أوكلت وزيرة الثقافة خليدة تومي مشروع إنجاز 86 فيلما تتراوح بين أشرطة وثائقية وأفلام تاريخية قصيرة في إطار التحضير لتظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية2011''، إلى رئيس جمعية المخرجين الجزائريين المحترفين ''لمين مرباح''، حيث كلف هذا الأخير بمهمة الاتصال بجميع المخرجين في إطار إنجاز المشاريع التي يشترط أن تتمحور مواضيعها حول ما يتعلق بالجانب التراثي والحضارة الإسلامية لمدينة الزيانيين. من المنتظر أن يكون المخرج لمين مرباح من بين المشاركين في تنفيذ مشروع وزارة الثقافة بسيناريو فيلم عن ''الشيخ محمد بن يوسف بن شعيب السنوسي''، وهو مفكر عاش بمدينة تلمسان وتتلمذ على يد اكبر علمائها وشيوخها في الفقه والفلسفة والرياضيات وتخرجت على يده مجموعة من العلماء الذين أسسوا بعده لحركة فكرية دينية بعد وفاته سنة 1493 ميلادية بنفس المدينة. وقد تمت كتابة هذا السيناريو وفق ما أوضحه صاحب العمل في اتصال جمعنا به تحت إشراف الأستاذ ''كورسو'' والباحث الجامعي بوكلي جمال، وهو من ضمن السيناريوهات التي توجد الآن بيد لجنة القراءة بوزارة الثقافة لدراستها واختيار ما يناسب منها للتظاهرة، مضيفا أن اللجنة ستعلن عن النتائج بداية من شهر جويلية القادم لتتكفل وزارة الثقافة فيما بعد بإنتاجها لتكون جاهزة في الموعد، كما جاء على لسانه. من ناحية أخرى، كشف المخرج لمين مرباح أنه كان بصدد التحضير لمشروع فيلم عن الشهيد العربي بن مهيدي الذي طرح فكرته على وزارة الثقافة، غير أنه سحب مشروعه بعدما علم أن المخرج جعفر قاسم يحضر لعمل عن نفس الشهيد، مؤكدا بأنه واثق من إمكانيات جعفر قاسم، مشيرا الى أنها المرة الثانية التي يتراجع فيها عن تجسيد فكرة فيلم بعد مشروع عن شهيد المقصلة ''أحمد زبانة''، وذلك بعدما أعلن ''السيناريست'' والمخرج سعيد ولد خليفة عن تحضيره لفيلم عن زبانة بالتعاون مع الشاعر عز الدين ميهوبي. وللتذكير تأتي مبادرة وزيرة الثقافة بمنح المخرجين فرصة العمل والإنتاج بعد حالة القحط الذي عانى منها المخرجون الجزائريون لسنوات والتي دفعت بعدد منهم، على رأسهم رئيس جمعية المخرجين المحترفين لمين مرباح، إلى التهديد بالاستقالة الجماعية في حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة في إطار تنمية قطاع الإنتاج السينمائي ورفع ميزانية صندوق تمويل الصناعة السينمائية من 200 مليون دينار إلى 800 مليون دينار. وهو المطلب الذي تفاوضت بشأنه الجمعية مع وزارة المالية دون اي جديد يذكر، بعدما أبدت وزيرة الثقافة خليدة تومي عجز قطاعها عن توفير ميزانية كافية لرفع الدعم الخاص بالإنتاج السينمائي، وذلك خلال آخر اجتماع لها مع الجمعية. يأتي هذا الموقف الصارم لجمعية المخرجين المحترفين الجزائريين في الوقت الذي تتراوح نسبة المساعدات المالية للمنتجين ما بين ما بين 10 و30 مليون دينار، على عكس بعض الدول الشقيقة مثل المغرب التي تنتج قرابة 15 فيلما سينمائيا سنويا بدعم من الدولة، وهونفس الدعم الذي تحظى به السينما في تونس وليبيا، وهو ما يعكس أزمة السينما في الجزائر.