أكد وزير الشباب والرياضة محمد حطاب، أوّل أمس الخميس، أنّ الجزائر سجلت بارتياح التزام الاتحاد الإفريقي بمكافحة ظاهرة الفساد عن طريق إرساء آليات مختلفة، موضحا خلال أشغال الدورة العادية الثالثة لوزراء الشباب والثقافة والرياضة للبلدان الإفريقية التي احتضنتها الجزائر في الفترة الممتدة ما بين21 و 25 من الشهر الجاري، أن الجزائر «تسجل بارتياح التزام الاتحاد الإفريقي بمكافحة ظاهرة الفساد عن طريق إرساء آليات مختلفة». ثمّنت الجزائر موقف الاتحاد الإفريقي جعل سنة 2018 عنوانا لمكافحة الفساد تحت شعار «كسب المعركة ضد الفساد مسار مستدام لتحول إفريقيا»، وعبّر السيد حطاب، على أهمية جعل الفساد أولوية ضمن قضايا العمل الإفريقي، داعيا الدول الإفريقية إلى تحويله لواقع ملموس خاصة من طرف المؤسسات المعنية بتنفيذه. وذكّر الوزير، بالمناسبة أنّ الجزائر من أوائل الدول التي وقّعت على اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد في أكتوبر 2003، وتمت المصادقة عليها بمرسوم رئاسي سنة 2004، كما خضعت الجزائر للتقييم من طرف النظراء ضمن هذه الآلية في دورتها التقييمية الأولى التي تمحورت حول فصلين في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، على غرار التجريم والقمع والتعاون الدولي في هذا المجال. من جهة أخرى أشار الوزير، إلى تجسيد الجزائر لمكافحة الفساد من خلال دسترتها واستحداث الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته، التي أسندت لها مهمة أساسية تتمثل في تفعيل واقتراح سياسة شاملة للوقاية من الفساد، ويتم رفع تقريرها إلى رئيس الجمهورية، يتضمن كل ما يتعلق بمكافحة هذه الظاهرة، مؤكدا في هذا الصدد أنّ الجزائر من الدول الرائدة في إفريقيا لمواجهة هذه الآفة المنتشرة عبر العالم. ارتباط وثيق بتعزيز دولة القانون والديمقراطية وتحدّث الوزير عن موقف الجزائر الذي يتجلى كما قال في ما أكّده رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أثناء انعقاد القمة ال30 لرؤساء الدول وحكومات الاتحاد الإفريقي في شهر يناير المنصرم، الذي أكّد خلاله أنّ مكافحة الفساد مرتبط ارتباطا وثيقا «بتعزيز دولة القانون والديمقراطية بشكل يجعل ظاهرة الفساد تتراجع بقدر التقدم المسجل في تشييد دولة عادلة بمؤسسات قوية وذات مصداقية». كما أكّد الوزير في هذا الشأن، الدور الفعال للشباب الإفريقي في بناء ثقافة قوية تسمح بمكافحة الفساد، معتبر أن هذه الافة باتت تعرقل تحقيق التنمية في إفريقيا وتكلّفها حسب الخبراء ما لا يقل عن خمسين مليار دولار سنويا، وحسب الوزير، فإنّ القارة السمراء بحاجة إلى التفاهم المشترك والتنمية الشاملة والتعاون وتكاثف الجهود، مؤكدا أنّ اللجنة التقنية المتخصّصة «شباب، ثقافة ورياضة»، أظهرت أنّ إفريقيا عازمة على ترقية طاقاتها الشبانية وتحسين مستوى الحكامة في شتى الجوانب، وأضاف أنّ الجزائر تعدّ نموذجا على غرار الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، وذلك لإضفاء الحكامة المحلية الرشيدة، التي تم إدراجها ضمن البرامج الحكومية للبلدان الإفريقية. وفاء للمبادئ والتزام بالمواثيق من جهة أخرى أكّد السيد حطاب، أنّ الجزائر بفضل الحكم الراشد لرئيس الجمهورية، قد قامت بإرساء قيم الأمن والاستقرار ودعائم التنمية المستدامة ونشر مثل المصالحة والعيش معا في سلام، وتعميم نموذجها الناجح في حل النزاعات والوقاية منها، كما أكّد أنّ الجزائر تبقى وفية لمبادئها وملتزمة بمواثيق الاتحاد الإفريقي والمعاهدات الدولية والقارية وحريصة كلّ الحرص على أمن ووحدة القارة والنهوض بها. تكريم الرئيس بوتفليقة تمّ خلال هذه الجلسة التي تمت على مستوى الوزراء تكريم رئيس الجمهورية، للدور الهام الذي يقوم به في مجال مكافحة الفساد وإحلال السّلم وحل النزاعات في القارة الإفريقية، كما تمّ انتخاب الجزائر لترأس مكتب اللجنة التقنية الجديدة المتخصصة «شباب، ثقافة ورياضة» وذلك لمدة عامين ممثلة في وزير الشباب والرياضة محمد حطاب. وأسندت للوزير حطاب، رئاسة المكتب بمساعدة ثلاثة رؤساء نواب وهم وزير الشباب والرياضة الزامبي كنائب أول، نيجيريا (نائب الرئيس الثاني) إلى جانب جمهورية الكونغو (نائب الرئيس الثالث) ووزير الشباب والرياضة الأوغندي كمقرر. وانتخب بالإجماع على المكتب الجديد أوّل أمس، من طرف ممثلي 33 بلدا من مجموع 37 عضوا خلال أشغال الدورة الثالثة للجنة التقنية المختصة «الشباب، الثقافة والرياضة» للاتحاد الإفريقي التي اختتمت بالمصادقة على التوصيات واقتراحات الخبراء الأفارقة، المنبثقة عن اللجان التي عكفت على دراسة هذه المواضيع منذ الأحد الماضي. وحيا الوزير، عقب انتخابه رئيسا للجنة التقنية أعضاء المكتب المنتهية عهدتهم للعمل المنجز خلال السنتين السابقتين، وقال «باسم الجزائر وبصفتي رئيسا جديدا، للجنة التقنية المختصة الشباب، الثقافة والرياضة للاتحاد الإفريقي، أحيي المكتب المنتهية عهدته للجهود المعتبرة المبذولة والعمل الكبير الذي قامت به والذي يستجيب لتطلعات إفريقيا وشبابها» .