كشف المخرج لمين مرباح، في تصريح ل"المساء" أنّه بصدد التحضير لفيلم وثائقي طويل يتمّ عرضه بمناسبة المهرجان الثقافي الإفريقي الذي ستحتضنه الجزائر شهر جويلية المقبل. الفيلم يقول مرباح تمّ عرض جزء منه بطلب من وزراء ثقافة دول الاتحاد الإفريقي في اجتماعهم الأخير بالجزائر وقد أعجبوا كثيرا بالعمل، مشيرا إلى أنّ العمل لم يكن مكتملا لكن إلحاح الوزراء على مشاهدته اضطره إلى تقديم جزء منه، و هو الآن بصدد إنهاء العمل الذي سيقدّم في شكل شريط وثائقي طويل. ويتعرض العمل، للمعاناة التي عاشتها إفريقيا في ظلّّ العبودية والاحتلال ويتمّ التركيز فيه على عملية اغتصاب خيرات إفريقيا من قبل الدول العظمى، "إنّ الرأسمالية العالمية -يقول مرباح- استغلت إفريقيا واستنزفت طاقتها الطبيعية والبشرية، وبقيت شعوب هذه القارة دون قدرة للدفاع عن نفسها، مضيفا أنّ الشريط سيركّز على القرنين الثامن والتاسع عشر ويتناول بشكل خاص الحركات التحرّرية في إفريقيا والدعم الذي قدّمته لها الجزائر قبل الاستقلال لاسيما خلال سنتي 1960و1961. وفي هذا الإطار، أشار لمين مرباح إلى أنّ جيش التحرير الوطني أشرف على تدريب العديد من الجنود الأفارقة خاصة من إفريقيا الجنوبية ومن بينهم مانديلا الذي كان من بين الجنوبيين الذين دربّهم جيش التحرير الوطني في الحدود المغربية. وفي سؤال عن الأرشيف الذي استعان به لمين مرباح في انجاز العمل، أشار أنه اتّجه أوّلا إلى الأحاديث وجمع التصريحات من الشخصيات التي عايشت تلك الفترة على غرار أحمد بن بلة، شريف بلقاسم، وجودي الذي كان من بين من تولى تدريب الفرقة الإفريقية ليعيّن بعد الاستقلال سفيرا للجزائر في جنوب إفريقيا. إلى جانب التصريحات، استعان الشريط حسب مخرجه بصور من أرشيف التلفزيون الجزائري، إلى جانب صور من المركز الوطني الفرنسي السمعي البصري تحمل الكثير من الحقائق المرئية على الوضع المأساوي الذي كانت تتخبط فيه القارة السمراء خلال هذه الفترة من تاريخها تجسّدت في الفقر المدقع والجهل والمرض والتعذيب.. وقد اخترت صورا -يقول مرباح- لها تأثير كبير من الناحية الإنسانية، مشيرا في هذا الإطار إلى أنّه يسعى إلى شراء هذه الصور إذا ما حصل على دعم لأنّ هذا النوع من الأرشيف يكلّف أموالا كثيرة. يذكر أنّ هناك العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تحضّر في إطار الاحتفالات بالمهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر والتي سبق ل"المساء" أن استعرضتها بالتفصيل في وقت سابق.