طالب وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة السيد شريف رحماني الأمين العام للجامعة العربية بتفعيل القرارات العربية بشأن تنفيذ مشروع نظام الأقمار الاصطناعية العربي ودعوة الدول العربية إلى إجراء الاتصالات اللازمة بالجهات الوطنية الأخرى المعنية لاستقطاب التأييد والدعم لتنفيذ المشروع. وذكر السيد رحماني رئيس الدورة ال20 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بالقاهرة أمس أن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته ال20 قد أقر الدراسة الأولية بشأن نظام أقمار اصطناعية عربي لمراقبة كوكب الأرض وكلف الجزائر بإعداد الدراسة التنفيذية وهذا ما تم تنفيذه حيث وافق المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته ال82 على الدراسة التنفيذية وأبرز السيد رحماني الظرف الذي تنعقد فيه هذه الدورة وهي على مقربة من القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي تعد أول قمة عربية تخصص للمسائل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وغيرها من المجالات الحيوية التي تمس حياة المواطن العربي، وأضاف أن هذا الأخير يعقد أمالا كبيرة ومشروعة على هذه القمة لتحقيق تلك النقلة النوعية والمؤثرة التي تستجيب لتحقيق آماله وتطلعاته في العيش الكريم . وبعد أن نوه بالمجهودات التي بذلها مجلس الوزراء المسؤولين عن البيئة العرب طيلة سنتين في الإعداد والتحضير لملف البيئة الذي سيتم عرضه على القمة أعرب عن أمله في أن يتوصل العرب إلى توجيهات محددة ترتقي بالعمل البيئي العربي إلى أفق أفضل وتكون في الوقت ذاته مرجعية للعمل البيئي العربي خصوصا وان قضايا البيئة أصبحت من أولويات الاهتمام الدولي وركن أساسي في المجهود التنموي للمجتمع الدولي. وقال "نحن مطالبين كجهات عربية تعنى بالبيئة إلى بذل المزيد من الجهد المتواصل والمستمر للحفاظ على مواردنا الطبيعية وتحقيق التوازن المطلوب بين متطلبات التنمية والحفاظ على الموارد واستدامتها. وأضاف السيد رحماني أن المجلس الوزاري قد أرسى أسس وآليات للتنسيق والتعاون العربي على المستوى الدولي وهو "ما مكن الدول العربية من الدفاع عن مصالحها في المؤتمرات والمحافل الدولية خاصة في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية "بازل" مؤكدا أهمية تظافر الجهود وتوحيد المواقف بشأن الموضوعات الحساسة ذات التأثيرات البالغة والسعي بشكل فعال في مجال البيئة مما سيساعد الدول العربية في تنفيذ الالتزامات الدولية وتحقيق التنمية المستدامة. كما نوه بالجهود العربية في متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة ومبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية مذكرا بالتقرير العربي الإقليمي الأول حول التقدم المحرز في تنفيذ مبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية والتقرير الأول لتوقعات البيئة في المنطقة الذي سيتم إصداره في الشهور القليلة القادمة. وستناقش الدورة برئاسة السيد رحماني عدة قضايا تهم البيئة في المنطقة العربية خاصة في ما يتعلق بالتحضير للمؤتمر الدولي للتغيير المناخي ومتابعة تنفيذ مبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية. كما سيتناول الاجتماع متابعة تنفيذ قرارات كل من الدورة 19 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة والدورة التاسعة للجنة المشتركة للبيئة والتنمية فى الوطن العربي وقرارات الدورة العادية 24 لمجلس الحكام والمنتدى الوزاري لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة والدورة الاستثنائية العاشرة للمجلس الحاكم وكذلك متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة. وسيتطرق الاجتماع إلى ورقة العمل الخاصة بالزراعة والتنمية المستدامة وتنمية الريف التى تتناول المجهودات المبذولة فى هذا القطاع منها تنمية الموارد الطبيعية والموائمة مع التغيرات الدولية واللحاق بالتطورات التكنولوجية وكذلك الارتباط الوثيق بين الزراعة والتنمية الريفية والبيئة. وقد أكد الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في كلمته بأن عام 2009 سيكون عام مفاوضات حاسمة في مجال الاتفاقية الخاصة في مواجهة التغييرات المناخية داعيا الدول العربية إلى وضع رؤية مشتركة للتعاون طويل المدى في إطار تحمل المسؤولية المشتركة لمواجهة الآثار الجسيمة الناجمة عن تزايد انبعاثات الغازات الدفينة من الكربون والأنشطة البشرية وتوفير الموارد المالية للصندوق الخاص بمعالجة مشكلة الكربون. وشدد على ضرورة استمرار التنسيق بين المجموعة العربية في مراحل التفاوض حول المشكلات البيئية خلال عام 2009 مقترحا أن تتولى دولة عربية التحدث باسم المجموعة العربية خلال الاجتماعات التفاوضية البيئية لعام 2009. وذكر أن القمة العربية الاقتصادية بالكويت ستعتمد مشروع إعلانها الختامي وبرنامج عملها حول ما يخص تفعيل وتعزيز القرارات العربية للحد من الكوارث الطبيعية والإدارة المتكاملة للنفايات. وعلى هامش الأشغال ذكر السيد رحماني في تصريح لواج بتأثيرات التغييرات المناخية على الاقتصاديات في العالم خاصة الدول العربية مشيرا إلى اقتراح الجزائر المتعلق بالتنسيق بين الدول العربية للخروج بأرضية موحدة وجهد ونظرة عربية مشتركة بخصوص هذه المسألة كما كان الشأن بالنسبة للدول الإفريقية حيث خرج مؤتمر الجزائر في نوفمبر الماضي بأرضية إفريقية موحدة اتجاه القضية. وأشار السيد رحماني إلى الاقتراح الجزائري الثاني بخصوص التحالف المنبثق عن قمة الجزائر بالنسبة للأفارقة لكي تتفتح على المناطق الأخرى . وفي هذا الصدد قال الوزير "انه سيتم وضع صلة وإقامة لقاءات جوارية مشتركة بين المجموعة العربية والمجموعة الإفريقية لتوحيد الرؤية والنظرة بالنسبة لمؤتمر كوبنهاجن. وفيما يخص الكوارث قال السيد رحماني "ان الدول العربية كما هو معروف مهددة ببعض الكوارث خاصة منها دول شمال إفريقيا أو الدول المغاربية مما يجعل الاحتياط والحيطة ضرورة ويعمق الحس باتجاه هذه القضايا للإعداد والتنسيق لمواجهتها.