إلى غاية أولمبياد بكين، لم يكن اسم عمار بن يخلف يمثل فارقا لمن سمعه، حتى اخذ بألباب الملايين من الجزائريين حين استطاع أن يجعل علم الجزائر يرفرف في بلد ماوتسي تونغ، بانتزاعه لفضية كانت تعادل المعدن النفيس بالنسبة للجزائر، وهذا الإنجاز التاريخي فتح الشهية لسفير الجيدو الجزائري لتحقيق نتائج ايجابية أخرى تشرف الألوان الوطنية في كل المواعيد الدولية الرسمية المقبلة، وهو الأمر الذي تحدث عنه بن يخلف في هذا الحوار الذي خص به "المساء"... - بداية، كيف تقيم مشاركتك في الدورة العالمية التي جرت مؤخرا باليابان؟ * صراحة، المنافسة كانت عبارة عن اولمبياد مصغرة بمشاركة 42 بلدا ممثلة بأسماء عالمية كبيرة، وهذه الدورة تقليدية تقام كل سنة ومعروفة بحدة التنافس. - تلقيت دعوة خاصة من البلد المنظم وتمكنت من اعتلاء المنصة بالرغم من صعوبة المهمة، ماتعليقك؟ * لقد كنت الممثل الوحيد للبساط الجزائري في هذه الدورة العالمية، وانتزعت ميدالية برونزية على حساب أسماء عالمية، حيث تفوقت على اليابانيين امام جمهورهم.. بهذه النتيجة أصبحت الجزائر تحتل المركز العاشر في التصنيف العالمي وهو الأمر الذي لم أتوقعه عند انطلاق المنافسة. - ما هو سر هذا التألق المستمر؟ * إضافة إلى العمل الجاد مع فريقي مولودية الجزائر والتربصات التي أجريتها قبل السفر إلى اليابان وطيلة شهر رمضان المبارك بدون توقف، كنت مرتاحا من الجانب البسيكولوجي بعد الاستقبال الحار الذي حظيت به من اليابانيين بمجرد وصولي إلى المطار، وكذا القائمين على السفارة الجزائرية الذين هيأوا لي كل الظروف المساعدة على تحقيق نتيجة ايجابية. - لكنك اكتفيت فقط بالتربصات لتحضير هذا الموعد في الوقت الذي كنت بحاجة الى المنافسة؟ * لا، خضنا أيضا غمار دورة شرم الشيخ التي كانت بمثابة محطة تحضيرية لهذه الدورة العالمية، حيث التقيت فيها بمصارعين متمكنين ولهم خبرة طويلة فوق البساط وكلهم يحملون في سجلهم ألقابا عالمية، وهذا ما جعلني اغتنم الفرصة للاستعداد جيدا لموعد اليابان. - الآن و قد تحققت بعض مشاريعك، فماذا بعد؟ * لم أتوقع في يوم من الأيام أن أفوز بميدالية اولمبية وأصبح "نائب بطل اولمبي"، والفضل في ذلك يعود بالدرجة الاولى إلى والدي اللذين قدما لي يد العون، ثم مولودية الجزائر التي وفرت لي كل شروط العمل الجاد وأخيرا الفريق الوطني حيث وجدت الرعاية اللازمة، وأرى أنها مجموعة من عوامل ساعدت وساهمت في نجاحي، الذي اعتبره نجاحا ليس لابن بخلف فقط، بل للجيدو الجزائري والإفريقي، لكن لن تتوقف مسيرتي عند هذا الحد، بل ما يزال أمامي مشوار طويل للبروز أكثر وتحقيق الأحسن من خلال المنافسات القادمة التي تنتظرني في الموسم القادم. - على ذكر الموسم القادم، هل يمكن الوقوف عند اهم محطات برنامجك؟ * الانطلاقة ستكون بالبطولة الإفريقية المقررة بجزر موريس، التي تعد الهدف الأول من طرف الهيئة الفيدرالية، تليها في المرتبة الثانية البطولة العالمية في شهر سبتمبر المقبل بهولندا، إضافة إلى العاب البحر الأبيض المتوسط التي تستضيفها مدينة بيسكارا الإيطالية في شهر جوان القادم. - هل نتوقع منك ميداليات أخرى؟ * إن شاء الله، إنه الهدف الذي أسعى إلى تحقيقه، وسأبذل كل جهدي لانتزاع الذهب في المواعيد القادمة، كما ننوي الحفاظ على لقبنا القاري الذي تحصلنا عليه بجزر موريس سنة 2006، وهي مأمورية صعبة تتطلب منا الجدية في العمل والعزيمة والإرادة. - وكيف ستجري التحضيرات لهذه المنافسات؟ * بطبيعة الحال عملنا سيقتصر على التجمعات التي سنجريها داخل الوطن وبالتحديد بقاعة الدوجو ببوزريعة، إضافة إلى المعسكرات التي ستجري بمناسبة اتفاقيات تعاون مشترك مع الدول الأخرى، وانطلاقتنا ستبدأ بالمشاركة في دورة باريس التقليدية المقررة شهر فيفري المقبل، وذلك في انتظار البرنامج الذي ستسطره الاتحادية الجزائرية للجيدو رفقة الطاقم الفني. - نعلم أن عمار ليس مصارعا فحسب، بل انت متحصل على شهادة في الرياضة.. فهل تنوي مواصلة مشوارك الدراسي؟ * أكيد، فأنا متحصل على شهادة ليسانس في الرياضة دفعة 2006، وهدفي الآن هو الحصول على شهادة الماجستير التي دخلت مسابقتها، وكلي أمل في أن أكون مع الناجحين، وأعتقد انه مهما طال عمر الرياضي فهو محدود بإمكانياته البدنية، لذا فمن الضروري أن يحتاط أي رياضي ويأخذ هذا في الحسبان، كما أن الشهادة الجامعية أصبحت أكثر من ضرورة لأي رياضي طموح، انطلاقا من كون ممارسة الرياضة وفق مناهج علمية تسمح للرياضيين بتحقيق نتائج أفضل، وتجربتي الشخصية المتواضعة، تؤكد لي أن الرياضي صاحب الشهادة يحظى باحترام أكبر في الوسط الرياضي، فأنا أسعى جاهدا إلى تحسين مستواي الأكاديمي والحصول على شهادة ماجستير، التي كما قلت شاركت في مسابقتها في الأيام القليلة الماضية. - هل تلقيتم كل مستحقاتكم المالية بعد الألعاب الأولمبية؟ * اللجنة الأولمبية وفت بوعودها، فبمجرد وصولنا إلى الجزائر دعينا إلى حفل تكريمي وتحصلنا على مستحقاتنا المالية الى جانب جوائز اخرى، بينما مشكلتنا مع وزارة الشباب والرياضة ما تزال قائمة، حيث لم نستلم ولا سنتيما واحدا، وننتظر أن يتم ذلك قريبا. - هل من كلمة إضافية؟ * أشكر جريدتكم "المساء" على هذه الاستضافة، وأعد جمهوري الكريم بميداليات أخرى في المواعيد الدولية القادمة.