع وثلاثة أسابيع في المواد الغذائية والمياه الملوثة، «كما أن 75 بالمائة من المصابين بالكوليرا لا تظهر عليهم الأعراض لكنهم مصنفين كناقلين للوباء، لذلك يجب انتظار 10 أيام قبل تأكيد القضاء نهائيا على وباء الكوليرا».